أعلنت أمس إدارة وفاق سطيف إحالة القائد أكرم جحنيط ووسط الميدان أمين بن بلعيد على المجلس التأديبي، مع اتخاذ قرار بمنعهما من السفر برفقة التشكيلة إلى جنوب إفريقيا، بمناسبة لقاء الجولة الثالثة من رابطة أبطال إفريقيا عند مواجهة فريق أمازولو بملعب "موزيس مابهيدا"، والأكثر من ذلك تقرر إنزال الثنائي المذكور إلى تدريبات صنف الرديف بداية من اليوم، وذلك لغاية عودة الفريق الأول من السفرية الإفريقية. وقالت إدارة الوفاق في بيان نشرته أمس على الصفحة الرسمية، إنها وجهت أيضا إنذارا شديد اللهجة لبعض اللاعبين الآخرين، ممن هددوا بمقاطعة لقاء الرجاء البيضاوي، بسبب تأخر إدارة النادي في تسوية المستحقات العالقة. كما أعلنت الإدارة الاستعانة بمحضر قضائي، لتدوين غيابات اللاعبين في الحصص التدريبية لصنفي الأكابر والرديف، مؤكدة أنها ترفض مجددا مساومات أي عنصر مهما كان وزنه ومكانته في التشكيلة، مشيرة في الوقت نفسه أنها احترمت جميع نقاط الاتفاق المبرم مع اللاعبين، خاصة المتعلقة بتسوية منح المباريات بعد كل خمس مواجهات، ودليلها في ذلك أنها سوت جميع المنح العالقة قبل لقاء الرجاء الماضي. وأدلى المدير العام فهد حلفاية بتصريحات خطيرة، عقب نهاية المباراة الأخيرة، عندما اتهم بعض اللاعبين دون تسميتهم ب"المساومة"، من خلال التهديد الصريح بعدم لعب المواجهة لغاية تسوية جميع المستحقات القديمة، مضيفا أن أحد الركائز الأساسية أبلغه بأنه لا يرغب في التتويج بألقاب جديدة في مسيرته الكروية، وإنما يريد أولا الحصول على مستحقاته المالية من خزينة النادي. وقال حلفاية بصريح العبارة، إن الوفاق ليس مثل "البقرة الحلوب"، مؤكدا أنه حان الوقت لضرب الإدارة بيد من حديد، جراء تسجيل الإهمال والتسيب من قبل اللاعبين، والذين أصبحوا يطالبون فقط بالأموال دون القيام بواجبهم تجاه النادي، ودليله في ذلك تضييعهم الموسم الماضي التتويج بلقب البطولة بطريقة ساذجة، بسبب مقاطعتهم التدريبات في عدة مناسبات، احتجاجا على تأخر موعد تسوية المستحقات. من جهته، كشف المدرب الأول نبيل الكوكي عن وجود تجاوزات حدثت في الساعات الأخيرة التي سبقت موعد مواجهة الرجاء، ما أثر سلبا على تركيز أشباله في تحقيق نتيجة إيجابية في مواجهة الرجاء، مضيفا أنه يرفض الحديث عن أسرار في وسائل الإعلام، مؤكدا أنه ليس الوقت المناسب لدخول الفريق في أزمات جديدة، خاصة وأنه تنتظره الكثير من التحديات الصعبة في قادم المواعيد. ويدور حديث قوي في محيط النادي عن وقوع الإدارة في خطأ تنظيمي، يتمثل في الحجز للاعبين بفندقين مختلفين، عند إجراء التربص المغلق بالجزائر العاصمة، ما كان سببا في غضب الطاقم الفني. مطالب بتنحية الكوكي وبالعودة إلى الهزيمة المسجلة أمام الرجاء، بنتيجة هدف مقابل صفر، فقد حمل الأنصار المدرب نبيل الكوكي المسؤولية، بسبب الخيارات الخاطئة التي اعتمد عليها في بداية المباراة، من خلال عدم اعتماده على رأس حربة صريح، مطالبين الإدارة بضرورة إحداث التغييرات المطلوبة على مستوى العارضة الفنية، بالتعاقد مع مدرب جديد، خاصة وأن التقني التونسي لم ينجح في قيادة الوفاق نحو التتويج بأي لقب قاري أو محلي في الموسمين الماضيين. وقال مصدر من إدارة النادي، إن خيار إقالة الكوكي في الوقت الراهن مستبعد إلى حد بعيد، بالنظر إلى ضيق الوقت، وعدم حيازة النادي السيولة المالية التي تسمح له بفسخ التعاقد مع الطاقم الفني الحالي. وأمام الوضع الراهن، فقد تعالت أصوات الأنصار مجددا بضرورة رحيل الإدارة الحالية، المشكلة من رئيس مجلس إدارة الشركة عبد الحكيم سرار والمدير العام فهد حلفاية ورئيس النادي الهاوي كمال لافي وأخيرا المدير الرياضي هشام بوعود، حيث أكد مشجعو "النسر الأسود" أن المسيرين فشلوا منذ توليهم مهامهم بصورة رسمية في قيادة الفريق إلى بر الأمان، بدليل عجزهم عن إيجاد مصادر تمويل، واكتفائهم فقط بالإعانات التي تخصصها السلطات المحلية. ودون شك، فإن الوفاق سيعيش في الفترة المقبلة أياما عصيبة، خاصة في حال عدم نجاح التشكيلة في العودة نتيجة إيجابية في مواجهة أمازولو من جنوب إفريقيا، ما قد يقلص من حظوظ الوفاق في التأهل وتجاوز دور المجموعات.
