أكد أول أمس مختصون في علم النفس، بأن التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد قبل سنتين من عمر الطفل، يساهم بشكل كبير في إدماجه و تمدرسه و العيش حياة طبيعية بعد سن الرشد، داعين خلال فعاليات ملتقى دولي افتراضي حول " اضطراب طيف التوحد، واقع وآفاق" احتضنته كلية العلوم الإنسانية بجامعة البليدة 2 ، إلى التكفل بأطفال التوحد، انطلاقا من التشخيص المبكر و الرعاية و الاندماج ، خصوصا الذين بلغوا سن الرشد. و قالت في هذا الإطار الأخصائية في علم النفس العيادي و رئيسة الملتقى الدكتورة فتيحة بن موفق، بأن المصابين باضطراب طيف التوحد، يعانون من نقص التشخيص المبكر و ضعف التكفل، مما أدى إلى معاناة الأولياء كثيرا في تربيتهم و رعايتهم. و أشارت المتحدثة إلى أن التشخيص المبكر قبل العام الثاني من عمر الطفل، يسمح بإدماجه و دخوله إلى المدرسة، ثم تكوين عائلة و ممارسة حياة طبيعية، مع الاحتفاظ بخصوصيات شخصيته، و أكدت بأن الوصول إلى هذا المستوى يتطلب التشخيص المبكر و التكفل المناسب، داعية إلى إتاحة لكل طفل توحدي الفرصة للتمدرس، سواء في المدارس العادية، أو الأقسام المدمجة، مشيرة إلى أن الشغل الشاغل لأولياء هؤلاء الأطفال، هو تمدرسهم و تعلمهم، بينما الأهم، حسبها، هو إدماجهم. من جهة أخرى أوضحت أخصائية علم النفس العيادي فتيحة بن موفق، بأن مراكز استقبال الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، رغم كثرتها، تفتقد للفاعلية، و تحدثت عن جهود تبذل في هذا المجال، لكنها غير كافية، و تعاني هذه المراكز، حسبها، من ضعف تكوين المختصين. من جهة أخرى دعت رئيسة الملتقى، إلى الاهتمام بالتوحديين الراشدين، خصوصا و أن أغلب الأولياء لا يتوفرون على الإمكانيات اللازمة للتكفل بأبنائهم الراشدين، و يجدون صعوبة كبيرة في التعامل معهم، و بالمقابل فإن المراكز المختصة لا تتكفل سوى بالمصابين الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة. أسباب متداخلة.. بخصوص أسباب الإصابة باضطراب طيف التوحد، أوضحت المتحدثة بأن هناك عدة عوامل متداخلة، منها الجينية الوراثية و أسباب أخرى مرتبطة بالتغذية و البيئة، وأشارت في هذا الإطار، إلى وجود عوامل علائقية، فقد تكون أسباب الإصابة أسرية، تتداخل مع عوامل أخرى مرتبطة بالتغذية و البيئة. من جهة أخرى أوضح عميد كلية العلوم الإنسانية في مداخلته، بأن إحصائيات المنظمة العالمية للصحة، تبين بأن 1 بالمائة من سكان العالم، مصابون باضطراب طيف التوحد، في حين تحصي الجزائر حوالي 80 ألف حالة، مشيرا إلى أن الملتقى الدولي يتمحور حول طرق التشخيص و أساليب العلاج، لمساعدة و دعم المصابين باضطراب طيف التوحد. تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الذي عرف مشاركة مختصين عن بعد، من دول عربية وأوروبية، ناقش عدة محاور، منها اضطراب طيف التوحد من التشخيص إلى العلاج، التواصل اللغوي عند طفل التوحد، الذاكرة البصرية وعلاقتها بمهارة الكتابة لدى أطفال التوحد، إلى جانب محاور أخرى، تتعلق بتأثير استعمال الأجهزة الإلكترونية على سلوك الطفل المصاب بطيف التوحد، و أثر شاشات الأجهزة الالكترونية على تنامي اضطراب طيف التوحد، بالإضافة إلى دور النوادي الرياضية في تحقيق الاندماج الاجتماعي لأطفال التوحد، من وجهة نظر الأولياء
