محمد خوان يتحادث مع رئيس الوفد الإيراني    هذه توجيهات الرئيس للحكومة الجديدة    النفقان الأرضيان يوضعان حيز الخدمة    رواد الأعمال الشباب محور يوم دراسي    توقيع 5 مذكرات تفاهم في مجال التكوين والبناء    الصحراء الغربية والريف آخر مستعمرتين في إفريقيا    مشاهد مرعبة من قلب جحيم غزّة    وفاق سطيف يرتقي إلى المركز الخامس    على فرنسا الاعتراف بجرائمها منذ 1830    الابتلاء المفاجئ اختبار للصبر    الخضر أبطال إفريقيا    ضرورة التعريف بالقضية الصحراوية والمرافعة عن الحقوق المشروعة    300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغيّر المناخ    فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    بوريل يدعو من بيروت لوقف فوري للإطلاق النار    "طوفان الأقصى" ساق الاحتلال إلى المحاكم الدولية    وكالة جديدة للقرض الشعبي الجزائري بوهران    الجزائر أول قوة اقتصادية في إفريقيا نهاية 2030    مازة يسجل سادس أهدافه مع هيرتا برلين    وداع تاريخي للراحل رشيد مخلوفي في سانت إيتيان    المنتخب الوطني العسكري يتوَّج بالذهب    كرة القدم/كان-2024 للسيدات (الجزائر): "القرعة كانت مناسبة"    الكاياك/الكانوي والبارا-كانوي - البطولة العربية 2024: تتويج الجزائر باللقب العربي    مجلس الأمة يشارك في الجمعية البرلمانية لحلف الناتو    المهرجان الثقافي الدولي للكتاب والأدب والشعر بورقلة: إبراز دور الوسائط الرقمية في تطوير أدب الطفل    ندوات لتقييم التحول الرقمي في قطاع التربية    الرياضة جزء أساسي في علاج المرض    دورات تكوينية للاستفادة من تمويل "نازدا"    هلاك شخص ومصابان في حادثي مرور    باكستان والجزائر تتألقان    تشكيليّو "جمعية الفنون الجميلة" أوّل الضيوف    قافلة الذاكرة تحطّ بولاية البليدة    على درب الحياة بالحلو والمرّ    سقوط طفل من الطابق الرابع لعمارة    شرطة القرارة تحسّس    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"    "ترقية حقوق المرأة الريفية" محور يوم دراسي    القرض الشعبي الجزائري يفتتح وكالة جديدة له بوادي تليلات (وهران)        مذكرتي الاعتقال بحق مسؤولين صهيونيين: بوليفيا تدعو إلى الالتزام بقرار المحكمة الجنائية    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رجال سيسكاوة يحجزون مقعد «ماسكولا» بين كبار المستديرة
نشر في النصر يوم 28 - 05 - 2022

بصم اتحاد خنشلة على انجاز يمكن اعتباره تاريخيا، لأن الصعود إلى الرابطة الأولى، يعد الأول من نوعه لهذا الفريق في عهد «الاحتراف»، ويختلف من حيث الدرجة عن ذلك الذي عايشه «الخناشلة» في منتصف سبعينيات القرن الماضي، لما صعدوا إلى القسم الأول، في تجربة لم تدم سوى موسمين، وانتهت بكابوس «دراماتيكي» أجبر «سيسكاوة» على انتظار 46 سنة، لرؤية فريقهم المفضل مع «الكبار» مجددا، بعدما كان الاتحاد قد تدحرج إلى الدرجة الثالثة في الهرم الكروي الوطني، لكن تسلق السلم من جديد كان بريتم أسرع في الفترة الأخيرة، بتحقيق الصعود مرتين في آخر 3 مواسم، مع المراهنة كل سنة على ورقة الصعود.
