كشف وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، أمس الأحد، بأن ملف المفقودين خلال الثورة التحريرية، يوجد ضمن الملفات المطروحة للتفاوض أمام اللجنة العليا المشتركة الجزائرية الفرنسية التي قال إنه سيعاد بعثها قريبا. وأوضح ربيقة في تصريح للنصر على هامش مراسم إحياء ذكرى استشهاد القائد الرمز سويداني بوجمعة، في المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بالأبيار، أن ملف المفقودين أثناء ثورة التحرير، يحظى بنفس الاهتمام بين ملفات الذاكرة المطروحة للتفاوض بين الجزائر وفرنسا، مبرزا بأن هذا الملف سيكون من بين الملفات الكثيرة التي تم رفعها للجنة العليا المشتركة الجزائرية الفرنسية "التي سيُعاد بعثها قريبا". وفي رده عن سؤال ثان للنصر حول الكيفية التي يجري من خلالها تصنيف وترتيب واستغلال الشهادات الحية التي تم تسجيلها من أفواه المجاهدين سواء على مستوى المتحف الوطني للمجاهد أو على مستوى فروعه الوطنية والجهوية، وكذا على مستوى مركز البحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر واستغلالها ونشرها، أوضح أن من بين الأهداف التي رسمها خلال السنة الجارية 2022، في كنف التحضير للاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال، هو تحويل العدد الضخم من هذه الشهادات إلى قاعدة بيانات لاستغلالها في الأبحاث والدراسات وفي الأعمال السينمائية ذات الصلة بالعمل الثوري وأمجاده. تجدر الإشارة إلى أن الإحصاء الذي أجرته مصالح وزارة المجاهدين بمساعدة الهياكل المتخصصة المرتبطة بها سمح بإعداد قائمة تضم 2100 شهيد لا يُعرف مكان دفنهم ويُعتبرون في عداد المفقودين بسبب عدم وجود مقابر لهم أو تحديد مواقع دفنهم ومن بينهم الشهداء سويداني بوجمعة و جيلالي بونعامة و سي محمد بوقرة و العربي التبسي، و الذين لا تزال ظروف موتهم و دفنهم غير معروفة حتى اليوم. وبهذا الصدد كان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون قد تعهد بمناسبة الذكرى 59 لاحتفالات عيد النصر، بمواصلة الجهود من أجل "استجلاء مصير المفقودين أثناء حربنا التحريرية"و"تعويض ضحايا التجارب النووية" الفرنسية في ستينيات القرن الماضي. سويداني بوجمعة تميز بذكاء خارق و عبقرية نادرة وفي كلمة ألقاها خلال افتتاحه أشغال ندوة تاريخية تخليدا لذكرى استشهاد البطل الرمز سويداني بوجمعة في ال 16 أفريل 1956، أعرب وزير المجاهدين وذوي الحقوق عن اعتزازه بإحياء الذكرى السادسة والستين لاستشهاد القائد سويداني بوجمعة المدعو "سي الجيلالي"، باعتباره رمزا للتضحية و مثال النضال، وذلك بشكل متزامن مع إحياء فعاليات يوم العلم برمزيته التاريخية و رسالته السامية. وأشاد الوزير بالرصيد النضالي والثوري ل "سي الجيلالي" الذي قال أنه يعد أحد رجال الجزائر الأفذاذ الذين أدوا دوراً رائدا في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1945، مبرزا بأنه تميز بذكاء خارق، و عبقرية نادرة. كما أبرز بأن مسيرة الشهيد سويداني بوجمعة، كلها كفاح و نضال منذ التحاقه بصفوف الكشافة الإسلامية الجزائرية في سن مبكرة، و التي تلقى فيها – كما ذكر - المفاهيم الأولى للوطنية. وأشار السيد ربيقة بالمناسبة إلى مختلف محطات المسيرة النضالية لهذا البطل مستعرضا المهام القيادية التي قال أنه حققها بنجاح واقتدار بالرغم من صعوبتها، مشيرا إلى أن " سي الجيلالي"الذي كان أحد الفاعلين الأساسيين في تنفيذ العملية الشهيرة، المتمثلة في الهجوم على بريد وهران، سنة 1949، كان في طليعة المناضلين الشباب الذين ارتقوا بوعيهم السياسي و نضجهم العسكري إلى مستوى تحديات المرحلة في تلك الفترة، فكان من أعضاء مجموعة 22 التاريخية التي حضرت و خططت لانطلاق معركة الحسم من أجل الحرية واسترجاع السيادة الوطنية في أول نوفمبر 1954، وأبلى البلاء الحسن في المسؤوليات القيادية التي أوكلت له بالمنطقة الرابعة التاريخية. وأكد ممثل الحكومة بالمناسبة بأن وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق تعمل على الحفاظ على التراث التاريخي و الثقافي المرتبط بالمقاومة الشعبية و الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر 1954، وصون الذاكرة الوطنية تنفيذا لمخطط الحكومة، و توجيهات رئيس الجمهورية الذي ما فتئ يحث على إيلاء العناية بالذاكرة الوطنية باعتبار أن مسألة حمايتها، هي اليوم أكثر من ضرورة حيوية. من جهتهما قدم كل من البروفيسور نظيرة شتوان، من جامعة البليدة والدكتور علال بيتور من جامعة الجزائر 2 مداخلتين حول المسار النضالي والثوري لسويداني بوجمعة قبل أن يفسح المجال لتكريم أفراد عائلة الشهيد.