أعجبني فيغولي وأملي كبير في حمل الألوان الوطنية * ثورة حليلوزيتش وتألق عودية أعاد الأمل للعناصر المحلية * هاتفي لم يتوقف عن الرنين وأشكر السطايفية والخروبية وكل من سأل علي نسيم بن خوجة من الحراس الذين تألقوا خلال المواسم الثلاث الأخيرة، خاصة مع جمعية الخروب التي كان وراء تحقيقها البقاء بنسبة كبيرة، على الرغم من تواجد صاحب الخبرة الطويلة عمار بلهاني ضمن التشكيلة، ثم في بداية هذا الموسم أين انتزع مكانته ضمن التشكيلة الأساسية وأصبح الحارس رقم واحد لشباك النسر السطايفي، على الرغم من المنافسة القوية للدولي وحارس "البي. أس. جي" سابقا بن حمو. الحارس بن خوجة الذي كان يأمل في تلقي الدعوة من الناخب الوطني لحراسة عرين الخضر، خاصة بعد الثورة التي أحدثها حاليلوزيتش، شاءت الأقدار أن يصاب وسيضطر الخضوع لعملية جراحية قريبا، ما سيجعله يغيب عن الملاعب إلى غاية بداية الموسم الجديد، ورغم ذلك مازال متشبثا بخيط الأمل بخصوص حمل الألوان الوطنية، والالتحاق بزميله عودية والوافد الجديد على النخبة الوطنية سفيان فيغولي الذي كشف إعجابه به. عن آماله، آلامه وأحلامه المستقبلية، فتح الحارس الأمين للوفاق السطايفي قلبه للنصر فكان ما يلي. أولا كيف هي أحوال نسيم بن خوجة، وما الجديد فيما يخص الإصابة؟. والله أحمد الله على كل حال. غيابي طول هذه المدة كما تعلمون ويعلم الجميع، بسبب تمزق على مستوى الأربطة المتقاطعة، وهو ما أكدته الفحوصات الطبية والأشعة، كما تأكد بأنه ليس هناك من حل سوى الخضوع لعملية جراحية. إدارة سرار قررت أن يكون علاجك (عملية جراحية) بالخارج، وبالتحديد بالعاصمة الفرنسية باريس. فما صحة هذا الخبر؟. لا يهم أين تجرى العملية الجراحية هنا بالجزائر، بفرنسا أو بقطر، المهم أن تجرى في أقرب وقت ممكن. لكن ما هو أهم هو عملية إعادة التأهيل، لأنه لا يمكن الحديث عن نجاح العملية الجراحية، إلا بنجاح عملية إعادة التأهيل، كونها الضامن الوحيد لعودة اللاعب إلى الميادين. وعوض أن تتم خلال 6 أشهر قد تكون خلال 4 أشهر، وهذا ممكن جدا في ظل تواجد عديد المراكز المختصة في هذا المجال، وقد تكون عملية التأهيل حسب ما ورد إلي من أخبار بأحد المراكز المختصة بإسبانيا. تألقت من قبل مع جمعية الخروب، واليوم خطفت الأضواء في الوفاق من الدولي السابق بن حمو، ألا ترى بأنك غير محظوظ كونك أصبت في الوقت الذي فتح فيه حليلوزيتش أبواب المنتخب أمام المحليين؟. بالفعل الإصابة لم تأت في وقتها لأن فريقي بحاجة لخدماتي، كوننا نلعب من أجل التتويج بلقب البطولة، ولأنني لاعب محترف فأنا لن أبقى مكتوف الأيدي وأندب حظي. فهذه هي أخطار المهنة وأي لاعب معرض للإصابة، ويجب تقبل ذلك والعمل من أجل العودة بأقصى سرعة، "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم". وبالإضافة إلى هذا فأنا مازلت صغيرا (25 سنة)، ومازالت الفرصة أمامي للالتحاق بالمنتخب الوطني الذي يبقى هدفي الأسمى، وإن لم يكن ذلك هذا الموسم فقد يكون السنة القادمة. تألق عودية في مباراة غامبيا واستغلاله الجيد للثورة التي أحدثها الناخب الوطني حليلوزيتش. هل تراها أنت أنه عهد جديد للاعبين المحليين؟ الحق يقال عودية أعاد الأمل لكل اللاعبين المحترفين بالخارج وحتى المحليين، وتألقه في لقاء غامبيا وإشادة الناخب الوطني بالدور الذي قام به وبإمكانياته الفنية والبدنية، جعل كل لاعب منا يشعر بأنه بالإمكان الالتحاق بتشكيلة الخضر. حقيقة لقد كان لدي في بداية الموسم أمل كبير في تلقي الدعوة من الطاقم الفني الوطني، للالتحاق بالمنتخب، لكن جاءت الإصابة لتبخر هذا الحلم على الأقل بالنسبة لهذا الموسم. ربما الوقت لم يحن والمكتوب مازال، وإنشاء الله سأعود إلى الميادين بعد العملية الجراحية في أقرب وقت، وسأجتهد من أجل إقناع حليلوزيتش إذا بقي على رأس العارضة الفنية الوطنية، أو أي مدرب وطني جديد. نفهم من كلامك هذا بأن بن خوجة لم يفقد الأمل في حمل الألوان الوطنية مستقبلا؟. هذا شيء مؤكد ولا نقاش فيه، فأملي في حمل الألوان الوطنية والدفاع عنها مازال