انجاز «الخناشلة» جاء بعد مشوار ماراطوني وشاق، في بطولة الرابطة الثانية، عبر فوج يضم الكثير من الأندية التي سبق لها التواجد في القسم الأول، إلا أن أبناء «ماسكولا» سرقوا الأضواء من الجميع، بفضل مشوار ميداني «استثنائي»، انهزموا طيلته في مباراة واحدة، وكانت بسكيكدة في الجولة الثامنة، مع السير بريتم منتظم، دون تذوق مرارة الهزيمة في آخر 23 مباراة، ولو أن الفريق أهدر داخل الديار 6 نقاط بتسجيله 3 تعادلات، غير أنه تدارك الوضع، بفضل الانتصارات المحققة بعيدا عن القواعد، وقد كانت نهاية السباق بإيقاع «جنوبي» في صراع ثنائي مع شباب برج منايل، تواصل إلى غاية آخر جولة من البطولة، إلا أن الفرحة كانت «خنشلية». العودة إلى حظيرة «النخبة» طوت صفحة «النكسات» التي عاشها الفريق، ووضعت نقطة النهاية لفترة انتظار دامت قرابة نصف قرن، لتدخل الرياضة بالولاية رقم 40 عهدا جديدا، في ظل حتمية التكيّف مع قوانين «الاحتراف»، ولو أن الأجواء الاحتفالية تطغى على المرحلة الراهنة، لأن ملعب حمام عمار استعاد الحيوية، وما عاشته الولاية في حفل الصعود قبل أسبوع، سيبقى راسخا في أذهان «الخناشلة» لعقود، دون التفكير في المستقبل، لأن المعالم قد لاحت في الأفق، والانجاز المحقق كان ثمرة استقرار الجانبين الإداري والفني، في وجود سياسة عمل مبنية بالأساس على الاهتمام بالأصناف الشبانية، لأن انتزاع «الأكابر» تأشيرة الصعود تزامن مع إنهاء الرديف المشوار في الوصافة خلف اتحاد ورقلة، مما يعني بأن اتحاد خنشلة يتوفر على خزان من المواهب ستكون لها بصمة في صنع مستقبله مع «الكبار» في المواسم القليلة القادمة.
ص / ف
قائمة الأبطال الذين حققوا الصعود
حراس المرمى: بولصنام بلال – شخاب عبد الحق – حملاوي عبد الجليل (آمال).
الدفاع: عقيد أمير – رغيس الطاهر – عامر عبد الحليم – ريحان عبد السلام – جابو عمار – بوزيان لحسن مرابط هشام – حقاص عبد الحفيظ جبايلي أنيس (آمال).
وسط الميدان: زياد حمزة – سامر عبد الحكيم – عثماني محمد ياسين – بركاني شكيب بوفليح إسلام لغرور رضوان (آمال)
الهجوم: غضبان أمين- بايزيد سفيان درواش مهدي – أوشن إسلام (آمال).
رئيس النادي: وليد بوكرومة
المدرب الرئيسي: فاروق الجنحاوي.
المدرب المساعد: عبد الجليل لوعيل.
مدرب الحراس: حسام طوباخ.
المحضر البدني: تامر خضراوي.
الكاتب العام: فريد بن خليفة
أطباء الفريق: عبد الحميد مرير وخالد منصوري
الممرضان: محمد سالم عامر ومختار شارف.
المكلفان بالعتاد: محمد موسى ريم والجمعي عرجون.
المسيرون: عبد الحكيم قصوري – جلال بوقولت - مراد صيد – سفيان حيمر – حسين بن خليفة.
المدرب فاروق الجنحاوي: عشت لحظات لا تنسى والخناشلة جعلوني بطلا
في البداية هل كنتم تتوقعون أن تكون نهاية المشوار بالتربع على منصة التتويج؟
شخصيا كنت من أكبر المراهنين على ورقة الصعود، وقد كان هذا الهدف من بين النقاط التي تحدثت فيها مع الرئيس بوكرومة في مرحلة المفاوضات، لأنني وافقت على التجديد بنية ضمان الاستمرارية في العمل، مع الاتخاذ من الاستقرار كواحد من أهم الأسلحة، ومعرفتي الجيدة بخبايا الاتحاد جعلتنا نرفع عارضة الطموحات عاليا، رغم أن اللجنة المسيرة كانت قد واجهت جملة من المشاكل انعكست بصورة مباشرة على سير برنامج التحضيرات، إلا أن تلاحم المجموعة مكن من تجاوز تلك المرحلة بسلام، وكانت النهاية بفرحة عارمة.
لكنكم خلال الموسم عانيتم كثيرا من قلة الخيارات بسبب كثرة الإصابات وكذا محدودية الخيارات؟
التعامل مع الظروف الاستثنائية كان حتميا، لأن تعداد اتحاد خنشلة كان يضم 18 لاعبا فقط من الأكابر، والاكتفاء بتحضير لم يتجاوز الأسبوعين جعل بعض اللاعبين يتعرضون لإصابات، فضلا عن بقاء عثماني والغوماري خارج نطاق الخدمة في العديد من المباريات في مرحلة الذهاب، بسبب إصابات منذ الموسم الماضي، وعليه فإن قضية محدودية الخيارات واجهتنا منذ الجولة الأولى، ولو أنها تفاقمت أكثر مع تقدم المنافسة، إلى درجة أننا وجدنا أنفسنا مجبرين في بعض المباريات على الاعتماد على 11 عنصرا فقط، دون القيام بأي تغيير، فضلا عن اللجوء إلى إدراج لاعبين في مناصب غير مألوفة.
