تشدد السلطات الصحية المختصة والخبراء في المجال الطبي على أن اليقظة والالتزام بالتدابير الصحية المتعارف عليها والتلقيح، هي الحلول المثلى لمواجهة متحور "أوميكرون" الذي أعلن عن تسجيل أول حالة له ببلادنا قبل يومين، وأيضا لمواجهة غيره من متحورات فيروس كوفيد 19. مع إعلان معهد باستور قبل يومين تسجيل أول حالة من متحور "أوميكرون" في بلادنا لرعية أجنبية دخلت البلاد في العاشر من الشهر الجاري تزداد الدعوات من مختلف الهيئات والخبراء في المجال الصحي من أجل التقيد أكثر بالتدابير الوقائية المتعارف عليها والمعمول بها حتى الآن دون اي تراخ، على غرار ارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي و غسل اليدين، ولكن أيضا التلقيح دون تهاون أو تردد، على اعتبار أن اللقاحات المستخدمة حاليا فعالة في مواجهة الوباء إلى أن يثبت العكس. ويقول البروفيسور محمد ملهاق أن التعامل مع المتحور الجديد "أوميكرون" متوقف على مدى إمكانية محاصرته قبل انتشاره، كما وقع مع أول حالة له سجلت ببلادنا و أعلن عنها قبل يومين. ويرى المتحدث في تصريح "للنصر" أمس أنه في حال بقيت اليقظة وتمت محاصرة المتحور وكشف المصابين به وعزلهم كما وقع مع الرعية الأجنبية سالفة الذكر فإنه بالإمكان الحد من أثر هذا المتحور، علما أننا جزء من العالم و حدودنا مفتوحة والناس يتنقلون بين مختلف البلدان. ويشدد محدثنا على أن الحل الأمثل لمواجهة "أوميكرون" وغيره من متحورات كوفيد 19 هي اليقظة والاستمرار في التقيد بالتدابير الوقائية المعروفة وهي غسل اليدين وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، و الاستمرار أيضا في التلقيح، لأنه ولحد الآن فإن اللقاحات فعالة ضد الفيروس إلى أن يثبت العكس، ويضيف قائلا" لا يجب أبدا خفض درجة التجند نحن في حالة حرب ضد عدو مجهول ولا بد من الاستمرار في اليقظة". ويضيف بأن المصالح الصحية والسلطات العمومية تملك اليوم ما يكفي من الخبرة لتفادي الوقوع في الخطأ، لكنه يؤكد على ضرورة عدم تراخي المواطن هو الآخر في التقيد بالإجراءات الوقائية، لأنه مهما عملت السلطات المختصة واستعدت لمواجهة موجات كوفيد 19 فإن عدم التزام المواطن بتدابير الوقاية وعدم التلقيح يعقد الأمر. من جهته اعتبر البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير الصحة أنه ومع تسجيل أول حالة إصابة بمتحور "أوميكرون" في بلادنا فمن الضروري العودة إلى الالتزام الصارم بالتدابير الوقائية المعمول بها، وشدد خياطي في تصريح للنصر أمس على ضرورة التلقيح لأنه شيء مهم. وأضاف المتحدث بأنه لابد من تلقيح أكبر عدد ممكن من المواطنين خاصة من الفئات الهشة والمصابين بأمراض مزمنة وكبار السن، لأن ذلك من شأنه ضمان نوع من الوقاية لبلادنا ضد أي خطر داهم في المستقبل. وألح على أنه بعد عامين من بداية ظهور وباء كورونا لابد على بلادنا اليوم أن تتمكن من متابعة التغييرات الجينية التي تطرأ من وقت لآخر على هذا الفيروس، والقيام بالدراسات الجينية في هذا المجال، وعدم الاكتفاء بما يصدر من هيئات دولية في الخارج. واعتبر البروفيسور خياطي انه وحسب الدراسات العملية فإن المتحور الجديد " أوميكرون" ليست له القوة و العدوانية الكبيرة مقارنة بالسلالات السابقة لكوفيد 19، مضيفا بأنه في البداية صحيح كان هناك تخوف من هذا المتحور لكن تبين أنه جاء نتيجة لحوالي 32 تغيرا جينيا طرأت على الفيروس، ونبه إلى أننا نعيش اليوم في الجزائر حالة وبائية متذبذبة وعليه فإن التلقيح والتقيد بالإجراءات الوقائية مهم وضروري. نشير فقط أن معهد باستور كان قد أعلن أول أمس الثلاثاء تسجيل أول حالة لمصاب بمتحور " أوميكرون" بالجزائر من جنسية أجنبية دخل مطار هواري بومدين في العاشر من الشهر الجاري، وقد خضع لفحص جيني بالمطار ثم فحص " بي سي آر" بمخبر مختص وتنبين انه يحمل فيروس سلالة أوميكرون.