قائما، وسأعمل المستحيل من أجل تحقيق حلم حياتي. المعروف أن عالم الاحتراف يجعل اللاعب يفكر بالدرجة الأولى في جمع المال. نسيم لو خيرت بين المال والخضر، أيهما ستختار بكل صراحة؟. لنكن صرحاء مع أنفسنا قبل غيرنا. فنحن اللاعبون مهنتنا هي كرة القدم، أي أنها مصدر رزقنا، وعليه مجبرون للعمل من أجل الحفاظ على مصدر الرزق هذا طوال مشوارنا الرياضي، وعليه فإن اهتمامنا بالمال شيء طبيعي ومشروع، خاصة وأن أي لاعب منا معرض للإصابة والتي قد تضع حدا لمشواره الاحترافي مبكرا. لا أذيع سرا إن قلت لك بأنني كأي لاعب محترف أهتم بالمال، لكن طموحاتي الشخصية تتعدى ذلك، ويبقى الالتحاق بالمنتخب الوطني هدفي الأسمى. الخضر عودونا على التعثرات خاصة خارج الديار منذ نهائيات "كان ومونديال جنوب إفريقيا 2010". فما هي قراءتك للإنجاز المحقق في غامبيا؟. الفوز خارج الديار يبقى دوما شيء جميل وإيجابي خاصة من الناحية المعنوية بالنسبة للاعبين، كون الخضر لم يفوزوا خارج القواعد منذ مدة طويلة، وهذا بسبب عجز خط الهجوم في هز شباك المنافسين. هذه المرة العناصر الوطنية أكدت على قوتها الذهنية، والدليل عدم تأثرها بهدف السبق الذي سجله المنتخب الغامبي، والذي جاء عكس مجريات اللعب، حيث تمكنوا من التعديل في الأول، ثم سجلوا هدف الفوز. أشكر كل اللاعبين على هذا الإنجاز الذي أفرحني على غرار كل الجزائريين، وأتمنى لهم المزيد من التألق والنجاح في بقية مشوار التصفيات، والتأهل بحول الله إلى نهائيات "كان 2013" بجنوب إفريقيا، وكذا "مونديال 2014" بالبرازيل. بكل صراحة ما رأيك في التعداد الذي راهن عليه الناخب الوطني في تلك المباراة؟. الناخب الوطني هو المسؤول الأول عن خياراته، سواء تعلق الأمر بالخيارات التكتيكية أو التعداد، لأنه هو من يدرك منهم اللاعبون الجاهزون والذين يدخلون في حساباته، وكذا من يناسب رسوماته. مسألة احترام خيارات المدربين مفصول فيها، وهي في الحقيقة لا تناقش. صراحة حليلوزيتش جاء بالجديد، خاصة من جانب الانضباط، وضخ دم جديد وبعث الروح في المنتخب، والشيء الإيجابي هو عدم وجود مصطلح النجومية في قاموسه، كما أنه لا فرق لديه بين المحترف بالخارج والمحلي. فالمعيار الذي اعتمده هو الجاهزية والإمكانيات الفنية والبدنية. ومن أعجبك من اللاعبين وما رأيك في زميلك عودية؟. لقد أعجبني الوافد الجديد سفيان فيغولي، رغم أنه وجب الاعتراف بأن الجميع أدى دوره. فيغولي على الرغم من أنها كانت أول مشاركة له مع الخضر،وأول تجربة له في الملاعب الإفريقية، إلا أنه تألق وبرز بأدائه الهجومي المميز. أما بخصوص زميلي عودية فقد لعب هو الآخر مباراة كبيرة،وأدى الدور الذي كلف به، وإن لم يسجل فقد كان خطيرا بدون كرة، واعتماد الناخب الوطني حليلوزيتش عليه منذ البداية، رسالة واضحة لكل اللاعبين المحليين ومسؤولي الفرق،مفادها أن المنتخب الوطني لم يعد حكرا على مجموعة النجوم أو لاعبين معينين. هذا وأتمنى لمحمد لمين عودية المزيد من التألق والنجاح. ما رأيك لو نعد إلى فريقك وفاق سطيف. هل ترى بأنه قادر على التتويج بلقب بطولة الموسم الجاري؟. بكل تأكيد الوفاق السطايفي سيلعب من أجل التتويج باللقب. فنحن الآن في المركز الأول وبفارق 3 نقاط على أقرب المطاردين، في انتظار تسوية الرزنامة. لم يكن أحد يتوقع أن نكون في هذه المرتبة في بداية الموسم. لدينا فريق شاب وهائل، بدليل أن المدرب ألان قيقر يجد في الكثير من الأحيان صعوبات كبيرة في ضبط التعداد. فحظوظنا كبيرة للتتويج باللقب، وسنسير بقية البطولة مقابلة بمقابلة. بماذا يريد بن خوجة أن نختم هذا الحوار الشيق؟. أشكركم على إتاحتكم لي هذه الفرصة لأتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساندني ورفع من معنوياتي بعد تعرضي للإصابة، والتي بكل صراحة أثرت على معنوياتي. فشكرا للجميع سواء هنا في سطيف أو في كل المدن الجزائرية، وأخص بالذكر الخروبية (لاعبين ومسؤولين)،فهاتفي لم يتوقف، حيث كان الكل يسأل ويبدي استعداده لتقديم أية خدمة. حاوره: حميد بن مرابط * تصوير : الشريف قليب