وهل كانت هناك محطة في المشوار راودكم فيها الشك ؟
الطريق نحو منصة التتويج لم يكن مفروشا بالورود، بل أننا واجهنا الكثير من الصعوبات، وهذا أمر منطقي، كما أن المجموعة الشرقية تحتفظ بالكثير من الخصوصيات، وطابع «الديربي» الذي يطغى على أغلب المباريات جعل التنافس يبلغ الذروة، وعليه فإنني وبصفتي المسؤول الأول على العارضة الفنية كنت أحرص كل أسبوع على ضرورة محافظة اللاعبين على التركيز والتوازن، سعيا للاطمئنان على جاهزية فريقي، دون الاتخاذ من وضعية المنافس كمعيار في التحضير للقاء، وقد كان «سيناريو» لقاء أهلي البرج في الذهاب بمثابة درس استخلصنا منه العبر، ومحافظة المجموعة على توازنها حتى بعد الهزيمة التي تلقيناها بسكيكدة في الجولة الثامنة، سمحا لنا بالتمسك بحظوظ الصعود، فكان التعادل الذي فرضناه على شباب برج منايل ببومرداس الاختبار الميداني الذي وقفنا به على إمكانيات فريقنا، رغم أننا أنهينا مرحلة الذهاب متأخرين ب 7 نقاط عن البطل الشتوي، لكننا تداركنا هذا الفارق بفضل العمل الجاد.
وكيف عايشت أجواء الفرحة بصفتك الأجنبي الوحيد في التركيبة؟
كما سبق وأن قلت عبر جريدتكم الموقرة، فإنني لم أحس إطلاقا بأنني أجنبي، لأن سكان خنشلة احتضنوني وكأنني واحد منهم، والحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن ما شاهدته عند عودتنا من عنابة جعلني أدرك قيمة الانجاز المحقق، رغم أن هذا الصعود هو السادس من نوعه في مشواري التدريبي، وقد سبق وأن حققت الصعود إلى القسم الأول مع نادي مستقبل القصرين في تونس، لكن أجواء خنشلة كانت استثنائية، ولا يمكن أن تتكرر، لأننا أحسننا فعلا بأننا أبطال، والاستقبال كان أسطوريا حتى أن كل شرائح المجتمع نزلت إلى الشوارع للتعبير عن فرحتها، في منطقة ظلت متعطشة لمثل هذه الأجواء، ويتخذ شبابها من الفريق متنفسا.
lعبد الحكيم سامر (قائد الفريق): لنا أن نفتخر بهذا الانجاز
«شخصيا أعتبر تأشيرة الصعود أغلى هدية نقدمها للأنصار الذين كانوا في نظري بمثابة اللاعب رقم واحد، لأن ما عايشته خنشلة هذا الموسم سيبقى محطة راسخة في الأذهان، والأجواء التي صنعها الأنصار ستظل ذكريات تاريخية لا يمكن نسيانها.
الهدف تحقق، لكن المهمة لم تكن سهلة، لأننا اصطدمنا بالكثير من العقبات، إلا أن هذه الصعاب زادت من عزيمتنا و دفعت بنا إلى رفع سلاح التحدي، لأن هدفنا الرئيسي، كان يتمثل في السعي لتمكين أنصارنا الأوفياء من مواصلة الأفراح، وكسر الروتين الذي عايشته خنشلة لسنوات طويلة، كما أن الرغبة الجامحة التي أبداها المسيرون الحاليون في الخروج بالفريق من دائرة الظل، جعلتنا كلاعبين نتجنّد من أجل المساهمة في رفع التحدي و تحقيق الصعود، وهو الحلم الذي كان وراء عودتنا إلى الفريق، بعدما لمسنا نوايا لدى الطاقم المسير في تجسيد حلم انتظرناه طويلا، والحمد لله فقد وفقنا في إعادة الاتحاد إلى أعلى مكانة في الخارطة الكروية الوطنية، ولنا أن نفتخر بهذا الانجاز».
lسفيان بايزيد (هداف الفريق): سددت ديني تجاه الأنصار
« أبسط ما يمكن قوله أنني نجحت في تسديد ديني تجاه أسرة اتحاد خنشلة والأنصار الأوفياء، لأنني اعترف بأن لهذا الفريق مكانة خاصة في قلبي، بعد الخرجة التي كان مسيروه قد قاموا بها، عندما وافقوا على إمضائي رغم أنني كنت محل شك من الناحية الصحية، وتلك الأزمة كانت أصعب فترة في مشواري، وفي حياتي بصفة عامة، لكنني وجدت رجالا وقفوا إلى جانبي في محنتي، وألحقوني بالفريق، مع تكفلهم بوضعيتي، فكان ذلك بمثابة دين على كاهلي تجاه إدارة اتحاد خنشلة.
