أبدى رئيس اتحاد الفوبور عبد الرزاق، لعويرة الكثير من التفاؤل بخصوص قدرة فريقه على تحقيق إنجاز تاريخي في نهاية الموسم الجاري، وذلك باقتطاع تأشيرة الصعود إلى قسم ما بين الرابطات عبر بوابة جهوي قسنطينة، وأكد في هذا الصدد بأن هذا الحلم ولد من رحم الأزمة التي يتخبط فيها النادي، لكن سلاح الإرادة جعله قابلا للتجسيد ميدانيا. لعويرة، وفي حوار خص به النصر، اعترف بأن الهدف الذي كان مسطرا لم يكن يتجاوز عتبة ضمان البقاء في الجهوي، إلا أن رد فعل اللاعبين كان وراء رفع عارضة الطموحات عاليا مع تقدم المنافسة، ولو أنه ذهب إلى حد الجزم بأن هذا الحلم يبقى يراود أبناء الفوبور دون تلقي أي سنتيم كإعانة. في البداية، ما تقييمكم للمشوار الاستثنائي الذي يؤديه الفريق هذا الموسم في الجهوي؟ أبسط ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن اتحاد الفوبور فاجأ كل المتتبعين بالمستوى الذي ظهر به في بطولة الجهوي الأول للموسم الجاري، لأن الفريق يعد من المنشطين التقليديين لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، واعتاد على لعب الأدوار الأولى، لكن مسيرته هذا الموسم خطفت الأضواء، وفاقت كل التوقعات، رغم أننا كمسيّرين لم نكن نراهن إطلاقا على مشوار ناجح، لأننا كنا قد سطرنا ضمان البقاء كهدف رئيسي، إلا أن المعطيات تغيرت، وكبر الحلم بتقدم المنافسة، وأبواب الصعود فتحت أمامنا على مصراعيها. أيعني هذا بأن حصاد التشكيلة فاق ما كنتم تتوقعونه؟ الحديث عن المفاجأة يستند إلى عدة معطيات، خاصة الجانب المادي منها، كما أن نمط المنافسة المعتمد خلال هذا الموسم يبقى استثنائيا، و"كوطة" السقوط فيه أكبر، مادام التدحرج إلى الجهوي الثاني سيكون المصير الحتمي لأربعة فرق على أقل تقدير من كل فوج، وتركيبة المجموعة الواحدة لا تتجاوز 11 فريقا، وعليه فإننا ضبطنا أمورنا على البقاء، وقد حاولنا توفير الأجواء التي من شأنها أن تحفز اللاعبين على تجسيد هذا الهدف مبكرا، لتجنب أي "سيناريو" لا تحمد عواقبه، لكن الشهية جاءت مع الأكل، والنجاح في تسجيل سلسلة من النتائج الإيجابية أعطى التشكيلة دفعا آخر، فكانت حصيلة الفريق جد موفقة، إلى درجة أنها أجبرتنا على مراجعة الأهداف، وتحويل انشغالنا صوب الصعود. وما سر هذا التألق؟ ليس هناك أي سر، وكل ما في الأمر أن التلاحم بين أفراد الفريق ساهم في خلق جو أخوي داخل المجموعة، ليستمد الاتحاد قوته من الروح الجماعية، خاصة وأننا كنا قد عمدنا إلى وضع الثقة في منير بلطرش كمسؤول أول على العارضة الفنية، وهو الذي سبق له تقمص ألوان الفريق لمدة 7 مواسم، كما أن التعداد يضم عناصر لها خبرة، في صورة بلحذروف، بوزيد عادل، الحارس ميهوب، إضافة إلى بريك والقائد فاتح كحول، في وجود 3 لاعبين فقط من خارج الولاية، ويتعلق الأمر بكل من بوقزولة، بلغيني وبوفنارة. وماذا عن الوضعية المالية وكيفية تعاملكم مع مستحقات اللاعبين؟ الجانب المادي كان الدافع الرئيسي، الذي أجبرنا على تسطير البقاء في الجهوي كهدف للموسم الجاري، لأن الفريق لم يتحصل إلى حد الآن على أي سنتيم كإعانة من مختلف السلطات، أو حتى من المحبين والمناصرين، والمشوار الاستثنائي الذي يؤديه يعتبر من ثمار التحدي الذي أصر اللاعبون على رفعه، لأنهم تمسكوا بحظوظهم في الصعود، فما كان علينا كمسيرين سوى مسايرة "ديناميكية" النتائج الإيجابية المحققة، وقد سددنا الشطر الأول من علاوات الإمضاء إضافة إلى منح كل المباريات، واللاعبون لم يتلقوا المنحة سوى في لقاء واحد، عند التعثر في عقر الديار مع جيل منزل الأبطال في الجولة الثالثة من البطولة، وهذا كله من مالي الخاص، وكذا بمساهمة كبيرة من الرئيس السابق للنادي الطاهر جحيش، الذي يبقى يتابع كل صغيرة وكبيرة في الفريق. وكيف تنظرون إلى حظوظ الفريق في الصعود قبل 8 جولات من نهاية البطولة؟ معطيات السباق اتضحت، والتنافس أصبح منحصرا بين اتحاد الفوبور ورائد بوقاعة، رغم أننا أثبتنا أحقيتنا في اعتلاء منصة التتويج، لأننا نمتلك أقوى خط هجوم، وكذلك الشأن بالنسبة للدفاع، فضلا عن عدم تجرع مرارة الهزيمة إلى حد الآن، وهو ما يكفي للتأكيد على أننا قدمنا أوراق الاعتماد كأقوى مرشح للصعود، والرزنامة المتبقية تمنحنا أفضلية كبيرة لكسب الرهان، وذلك باستقبال بوقاعة، وبالتالي فإن الحسم في أمر الصعود يبقى بأرجل لاعبينا، مادام الفوز باللقاءات السبعة المتبقية يكفي لترسيم الصعود، دون انتظار نتائج المنافس، وهذا الحديث لا يعني بأننا نحصر تفكيرنا في المواجهة المباشرة مع بوقاعة، بل أن انشغالنا منصب على اللقاء القادم أمام منزل الأبطال، والذي سيكون أهم منعرج في المشوار، دون تجاهل نشاط "الكواليس"، والذي يبقى أكبر هاجس يثير المخاوف، ومع ذلك فإن حلم الصعود كبر في قلوبنا، وسنعمل كل ما في وسعنا لاستعادة مكانة مدينة قسنطينة في قسم ما بين الرابطات، والتي فقدتها منذ سقوط "الأمبيسي"، والمدينة تستحق تمثيلا بفريق على الأقل في الدرجة الثالثة، حتى يتسنى للمواهب الشابة اللعب في مستوى أعلى من الجهوي.