بعد ضياع الصعود وضمان البقاء دخلنا في حجر تام اعتبر رئيس اتحاد الفوبور الطاهر جحيش الوضعية الراهنة لفريقه مكسبا ثمينا، وأوضح بأن الاتحاد يعد الفريق الوحيد في الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، الذي يتواجد بمنأى عن حسابات نهاية الموسم، سواء المتعلقة بالصعود أو السقوط، رغم الافتقار للإمكانيات المادية. وأكد جحيش للنصر، بأن الإشكال المطروح بخصوص حصة النوادي من إعانة البلدية مازال مطروحا، الأمر الذي جعل فريقه يتحصل على دعم بقيمة 180 مليون سنتيم فقط منذ بداية الموسم، ولو أن رئيس اتحاد الفوبور ذهب إلى حد الجزم، بأن الصعود لم يكن ليفلت من أحد ممثلي الكرة القسنطينية، في حال تلقي الدعم الكافي بنفس المبالغ التي تتحصل عليها باقي الأندية، التي تنشط معهم في نفس القسم. *كيف هي الأوضاع داخل بيت الاتحاد في هذه المرحلة الاستثنائية؟ الالتزام بالحجر المنزلي، كانت أهم التوصيات التي قدمناها للاعبين، بمجرد صدور قرار تعليق النشاطات الرياضية منذ نحو أسبوعين، لأننا كنا قد خضنا آخر مباراة في بوقاعة، وبعدها لم نتمكن من برمجة حصة الاستئناف بسبب غلق الملاعب، لتدخل بعد ذلك تدابير الحجر حيز التطبيق، في إطار إجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وعليه فقد كانت الفرصة مواتية لإعفاء اللاعبين نهائيا من التدرب، وكل مبادرة يقوم بها أي لاعب لا تخص النادي، لأننا نتواجد حاليا في عطلة رياضية إجبارية إلى غاية اتضاح الرؤية حول الوضعية السائدة في البلاد. *هل يعني هذا بأنكم أنهيتم الموسم قبل الأوان؟ في مثل هذه الظروف نحن نرفض المغامرة بأمن وسلامة واللاعبين وكامل محيطهم، لأن الجميع يدرك بأن الفيروس ينتشر بسرعة فائقة، وعليه فإن العطلة التي اتخذناها، كانت من منطلق وضعيتنا الراهنة في البطولة، حيث أن اتحاد الفوبور يعد الفريق الوحيد في الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، الذي خرج نهائيا من كل حسابات نهاية الموسم، مادام التنافس على الصعود يبقى منحصرا بين نجم بني ولبان ورائد بوقاعة، بينما مازالت 10 فرق تصارع من أجل ضمان البقاء، وهذا بعد ترسيم سقوط الثلاثي ترجي تاجنانت، اتحاد عين الحجر ووداد رمضان جمال، خاصة وأن السقوط إلى الجهوي الثاني، قد يكون المصير الحتمي لنصف تركيبة المجموعة، ورصيد 45 نقطة يضعنا بمنأى عن كل الحسابات، مما جعلنا نستغل هذه الوضعية المريحة، لإعفاء اللاعبين من التدريبات طيلة فترة الحجر. *لكن اللافت للانتباه أن الاتحاد يعيش نفس «السيناريو» كل موسم، بالخروج من سباق الصعود في المنعرج الأخير، فما سبب ذلك؟ لم نسّطر الصعود إلى الهواة كهدف، بل أن النتائج التي نسجلها في بداية الموسم، تسمح لنا بالتواجد دوما ضمن كوكبة الصدارة، لكن السباق يأخذ ريتما مغايرا في النصف الثاني من الموسم، لما يبلغ نشاط «الكواليس» الذروة، وتلعب التحفيزات المالية دورا بارزا، وهذا هو المنعرج الذي نتراجع فيه دوما، ونجد الفريق يخرج من السباق على مضض، لأننا لا نتوفر على الإمكانيات المادية التي تسمح لنا بمواكبة هذا الإيقاع، رغم أن كل المتتبعين يجزمون بأن فريقي مدينة قسنطينة سواء اتحاد الفوبور أو وفاق عباس هما الأقوى في البطولة، إلا أن العجز المادي يبقى بمثابة الحاجز الذي نصطدم به في المنعرجات الحاسمة، و»السيناريو» بكامل فصوله عشناه هذا الموسم، لأن انطلاقتنا كانت متذبذبة، والأمور تحسنت باعتلاء بوطاف العارضة الفنية، فأصبحنا ضمن «ترويكا» الصدارة، غير أننا لم نتمكن من مواصلة الصمود أمام الإمكانيات المادية، التي يتوفر عليها نجم بني ولبان وبوقاعة. *ومتى نرى فريق الفوبور على منصة التتويج؟ الواقع الميداني أثبت بأننا نمتلك اقوى تشكيلة في الجهوي الأول، لكن معيار الصعود يقاس بالإمكانيات المالية قبل كل شيء، وعليه فإن تلقينا الدعم اللازم من البلدية، سيدفع بنا إلى تنصيب الصعود إلى الهواة في صدارة أهدافنا، وكم من مرة طلب من مسؤولي البلدية الإعانات ووعدتهم بالمقابل بتحقيق الصعود، لأن سياستنا في التسيير واضحة، وذلك بالاحتفاظ دوما بالنواة الأساسية للفريق، مع استقدام لاعبين شبان من كامل إقليم الولاية، لكننا هذا الموسم اصطدمنا بمشكل التمويل، حيث سيرنا النادي بإعانة «الديجياس» المقدرة ب 180 مليون سنتيم، وذلك بسبب عدم حل الإشكال القائم حول مداولة البلدية، مما أدى إلى ارتفاع مؤشر الديون على نحو 500 مليون سنتيم، بينما تستفيد أغلب الأندية التي تتواجد معنا في نفس المجموعة، من إعانات لا تقل عن مليار سنتيم في الموسم.