جددت واشنطن رغبتها في تعزيز التعاون مع الجزائر، وهي الرغبة التي تجسدت بعد التوقيع على عدة اتفاقيات في قطاعات ذات أولوية، أبرزها الفلاحة والاستصلاح والصناعة. و قالت السفيرة الأمريكيةبالجزائر، إليزابيث مور أوبين، أن بلدها سيساهم في تحقيق رؤية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لسنة 2022 كسنة اقتصادية من خلال جملة من الاتفاقيات والإعلانات. وكشف وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، أنه تم إبرام العديد من اتفاقيات الشراكة بين متعاملين اقتصاديين جزائريين ونظرائهم الأمريكيين، مبرزا أن الاتفاقيات تخص عدة قطاعات ذات الأولوية أبرزها الفلاحة والاستصلاح والصناعة. و أوضح رزيق في ندوة صحفية مشتركة مع سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، إليزابيت مور أوبين، نظمت على هامش فعاليات الدورة 53 لمعرض الجزائر الدولي، أنه تم، يوم الأربعاء الماضي، إبرام العديد من الاتفاقيات بين متعاملين جزائريين ونظرائهم الأمريكيين، سيتم تنفيذها في الميدان، في عدة قطاعات ذات الأولوية، أبرزها الفلاحة والاستصلاح والصناعة والسكك الحديدية والتي "تعطي أهمية قصوى للاستثمارات التي تحقق الأمن الغذائي". و تم في هذا الجانب التوقيع على إنشاء المشروع الجزائري- الأمريكي المشترك لإنتاج الأعلاف الحيوانية، بين "أغرو- بلوس الجزائر" وشركة "أغري الدولية أل.أل.سي" الأمريكية لإنتاج الأعلاف الفلاحية على مساحة 3.300 هكتار في ولاية المنيعة باستخدام مناهج أمريكية مجربة وتقنيات متقدمة في زراعة وتسميد وحصاد وتخزين الحبوب وتصنيع الأعلاف الحيوانية، حيث يهدف المشروع إلى التقليل من واردات الحبوب ومنتجات الأعلاف. كما تم التوقيع على شراكة بين مجمع "سواكري" الجزائري وشبكة الخدمات الصحية العالمية "جي.أيش.أس.أن" الأمريكية، لإنجاز مشروع صحي في مفتاح (البليدة) يتكون من مستشفى ومدرسة شبه طبية، حيث سيوفر هذا المشروع على الجزائر، تكاليف التحويلات الطبية إلى الخارج. وتم التوقيع أيضا على اتفاق شراكة بين الشركة الجزائرية ذات المسؤولية المحدودة "سيكامد" وشركة "كانوبيس" الأمريكية لإقامة مشروع باعتماد تقنية "يو.في.سي- الليد" لتطهير المياه بالأشعة فوق البنفسجية و للرعاية الصحية على مستوى المرافق السكنية والتجارية. من جهة أخرى، تم توقيع اتفاق شراكة بين الشركة الجزائرية "إيريس الصناعية" وشركة أمريكية لتأسيس مشروع مشترك لإنشاء شركة جزائرية- أمريكية "أم. سي.هال إيريس للطاقة" في مجال الطاقة الشمسية وحلول الطاقة الهجينة، والاختبارات والاستشارات. و في هذا الصدد أكد ممثل الحكومة أن "كل أنواع الاستثمارات مرحب بها في الجزائر، لكن توجد أولوية في الاستثمارات تم تحديدها، خاصة فيما يتعلق بالاستثمارات التي من شأنها خلق مناصب شغل وتحقيق الأمن الغذائي للبلاد"، مضيفا بأن مشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية كضيف شرف هذه الطبعة، دليل قوي على استعداد البلدين للعمل سويا لتعزيز الشراكة الثنائية وتطوير التعاون في مجالات عديدة وفق مبدأ رابح-رابح". و في رده على سؤال يتعلق بإنشاء خط جوي مباشر بين الجزائر ونيويورك، أفاد رزيق، أن "القرار اتخذ من طرف الرئيس تبون لتجسيده قبل نهاية السنة الجارية، مشيرا أن السلطات الجزائرية وسلطات الولاياتالمتحدةالأمريكية تعملان حاليا على تنفيذ هذا القرار. من جهتها أكدت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر إطلاع بلدها "التام" بالأولويات المحددة من طرف رئيس الجمهورية، حيث أشارت إلى أنه "تم العمل خلال المعرض على استقطاب الشركات الناشطة في المجال الفلاحي والعتاد الفلاحي والحبوب". و أضافت السيدة أوبين أن "العلاقات الثنائية التي تربطنا (الجزائر وأمريكا) جد قوية ونريد أن نعززها في المجال الاقتصادي وفي مجال ترقية تعليم اللغة الانجليزية بالجزائر''، مبرزة أن بلدها سيساهم في تحقيق رؤية رئيس الجمهورية لسنة 2022 كسنة اقتصادية من خلال جملة من الاتفاقيات والإعلانات. و لدى تطرقها إلى مخرجات الجولة السابعة من محادثات اتفاقية إطار للتجارة والاستثمار الجزائرية-الأمريكية، أكدت السفيرة، "التوافق بين البلدين حول مسألة تصدير المزيد من المنتجات الزراعية الجزائرية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية"، مبرزة أن "الوصول إلى الأسواق الأمريكية عملية صارمة ودقيقة، لكن الفوائد المحتملة هائلة بمجرد اكتمال هذه العملية". و حسب السيدة أوبين تعتبر الجزائر "واحدة من أكبر الأسواق الاقتصادية وأكثرها أهمية في المنطقة وبوابة إلى منطقتي المغرب العربي والساحل وتتميز بشباب ذو رصيد تعليمي جيد، متعدد اللغات، ويعمل بجد، وهو ما يجعل من الشركات الأمريكية، حسبها، "حريصة" على القيام باستثمارات ودخول السوق الجزائرية في كل القطاعات.