تحاول الحكومة الإسبانية دفع الاتحاد الأوروبي للعب دور وسيط في الخلاف بسبب مخاوف حقيقية من تكبد الشركات الإسبانية لخسائر فادحة بعد وقف المبادلات مع الجزائر. في الوقت الذي انتقد فيه الوزير الاسباني السابق للشؤون الخارجية، مانويل غارسيا مارغايو، مساعي الحكومة الحالية بقيادة بيدرو سانشيز بالمضي للشكوى لدى الاتحاد الأوروبي، واصفا بأنه يعتبر «خطأ». أكد وزير الرئاسة الإسبانية، فيليكس بولانيوس، أن حكومته والمؤسسات الأوروبية ستعمل على إعادة كل العلاقات مع الجزائر، بعد الهزة التي عصفت بالعلاقات الثنائية الجزائرية-الإسبانية والتي أدت إلى تعليق معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار بين البلدين بسبب دعم إسبانيا لاقتراح الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية. وصرح بولانيوس خلال مؤتمر صحفي عقده في روما عقب لقائه البابا فرنسيس «أن موقف حكومة إسبانيا قد حدده بالفعل وزير الخارجية بعد زيارته للاتحاد الأوروبي». دون الخوض في تفاصيل المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الاسباني في بروكسل وتحاول الحكومة الإسبانية طمأنة الشركات المتخوفة على مصير صفقاتها بالجزائر، حيث ذكر مسؤول بوزارة التجارة في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية «ايفي» بأن الحكومة فتحت قنوات اتصال مع الشركات التي لها تبادلات تجارية مع الجزائر للتحقق مما إذا كانت هناك حالة طبيعية في المعاملات، ودراسة كيفية معالجة الاختلالات المحتملة على ضوء ما يتضمنه اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، والذي تعول عليه مدريد لاستعماله كورقة ضغط، وهو الموقف الذي رفضته الجزائر التي ردت بأن الخلاف لا يخص الاتحاد الأوروبي. ومع التحرك الرسمي لتقييم الآثار المترتبة على الشركات الإسبانية جراء قرار تعليق معاهدة الصداقة، ما زالت الانتقادات السياسية تلاحق رئيس الحكومة الاسباني، حيث حذرت زعيمة الحزب الإسباني «سيودادانوس», من عواقب تغيير موقف بيدرو سانشيز في الملف الصحراوي, مؤكدة أن «الضرر» الذي أحدثته حكومته سوف يستمر بمرور الوقت, حتى بعد رحيل هذه الأخيرة. وقالت السيدة أريماداس في مقابلة نشرتها صحيفة «لا رازون», بعد وصف بيدرو سانشيز بأنه «خطر عام» في «لا مونكلوا», مقر الحكومة, إن «السياسة الخارجية لأي بلد لا يمتلكها رئيس حكومة, لأنها تتعلق بصورة اسبانيا. قد يكون لها عواقب جيوسياسية خطيرة للغاية». ونددت الطبقة السياسية الإسبانية بسياسة بيدرو سانشيز إزاء النزاع في الصحراء الغربية اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي للشكوى يعتبر «خطأ» كما انتقد الوزير الاسباني السابق للشؤون الخارجية، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، أمس، مساعي الحكومة الحالية بقيادة بيدرو سانشيز بعد تحول موقفها في الملف الصحراوي وتعليق المعاهدة الثنائية للصداقة وحسن الجوار والتعاون من طرف الجزائر، معتبرا أن المضي للشكوى لدى الاتحاد الأوروبي يعتبر «خطأ» . ففي مداخلة له خلال حصة للقناة الإسبانية «تيلثينكو», انتقد السيد غارسيا مارغايو مساعي الحكومة الإسبانية حيث صرح ساخرا: «إنه إنجاز دبلوماسي لم تحققه أية حكومة إلى حد الآن»، مضيفا أن «المشكل ليس اسبانيا بل سانشيز». ويرى رئيس الدبلوماسية الإسبانية السابق أن «المساعي الأخيرة للحكومة الإسبانية مثل التوجه إلى بروكسل تبدو لي بمثابة خطأ « موضحا أن ما علقته الجزائر هو اتفاق الصداقة وحسن الجوار والتعاون الموقع سنة 2002». وواصل قائلا «الجزائر تعيب على مدريد التدخل المؤسف للاتحاد الأوروبي وتفصل تعليق الاتفاق عن الالتزامات التجارية مع الاتحاد الأوروبي». في هذا الخصوص, يلوم المتدخل الوزير الأول بيدرو سانشز على ارتكابه أخطاء في منطقة المغرب العربي واصفا الأزمة مع الجزائر ب«أكبر كارثة دبلوماسية في اسبانيا منذ 1975». وأضاف الدبلوماسي أن الحكومة الإسبانية, من خلال مساعيها وتحول موقفها إزاء ملف الصحراء الغربية «قد نجحت في إثارة عدم ثقة الجزائر والمغرب و جبهة البوليساريو». مضيفا بأن سانشيز «فقد مصداقيته لدى الجزائر ومن الصعب استرجاعها»، يضيف المتحدث ذاته. وفي الأخير, ذكر السيد غارسيا مارغايو بأنه من الآن فصاعدا «ستُستخلف اسبانيا بإيطاليا كشريك استراتيجي» للجزائر.