أنشأت والي قالمة، لبيبة ويناز، هيئة للمتابعة و الدعم لتشغيل مصنع العجائن و الذرة بمدينة بوشقوف، على أنقاض مصنع قديم كان ينتج الخميرة قبل إغلاقه سنة 2002 بسبب مشاكل تجارية و تقنية. و تتولى الهيئة، مساعدة الشركة المشرفة على جلب المعدات من سكيكدة و سطيف، و تهيئة مواقع التركيب، و تشغيل المصنع ضمن الآجال المحددة بستة أشهر بداية من 11 أكتوبر الماضي، حسب القرار الذي اتخذه وزير الصناعة عند زيارته إلى مركب الخميرة القديم بمدينة بوشقوف رفقة وزيرة البيئة. و لم تبق إلا 4 أشهر تقريبا من المدة المتفق عليها لإدخال المنشأة مرحلة إنتاج طحين الذرة و العجائن الخالية من الغلوتين، الموجهة لمرضى حساسية الجهاز الهضمي، حيث وعدت شركة "أغروديف" بإعادة تهيئة المصنع القديم و تركيب المعدات الجديدة و بداية الإنتاج في غضون عام، لكن وزير الصناعة اعتبر هذه المدة طويلة و مكلفة، و حث الشركة على رفع التحدي و بذل المزيد من الجهد لإنهاء العمل في غضون 6 أشهر، و طلب من مسؤولي ولاية قالمة تقديم ما يلزم من الدعم لتحقيق الهدف، و إنهاء سنوات طويلة من توقف مصنع الخميرة، و ضياع فرص العمل و مداخيل الخزينة العمومية. و قد التقت والي قالمة مع مسؤولي الشركة المنجزة لمشروع مصنع العجائن و الذرة بمدينة بوشقوف، و مدراء القطاعات المحلية ذات الصلة، لتقييم الوضع و اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإدخاله مرحلة العمل في النصف الأول من العام القادم. و قد بدأ نشاط المصنع المنجز من طرف شركة نمساوية، في شهر أكتوبر سنة 1983، بقدرة تتجاوز 28 طنا من الخميرة الطازجة و الخميرة الجافة في اليوم الواحد، قبل أن يغلق تحت تأثير عوامل كثيرة بينها المنافسة القوية التي فرضتها الخميرة المستوردة، في السوق الوطنية. و منذ إغلاق المصنع سنة 2002 لم يتوقف سكان قالمة و منطقة بوشقوف على وجه الخصوص عن المطالبة بإعادة تشغيله من جديد، لإنشاء الثروة و مناصب العمل، و الحد من الاستيراد المنهك لخزينة البلاد، لكن لجنة من الخبراء رأت بأنه من غير الممكن العودة إلى إنتاج الخميرة على مستواه، بسبب قدم التجهيزات، و التأثيرات البيئية الخطيرة الناجمة عن نشاط إنتاج الخميرة، وسط حوض سكاني كثيف، و إقليم زراعي هام و موارد مائية حيوية. و تقرر تحويل النشاط من الخميرة إلى صناعة طحين الذرة، و العجائن الخالية من الغلوتين، و تشغيل عدد هام من العمال، و التخفيف من أعباء استيراد هذه المنتجات الغذائية الهامة من الخارج.