حقيقة أن فرحة الصعود تبقى أغلى ذكرى في حياتنا، لأنني لم أعش مثل تلك الأجواء في مشواري، رغم أنني كنت قد حققت الصعود مع اتحاد النزلة وجمعية الخروب، وحتى اتحاد خنشلة قبل سنتين، لكن لكل انجاز أجواءه، وما شاهدته عند العودة من عنابة يبقى «خرافيا» بالنسبة لي، وقد أحسست حينها بقيمة الانجاز المحقق، لأن خروج كل سكان الولاية إلى الشوارع لا يحدث إلا بفضل كرة القدم، ومثل تلك الأجواء كنا نصنعها عند الاحتفال بانجازات المنتخب الوطني، لكنني وجدت نفسي أحد المساهمين في صنع فرحة خنشلة، وهذا ما يعني بأنني سددت ديني تجاه أسرة هذا الفريق، ولو أنني لن أفكر في المغادرة إلا إذا تم الاستغناء عن خدماتي، لأن الوفاء ضروري لرد الجميل».
lفريد بن خليفة (الكاتب العام للفريق): الصعود هدية لروح أستاذي علاوة رماش
« الأكيد أن فرحة الصعود تنسينا تعب موسم كامل، لأن الأهم في مثل هذه الظروف هو صنع أجواء احتفالية، وهذا الانجاز سمح لي بطي صفحة «كابوس» ظل راسخا في ذاكرتي منذ 46 سنة، لأنني لم أنس الصدمة التي عشتها في صائفة 1976، حيث كنت أتابع مباراة متلفزة لاتحاد خنشلة ببلعباس أمام الاتحاد المحلي، وكان يكفينا التعادل لضمان البقاء، إلا أن الهدف الذي تلقيناه في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، وسجله عبدي الجيلالي أرغم فريقنا على مغادرة القسم الأول، بسبب التغيير الذي طرأ في آخر لحظة على نظام المنافسة، ومنذ تلك اللحظة لم ير اتحاد خنشلة النور في قسم الكبار.الصعود إلى الرابطة المحترفة حلم راودنا جميعا، لكنني وبحكم تواجدي مع الفريق في الطاقم الإداري منذ 1981، تشبثت ببصيص من الأمل في القدرة على طي صفحة النكسات ذات مرة، وقد عايشت الصعود مع الاتحاد لرابع مرة، بذكريات لقاء السد مع مولودية سعيدة في موسم 1989 / 1990، وهدف عبد الحق معاشي الذي أهدانا تذكرة العودة إلى القسم الثاني، إلا أن الانجاز المحقق هذه السنة كان بنكهة مميزة، لأنه أعاد الفريق إلى مكانته الحقيقية، في الوطني الأول، وشخصيا اعتبر ذلك هدية يمكن أن أقدمها لروح علاوة رماش، الذي كان قد وضعني كمساعد له في إدارة النادي، وكلفني بحمل المشعل، وهو بمثابة الأستاذ الذي تتلمذت على يده «.
«سيسكاوة» ... علامة مميزة في «ملحمة» الصعود
عبّد الانجاز الذي حققه اتحاد خنشلة الطريق أمام الأنصار، لوضع بصمتهم بصورة جلية، والظهور كواحد من أبرز الأطراف المساهمين في صنع «الملحمة»، لأن الليلة البيضاء التي عاشتها المدينة بعد إسدال الستار على الموسم الكروي، ستظل راسخة في أذهان كل سكان الولاية، ويتغنى بها «الخناشلة» عبر العقود والأزمنة، مادام أنها اختلفت عن باقي ليالي السنة، وكشف فيها الأنصار عن تعلّقهم بالفريق، والذي كسر كل «الطابوهات» بفضل هذا الانجاز، لأنه حطّم جدار «الركود» الكروي الذي عاشته خنشلة منذ قرابة نصف قرن، والعودة إلى حظيرة النخبة تحققت بعد 46 سنة من الانتظار.
