دعت رابطة علماء ودعاة وأئمة الساحل، اليوم السبت، بالجزائر العاصمة، إلى ضرورة مواجهة الفكر المتطرف، عن طريق "تعزيز قيم الاعتدال والوسطية الدينية"، من خلال "التركيز والاهتمام" بمناهج التربية الدينية بالبرامج التعليمية لدول المنطقة. وأبرز وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بملهدي، خلال ندوة علمية حول "الدليل العلمي والعملي للوقاية من الغلو والتطرف" الذي أصدرته رابطة علماء الساحل، "أهمية حماية جيلنا والأجيال القادمة من مخاطر التطرف والغلو، وكل ما أنتجته اللوبيات والعصابات ومخابر الإرهاب وصدرته لإفريقيا والعالم ككل، والذي يتطلب منا اليوم، محاولة فهم ما حدث ويحدث، للوصول إلى تحقيق المصالح المشتركة والتعايش سوية بعيدا عن مظاهر النزاع والاقتتال". وأضاف قائلا: "محاولات القوى المدمرة، تغيير شكل الإرهاب ونقله من منطقة لأخرى، تحول إلى مصيدة وقعت فيها نفس الجهات التي عملت على تصدير العنف إلى الغير، لاسيما إلى القارة الإفريقية تلك الجوهرة السوداء، التي تعاني من الفتن المفتعلة التي خلفت الدمار". وقال في ذات الخصوص، أن "القائمين على الدليل اجتهدوا لتطوير لبنة أساسية في هذه الخطة"، مبرزا أن "ما واجهته الجزائر في هذا الجانب تحديدا، منحها خبرة تؤهلها لتقديم رؤيتها من أجل التعاون مع العديد من الدول لمواجهة التطرف''. من جهته،أكد رئيس الرابطة، التشادي، أبكر ولار، أن "ما تشهده منطقة الساحل الإفريقي من تحديات جمة، يتقدمها الإرهاب والعنف والغلو والتطرف الديني و ما خلفته من ضحايا، يستدعي اليوم اعتماد مناهج تعليمية دينية وسطية، تعزز المبادئ السامية في حياة المجتمعات كحرمة الدماء والعرض والممتلكات والابتعاد عن كل مظاهر الظلم والعدوان". كما اعتبر ولار أن "حماية الأفراد من الأفكار المنحرفة وضمان عدم وقوعهم فريسة الغلو والتطرف، لابد أن يكون من خلال مناهج ومقررات تعليمية دينية تهتم بالأخلاق، فيكون الناتج مواطنين ناضجين يكونون عامل استقرار ببلدانهم". من جهته، أكد عضو وحدة التنسيق والاتصال لدى الرابطة، الموريتاني، محمد أحمد السالم، أن "ظاهرة التطرف والغلو الديني بكل ما تحمله من مشكلات على الكيانات وتأثيرها المباشر على استقرار المجتمعات، يتوجب مواجهتها من قبل الجميع"، مؤكدا أن "دليل الرابطة هو نتيجة لجهود جبارة بذلت ضمن هذا المسعى وسيكون ركيزة هامة للتعاون ما بين الشعوب". وبدوره، دعا الدكتور تيجاني محمد، ممثل دولة السودان في مداخلته، إلى "أهمية نشر مضمون الدليل في أطوار التعليم العامة وكذا في المناهج الجامعية بغرض تصحيح الأفكار الخاطئة ومواجهة استغلال المتطرفين للنصوص الدينية من أجل تبرير أفعالهم ونشرها تحقيقا لغايات مريبة". في ذات الخصوص، قال الأمين العام للرابطة السيد لخميسي بزاز، أن "إصدار هذا الدليل يأتي باسم المنطقة ككل، من أجل إعلاء صوت الحكمة والمنطق، ولرفع الشبهة عن تعاليم الدين الإسلامي الذي تعود البعض على ربطه بأفكار التطرف والإرهاب، في مقاربة مضللة لا تمت للواقع أو الحقيقة بأي صلة". وأبرز رئيس اللجنة العلمية للرابطة، محمد ضيف، مضمون الدليل محل الندوة، والذي تضمن ثلاث محاور رئيسية تتعلق ب"المصطلحات، والقيم والأخلاق الإسلامية ومحور تصحيح المفاهيم ورد الشبهات"، قائلا أن المعركة باتت معركة مصطلحات والتي تحولت إلى أداة عنف في حد ذاتها، وراح ضحيتها فئة تعد مثقفة عكس ما يعتقد أن ضحايا الفكر المتطرف هم من محدودي التعليم".