تسارعت الأحداث في بيت شباب باتنة، بعد إقدام المدرب كمال مواسة صباح أمس، على تقديم استقالته وفسخ عقده بالتراضي، ما يعكس حالة اللااستقرار والتوتر، التي ظل يعيش على وقعها الكاب منذ الخسارة القاسية في بجاية أمام الموب، وما أعقبتها من ردود أفعال وسط الأنصار، الذين لم يهضموا قرار الاحتفاظ به. وحسب المدير الرياضي لوصيف إيدير، فإن مواسة وبعد وقوفه على الغيابات العديدة في الحصة التدريبية لصباح أمس، بملعب سفوحي واقتصار الحضور على 13 لاعبا جلهم من الشبان، لم يتوان في اتخاذ قرار الانسحاب، والمطالبة بفسخ عقده، وهذا قبل 72 ساعة من مباراة يوم السبت أمام حمراء عنابة. واستنادا لذات المتحدث، فإن رحيل المدرب القالمي الذي برر قراره، بغياب ظروف العمل وتعدد الحالات الانضباطية، ومعها التمرد المتواصل للاعبين، سيضع الإدارة في ورطة، نظرا لضيق الوقت والضائقة المالية التي يتخبط فيها الفريق، مشيرا إلى أنه سيتم تكليف المدرب المساعد حسان هزيل ومدرب الحراس سليم مقداد، بمهمة الإشراف على التدريبات مؤقتا، إلى حين الحسم في خليفة مواسة. وقبل ذلك، دخل الطاقم الفني في سباق مع الزمن، لضبط القائمة التي ستكون معنية بمقابلة حمراء عنابة، في ظل الغيابات بالجملة لأبرز الركائز في شكل تمرد جماعي غير معلن، رغم مساعي الإدارة لاسترجاع البعض منهم، في صورة عبد المالك بيطام، وزبيري. ويعمل الجهاز الفني بعد انسحاب المدرب مواسة على البحث عن البدائل، نظرا لأهمية موقعة "الحمراء" وضرورة الظفر بالنقاط الثلاث لاستعادة الهدوء والسكينة، وتضميد الجراح، وبالمرة مصالحة الأنصار عقب الانهيار الأخير أمام الموب. وانطلاقا من الطلاق الحاصل مع مواسة، تأمل الإدارة في عودة كل من خناب وراشدي وبن فرحات والحارس بولطيف، ولو أن غيابهم عن التدريبات بحجة معاناتهم من إصابة، قد يحرم الكاب من خدماتهم، وهو ما من شأنه أن يزيد من متاعب الفريق، خاصة وأن الإدارة كانت قد أشهرت سيف الحجاج في وجه المتقاعسين والذين يتحججون وراء الإصابات لمقاطعة التدريبات. وما يجسد هذا الطرح، إقدام الرئيس زغينة على ربط صرف راتب شهرين بتحقيق الانتفاضة المطلوبة والارتقاء إلى كوكبة المقدمة، حتى وإن كان الكثير من اللاعبين ظلوا يطالبون بمستحقاتهم دون مساومات، ما اعتبره الأنصار بمثابة رهان قوة بين الطرفين. على صعيد آخر، تلقت أمس إدارة الفريق إخبارا من المحضر القاضي لتسوية المستحقات العالقة للمدرب السابق اليامين بوغرارة والمحضر البدني بلعيد مجاهد، والمقدرة إجمالا بمبلغ 200 مليون، وهذا وفقا لقرار لجنة المنازعات، مع منحه المدة القانونية لهيئة زغينة، قبل الحجز على الرصيد أو ممتلكات الفريق.