ولئن كانت علاقة الحب بين «سيسكاوة» والاتحاد ليست وليدة هذه المرحلة، فإن نتائج الفريق زادت في الرفع بسرعة البرق من درجة العشق في أوساط الأنصار، لتصل عتبة «الجنون» في مرحلة الإياب، خاصة وأن حلم الصعود إلى حظيرة الاحتراف ولد وكبر في فترة وجيزة جدا، وقد تزامن ذلك مع قرار السلطات الولائية القاضي بالترخيص للأنصار بالدخول إلى المدرجات، في حدود 4000 مناصر في كل مقابلة، بمراعاة إجراءات البروتوكول الصحي، وهي الخطوة التي كان لها انعكاس جد إيجابي على الفريق ونتائجه.
وبصم أبناء «ماسكولا» على لوحات مميزة أعادت الروح إلى معقلهم في مدرجات ملعب حمّام عمار، بعد «جمود» دام قرابة سنتين بسبب الوضعية الوبائية، لأن لقاءات الاتحاد في مرحلة الإياب جرت كلها أمام مدرجات مكتظة عن آخرها، و»السيناريو» بلغ الذروة في «النهائي» مع شباب برج منايل في الجولة 25، والذي كان أهم منعرج في المشوار نحو منصة التتويج، لتنطلق الأعراس من ملعب سفوحي بباتنة، عند النجاح في الفوز على «الكاب» قبل جولتين من إسدال الستار على الموسم، الأمر الذي جعل آخر ظهور في حمام عمار أمام مولودية بجاية بمثابة محطة «احتفالية» تحضيرا للعرس الأكبر، والذي كان «خرافيا»، عمد ترسيم الصعود، وتجسيد حلم العودة إلى حظيرة «الكبار»، لأن الفرحة بهذا الانجاز كانت بأجواء «خنشلية» خالصة، امتزجت فيها الألعاب النارية بطلقات البارود ومواكب «الفرسان» التي استقبلت الأبطال، وكانت تتقدم الحافلة «المكشوفة»، في ليلة ستبقى أجواءها راسخة في الأذهان، ويستعيد «سيسكاوة» ذكرياتها على مر العقود والأزمنة.
أرقام من مشوار الفريق
- ضمّ التعداد الاجمالي لاتحاد خنشلة 20 لاعبا من الأكابر، لكن مع تقلصه في كل فترة من البطولة إلى 18، لأن استقدام الثنائي حقاص من الموك وبوفليح من العلمة تزامن مع انسحاب الغوماري وبلال من الفريق.
- حقق الاتحاد 12 انتصارا بملعب حمام عمار و7 بعيدا عن القواعد، وقد انهزم في مباراة واحدة بسكيكدة في الجولة 8، مع تسجيله التعادل 3 مرات بملعبه.
- هزّ اتحاد خنشلة شباك منافسيه 60 مرة طيلة الموسم، 36 منها كانت بخنشلة و24 خارج القواعد، وقد صام هجوم الاتحاد عن التهديف في 3 مقابلات فقط، اثنتان منها في الذهاب، بعيدا عن الديار، بسكيكدة وبرج منايل، والثالثة كانت بخنشلة في الإياب، عند التعادل دون أهداف مع شبيبة بجاية.
- تصدر المهاجم سفيان بايزيد لائحة هدافي اتحاد خنشلة، بتوقيعه 16 هدفا، متقدما على زميله أمين غضبان، الذي سجل 10 أهداف، في حين جاء القائد عبد الحكيم سامر ثالثا في اللائحة برصيد 8 أهداف.
- تلقى دفاع اتحاد خنشلة 22 هدفا طيلة الموسم، في تداول الثنائي بولصنام وشخاب على الحراسة، ولو أن الملفت للانتباه أن الاتحاد لم يتلق سوى 6 أهداف بملعبه، مع المحافظة على نظافة شباكه 12 مرة طيلة الموسم، خاصة في مرحلة الإياب بملعبه، أين تلقى هدفين فقط، أمام شباب برج منايل .
- صنع اتحاد خنشلة الاستثناء في مجموعة الشرق هذا الموسم، باعتباره الوحيد الذي لم ينهزم بملعبه، وقد حصد 39 نقطة بحمام عمار، من أصل 46 نقطة ممكنة.
- أثقل نتيجة حققها الاتحاد كانت فوزه بسداسية نظيفة على مولودية بجاية في آخر لقاء للفريق بملعبه هذا الموسم، بينما كان دفاعه قد تلقى 3 أهداف مرة واحدة، وكانت أمام «الموب» في الذهاب.
