الخضر يستهلون تصفيات - الكان - باستقبال أوغندا أوقعت قرعة التصفيات المؤهلة إلى النسخة 34 من نهائيات كأس أمم إفريقيا المزمع إقامتها بكوت ديفوار، خلال الفترة الممتدة ما بين 23 جوان و23 جويلية من العام المقبل، المنتخب الوطني في مجموعة تبدو على الورق في المتناول، الأمر الذي من شأنه أن يعبّد الطريق أمام الخضر لضمان الظهور رقم 20 في العرس الكروي القاري، ولو أن نظام التصفيات جعل عملية القرعة "رحيمة" بالمنتخبات المصنفة في خانة "الكبار"، سيما بعد رفع عدد منشطي "الكان" إلى 24 منتخبا، مما يفسح المجال أمام الزبائن التقليديين للتأهل دون عناء، بحكم أن التصفيات تجرى عبر مجموعات، يتأهل منتخبان عن كل واحدة منها. قراءة: صالح فرطاس عملية سحب القرعة، والتي جرت سهرة الثلاثاء، بمدينة جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، وضعت الخضر في الفوج السادس، والذي يبدو "نظريا" في المتناول، إلى جانب منتخبات لم تسجل مشاركتها في النهائيات القارية إلا في دورات قليلة، الأمر الذي يبقي منتخبنا في خانة المرشح الأول لكسب الرهان وتصدر المجموعة، في انتظار التعرف على هوية مرافقه، لأن صيغة التصفيات تجرى في شكل بطولة مصغرة، بنظام الذهاب والإياب، وعامل الأرض سيكون حاسما، ويسمح بتفادي تأثيرات الظروف الاستثنائية في أدغال القارة السمراء، وانعكاساتها على آداء العناصر الوطنية، لأن "سيناريو" دورة "كان 2021" والخروج من الدور الأول، يبقى بمثابة نقطة التحول في مشوار "أبطال القارة" لسنة 2019، وما خلفه من "نكسة". أوغندا أكبر منافس على صدارة المجموعة يستهل المنتخب الوطني رحلة البحث عن تأشيرة التأهل إلى دور كوت ديفوار 2023 بمواجهة المنتخب الأوغندي، الذي يعد أقوى منافس للخضر في هذا الفوج، لأنه يحتل حاليا المركز 86 عالميا و18 قاريا، وقد سبق له تنشيط العرس الكروي الإفريقي في 7 مناسبات، غالبيتها كانت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، انطلاقا من الدورة الرباعية سنة 1962، والتي تلقى فيها هزيمتين، مرورا بنسخة 1968، والتي كان قد إلتقى فيها مع المنتخب الوطني في نفس الفوج، في الدور الأول، وقد كان الفوز من نصيب النخبة الوطنية برباعية نظيفة، لكن المنتخبين ودعا حينها المنافسة من أول الأدوار، ليبقى أهم إنجاز للكرة الأوغندية في تاريخ "الكان" ذلك المحقق في دورة 1978، ببلوغ النهائي، وخسارة اللقب أمام غانا، بعدما كان قد أقصي من الدور الأول في طبعتي 1974 و 1976، من دون النجاح في تذوق طعم الانتصار.وبعد تلك الفترة "الزاهية"، غاب منتخب أوغندا عن الساحة القارية لنحو 4 عقود من الزمن، ليسجل عودته إلى "الكان" في دورة 2017، وقد بصم على حضور "شرفي"، اكتفى خلاله بتعادل وحيد، ليخرج من الدور الأول، لكنه سجل مشاركة أفضل في نسخة 2019 بمصر، إثر نجاحه في تجاوز دور المجموعات، بفضل فوزه على الكونغو، والتعادل مع زيمبابوي، إلا أن المغامرة توقفت في دور ثمن النهائي على يد السنغال. النيجر وتانزانيا زبونان "مجهريان" في دورات "الكان" واللافت للانتباه أن المنتخبات الثلاثة، التي ستخوض التصفيات في نفس الفوج مع المنتخب الوطني، كانت قد عجزت عن ضمان المشاركة في الطبعة الأخيرة من العرس القاري بالكاميرون، ولو أن قاسما مشتركا آخر يجمع بين منتخبي النيجر وتانزانيا، ويتمثل في اكتفاء كل طرف بتسجيل الحضور في مناسبتين فقط في النهائيات الإفريقية، مما يجعل كل منتخب يبحث عن المشاركة الثالثة له في دورات "الكان"، مقابل سعي منتخب أوغندا للتأهل للمرة الثامنة، بينما يبقى المنتخب الجزائري برصيد 19 مشاركة، وهو رقم يتجاوز إجمالي مشاركات المنتخبات التي سيتنافس معها على تذكرتي المرور إلى كوت ديفوار عبر الفوج السادس. ويحتل منتخب النيجر المركز 116 عالميا و28 قاريا، الأمر الذي صنفه في المستوى الثالث في عملية سحب القرعة، رغم أن هذا المنتخب غاب عن دورات "الكان" لفترة طويلة، وحضوره كان "ظرفيا" فقط، خلال دورتي 2012 و 2013، وقد خرج في الظهور الأول بثلاث هزائم، بينما حصد نقطة في دورة جنوب إفريقيا 2013، تبقى تاريخية، بالتعادل مع الكونغو، ليواصل منتخب النيجر رحلة البحث عن أول انتصار له في النهائيات الإفريقية. ما قيل عن النيجر يمكن استنساخه على منتخب تانزانيا، الذي لم يسبق له المشاركة في دورات "الكان" سوى مرتين، وكانت الأولى في طبعة 1980، والتي كان قد حصد خلالها نقطة تاريخية، بالتعادل مع كوت ديفوار، في حين كان الظهور الثاني في دورة 2019 بمصر، وقد شاءت الصدف أن يتواجد التانزانيون في نفس الفوج مع المنتخب الوطني، وقد دك الخضر شباك هذا المنافس بثلاثية نظيفة في ختام الدور الأول، وعليه فإن منتخب تانزانيا لم يتذوق طعم الفوز في المباريات الستة الرسمية، التي خاضها في مشاركتين في دورات "الكان"، شأنه شأن منتخب النيجر. قرعة "رحيمة" بكبار القارة نظام التصفيات والتوزيع المعتمد للمنتخبات بحسب تصنيفها في لائحة الفيفا، جعل عملية القرعة موجهة، وتخدم أكثر المنتخبات "الكبيرة"، كما هو الحال بالنسبة لحامل اللقب منتخب السنغال، الذي سيلاقي منتخبات البنين، الموزمبيق ورواندا، والأمر ذاته ينطبق على منتخبات غانا، الكاميرون، نيجيريا وحتى بوركينافاسو. وفي نفس الإطار، فإن مهمة المنتخب المصري في التأهل قد تكون صعبة نسبيا مقارنة بباقي الزبائن التقليديين، لأن "الفراعنة" سيتنافسون مع 3 منتخبات كانت قد شاركت في الدورة الأخيرة، ويتعلق الأمر بكل من غينيا، مالاوي وإثيوبيا، كما سيتجدد الموعد مع "الديربي المغاربي" بين تونس وليبيا، في فوج يضم أيضا منتخب غينيا الإستوائية وبوتسوانا، بينما سيصطدم المنتخب المغربي بمنتخب جنوب إفريقيا وزيمبابوي، ولو أن مشاركة المنتخب الزيمبابوي في التصفيات تبقى غير مؤكدة، بحكم تواجده تحت طائلة عقوبة من الفيفا، منذ 24 فيفري الفارط، وإذا ما بقي هذا الإجراء العقابي ساري المفعول إلى غاية انطلاق التصفيات فإن منتخب زيمبابوي سيقصى أوتوماتيكيا، والوضعية ذاتها يتواجد فيها منتخب كينيا، المعاقب من طرف الفيفا، مما قد يقلص تركيبة فوجين إلى 3 منتخبات. ص/ ف