- تحصل لاعبو الاتحاد خنشلة على البطاقة الحمراء في مناسبتين فقط طيلة الموسم، الأولى كانت للمدافع بوزيان بسكيكدة، والأخرى لعامر عبد الحليم داخل الديار أمام شبيبة بجاية.
رئيس النادي وليد بوكرومة: «الأطفال الصغار» نجحوا في تجسيد حلم الصعود !
lلم أرضخ لكلام المقاهي وضغط الشارع وهذه فلسفتي
الأكيد أنك سعيد بالانجاز المحقق، لأن الصعود إلى الرابطة المحترفة كان من أهدافك المسطرة منذ عدة مواسم؟
مما لا شك فيه أن النجاح في الوصول باتحاد خنشلة إلى أعلى مستوى في الهرم الكروي الوطني، يجعلنا نفتخر بالانجاز المحقق، وهذا لم يكن هدية تلقيناها، بل ثمرة عمل جبار قمنا به على مدار عدة مواسم، لأنني عندما وافقت على تولي رئاسة النادي، كان الاتحاد ينشط في الدرجة الثالثة، ولم يكن يخطر ببال أحد أن تكون سياسة العمل التي انتهجناها كافية لتجسيد حلم انتظره كل «الخناشلة» على مدار 46 سنة، وتواجدي في هذا المنصب كان بسبب العزوف الجماعي عن حمل مشعل التسيير، وهناك بعض الأطراف التي كانت قد شككت في قدرتنا على قيادة الفريق إلى بر الأمان، لكننا وضعنا تلك الانتقادات على الهامش، وعملنا بكل جدية، لتكون الثمار تحقيق «صنيع» أخرج كل أبناء الولاية إلى الشوارع للاحتفال بصعود يمكن اعتباره تاريخيا، وهذا أهم وأغلى مكسب بالنسبة لي شخصيا، لأن فرحة الأنصار بالصعود وما عايشناه من أجواء كسرت «الروتين» الذي تعيشه خنشلة على مدار سنوات طويلة، وهذا الانجاز لا يحسب لي شخصيا، بل إنه مكسب تاريخي لكل سكان الولاية، وحتى المنطقة.
نلمس في هذا الكلام وكأنك ترد على بعض من كانوا ينتقدونك، أليس كذلك؟
باب الانتقادات متاح، ومن يعمل يكون عرضة للانتقاد، وأنا لا أرد على من شككوا في قدرتنا على تجسيد الحلم، بل إن النتائج كانت كافية لإجبار هذه المجموعة على الانقلاب عن موقفها، والانضمام إلى صف المساندين للفريق، لأن كل «الخناشلة» التفوا حول الفريق في الجولات الأخيرة، بعدما كبر حلم بلوغ المحترف، وهذا أهم مكسب في مثل هذه الوضعيات، لأنني كرئيس للنادي تمسكت بمواقفي طيلة الفترة التي توليت فيها قيادة الفريق، والاتحاد لم يكن ملكية شخصية لعائلة بوكرومة، لكن طريقتي في العمل لم تقنع أطرافا، والتشكيك في القدرات كان قد بني بالأساس على انتقاد المكتب المسير من حيث التركيبة، لأن وضع الثقة في مجموعة من الشبان لتحمل مسؤولية التسيير، أزعج الكثيرين ممن كانوا يتخذون من المقاهي منابر للتعبير عن عدم اقتناعهم بقدرات الطاقم المسير، وقد وصلت الأمور إلى حد وصفنا ب «الصغار» الذين لن يستطيعوا تحقيق الصعود، وشخصيا فإنني لم أعر كلام الشارع أي اهتمام، وبقيت وفيا لتقاليدي في التسيير، لأنني المسؤول الأول على النادي، ولم أرضخ لما يتم تداوله في المقاهي، لأن الاتحاد ملك للجميع، لكن لكل طرف حدوده، فالمناصر دوره في المدرجات، والرئيس يبقى صاحب القرار الأول والأخير، بالتشاور مع طاقمه المسير.
أيعني هذا بأن الصعود قضى على الجناح المعارض؟
الحديث عن الانتقادات لا يعني بأن هناك جناح معارض «فعال»، كان يعمل على تحطيم ما نقوم به، بل أن هناك مجموعة لم تكن مقتنعة بالطريقة التي ننتهجها في العمل، مع التشكيك في قدرة المكتب المسير على تجسيد الأهداف التي كنا نتحدث عنها، دون أن تصل الأوضاع حد الوقوف ضد الفريق، وعليه فإننا كنا نعمل وفق ما نراه يعود بالفائدة على الاتحاد، مع الحرص على تجاهل كل ما يتم تداوله في المقاهي والشوارع، وذلك بإصراري على الثبات في المواقف، وحصر سلطة اتخاذ القرار في المكتب المسير، وهو السلاح الوحيد الذي استعملناه للصمود في وجه الانتقادات، لأن الثقة المتبادلة بين أعضاء الطاقم الإداري قطعت الطريق أمام المنتقدين، وهذا الأمر ليس وليد الموسم الجاري، بل عشناه منذ تولينا مقاليد الرئاسة قبل 5 سنوات، والأكيد أنه لا ينحصر في اتحاد خنشلة فقط، وإنما يشمل كل النوادي، وعليه يمكن القول بأن النجاح في تحقيق الصعود، كان ردا على من كانوا قد «قزّموا» المكتب المسيّر، مادام «الأطفال الصغار» قد نجحوا في تجسيد حلم الصعود الذي انتظرته الولاية منذ قرابة نصف قرن.
في ظل هذه الظروف، هل لنا أن نعرف كلمة السر في الانجاز المحقق؟
ليس هناك أي سر، ومفتاح النجاح كان الثقة الكبيرة بين مختلف الأطراف داخل الفريق، لأن الجميع يعلم بأنني كنت قد استقلت الصائفة الماضية، لكن العزوف عن حمل المشعل، أجبرني على العودة وتحمل المسؤولية، ولم نكن قادرين على وضع القطار على السكة، لأننا وجدنا أنفسنا في منعرج حاسم، وهنا برز الدور الكبير الذي يقوم به الثنائي قصوري حكيم وجلال بوقولت، خاصة من حيث الدعم المادي، لتكون الانطلاقة في ظروف جد عسيرة، ومع ذلك فإن تجاوب اللاعبين مع الوضعية الاستثنائية، ساهم بشكل مباشر في تجاوز الأزمة، لتكون سلسلة النتائج الإيجابية كافية للخروج بسلام من أصعب فترة في الموسم، قبل أن تتحسن الأوضاع مع مرور الجولات، الأمر الذي حوّل المخاوف على مستقبل الاتحاد إلى تفاؤل كبير بالقدرة على تحقيق الصعود، فكانت نهاية المشوار «سعيدة» بفرحة عارمة.
وماذا عن الوضعية المالية وتكلفة الصعود التاريخي المحقق؟
كما يعلم الجميع، فإنني عند إصراري على الاستقالة في صائفة 2021، كنت قد عرضت الحصيلة المالية، مع عدم تسجيل أي سنتيم كديون على الفريق طيلة الفترة التي توليت فيها رئاسة النادي، والوضع بقي على حاله حتى عند النجاح في تحقيق الصعود، وما بقي عالقا يتمثل في شطر من مستحقات اللاعبين، وقد بلغت مصاريف الموسم إلى حد الآن 7,8 مليار سنتيم، في انتظار تسوية مكافأة الصعود، مع سعينا لمنح اللاعبين أجرة شهر آخر، وهذا لا يعني بأن مداخيل النادي خلال الموسم كانت في نفس الحدود، بل أنها لم تتجاوز 3 ملايير سنتيم، منها إعانة بقيمة 1,2 مليار سنتيم من البلدية، ومليار تم تقديمه كسبونسور، إضافة إلى 400 مليون سنتيم من المجلس الولائي، وهنا لا بد من الوقوف عند الدور الكبير الذي يلعبه عضوا المكتب المسير قصوري وبوقولت منذ عدة مواسم، لأنها يتحملان على عاتقهما مسؤولية تغطية المصاريف، وتقديم الدعم الكافي للاتحاد.
وهل بالإمكان تقديم توضيحات أكثر بشأن مستحقات اللاعبين وطريقة تعاملكم معها؟
تواجدي على رأس النادي كان قبل 5 سنوات، عندما استقال الرئيس عثماني، وقد كنت حينها عضوا في مكتبه، وغياب أي مترشح للرئاسة دفعني إلى تحمل المسؤولية، من باب الغيرة على الفريق، وقد كان مؤشر الديون الشخصية للرئيس السابق في حدود 5,2 مليار سنتيم، لكنه لم يتحصل إلى حد الآن على أي سنتيم منها، وتركنا نعمل دون الحجز على الرصيد البنكي، ما ساعدنا على تسيير المرحلة بعيدا عن أي إشكال يخص الديون السابقة، وقد كانت لتجاربنا خلال المواسم الفارطة صدى جد إيجابي، خاصة في الشق المتعلق بالثقة التي اكتسبناها لدى اللاعبين، خاصة وأننا كنا نفي بكامل وعودنا، مما ساعدنا على استغلال هذه الثقة لضبط تعداد وفق الحاجيات التي كنا نراهن عليها، واستراتيجيتنا في العمل كانت مبنية على ضرورة استخلاص العبر من التجارب الماضية، حيث قررنا استقدام لاعبين أصحاب خبرة في الرابطة المحترفة، يكون لهم دور كبير في تأطير باقي المجموعة، ورهاننا كان بالأساس على بعض أبناء الولاية، في صورة سامر وعثماني، إضافة إلى زياد، بوزيان وعقيد، مع ضبط سلم أجور يتماشى ووزن الركائز، في حدود 70 مليون شهريا، بينما تم حصر رواتب باقي العناصر ما بين 20 و 30 مليون سنتيم، وتعداد الأكابر ضم 18 لاعبا فقط، الأمر الذي جعل الكتلة الشهرية للأجور تتأرجح بين 850 و900 مليون سنتيم، وقد أقدمنا على منح كل عنصر رواتب 3 أشهر كتسبيق عند الإمضاء، وبعدها قمنا بتسديد أجور شهر رابع، لتكون تسوية منح المباريات بصورة منتظمة، والوضعية الحالية تبقي اللاعبين ينتظرون الحصول على أجور شهر وكذا مكافأة الصعود.
وما هي أولى الخطوات التي تعتزمون القيام بها لوضع القطار على سكة الاحتراف؟
نظرتنا لمستقبل الفريق يجب أن تتماشى والانجاز المحقق، لأن التواجد ضمن «النخبة»، يحتم علينا التكيّف مع دفتر الشروط المقترنة بالاحتراف، وقد رسمنا خارطة طريق المرحلة القادمة، وسننطلق في العمل بداية من الأسبوع القادم، بعد الانتهاء من مراسيم التكريمات، واستكمال الاجراءات القانونية يمر عبر جملة من الخطوات الإدارية، وذلك بتأسيس الشركة الرياضية وتشكيل مجلس إدارة، على أن يتم عرض الأسهم للبيع، مع حيازة النادي الهاوي على حصة الأسد، وهي خطوات تعني بأننا سننطلق من نقطة الصفر، لكننا نبقى ملزمين بالمحافظة على الانجاز المحقق، ولن نتنازل عن المكسب الذي تعبنا من أجل تحقيقه، لأن بعض الأطراف شرعت في الحديث في المقاهي عن بعض المخططات، إلا أنني كرئيس سأبقى حريصا على حماية الاتحاد، وشخصيا فإنني أسعى لإقناع نائبي عبد الحكيم قصوري بتولي رئاسة مجلس إدارة الشركة، بحكم أنه تكفل بتمويل الفريق من ماله الخاص لمواسم عديدة، رفقة جلال بوقولت، على أن أنسحب أنا بصورة تدريجية من المكتب المسير.
وكيف ترى مستقبل الاتحاد والتحديات التي تنتظركم؟
المرحلة القادمة ستكون الأصعب، لأن البقاء في قمة الهرم يتطلب التكّيف بسرعة مع أجواء الاحتراف، ومقومات النجاح تستوجب تحرك السلطات المحلية في أسرع وقت ممكن، على اعتبار أن الملعب يعد الحلقة الأهم في هذه السلسلة، قبل التفكير في باقي المراحل، لأن ملعب حمّام عمار لا يستوفي شروط احتضان مباريات بطولة الرابطة المحترفة، وفتح ورشات عمل يبقى ضروريا لبرمجة أشغال تهيئة وإعادة تأهيل المدرجات وغرف تغيير الملابس، بصرف النظر عن الملاحق الأخرى الواجب توفرها ، وشخصيا فإنني أضع مشروع تهيئة الملعب في صدارة الأولويات، لأن باقي الأمور عادية ويمكن اعتبارها «روتينية»، باستقدام لاعبين باستطاعتهم تقديم الإضافة المرجوة، ولو أن الصعود إلى الرابطة المحترفة يحتم علينا التأقلم مع معطيات المرحلة القادمة، لأن الولاية ستشهد حركية كبيرة في جميع المجالات، باستقبال نواد عريقة، لها قاعدة جماهيرية كبيرة، وطموحاتنا يجب أن تنطلق من الثقة التي يجب أن تكتسبها المجموعة عند دخول المنافسة، والمسعى يبقى منحصرا في المحافظة على الانجاز المحقق، وتفادي «سيناريو» العودة السريعة إلى القسم الثاني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.