لم تمنع عزلة المسكن العائلي ولا عدم تلقي الدروس الخصوصية، التلميذة هالة خميسي من التفوق في امتحان شهادة البكالوريا بمعدل 18.35 لتكون الأولى في بلدية بني حميدان والرابعة على مستوى ولاية قسنطينة، فأعطت مثالا عن التفوق والمثابرة، رغم الظروف الاجتماعية الصعبة. تخبرنا هالة التي استقبلتنا في منزل عائلتها البعيد بعدة كيلومترات عن مركز البلدية، أنها تلقت دعما عائليا من طرف والديها، ودعما معنويا وماديا خاصا من مدير ثانوية بني حميدان، وأضافت أنها عملت منذ بداية السنة الدراسية لتحقيق هذه النتيجة، فلم تكن مفاجئة بالنسبة لها، لكن لحظة النجاح لها طعم خاص، مثلما عبرت. وقد قررت التلميذة منذ بداية العام الدراسي، ألا تعتمد على الدروس الخصوصية، وقالت «كنت أرى أنها تأخذ الكثير من وقتي، خاصة أنني أقطن بعيدا عن أماكن تقديم هذه الدروس، حيث استعنت بأساتذة الثانوية التي أدرس بها، بالإضافة إلى اعتمادي على مجموعة من الكتب القيمة، وتابعت أيضا بعض القنوات في يوتيوب لأساتذة في المستوى في مادتي الرياضيات والعلوم الطبيعية». واعتمدت التلميذة على برنامج مكثف طيلة العام الدراسي، حيث كانت تغير طريقة المراجعة حسب أيام الدراسة ونهاية الأسبوع، وحتى في العطل وشهر رمضان، كما قسمت وقتها بتخصيص كل ساعة لمادة معينة حسب ما يقتضيه البرنامج الذي وضعته. وتضيف هالة التي درست في شعبة العلوم التجريبية أنها أعطت الوقت الكافي لتحضير كل المواد بالتوازي، لاسيما مادة الفلسفة التي تحبها، وكذلك الاجتماعيات والعلوم الإسلامية. وتعيش التلميذة في منطقة معزولة، تبعد عن مركز البلدية بمسافات طويلة، وقد واجهت أيضا مشكلة النقل خاصة عندما كانت تنهي الدراسة باكرا، فتضطر لانتظار النقل المدرسي لوقت طويل، ورغم الإمكانيات البسيطة، إلا أنها لم تدعها تعيق نجاحها وتفوقها. وتطمح هالة لدراسة الطب، وتحلم بأن تصبح طبيبة جراحة متخصصة في الأورام السرطانية، حيث تضيف «رغم أنني منذ صغري أحب كل التخصصات والعلوم، إلا أنني منذ سنتين توجهت للطب تحديدا، باعتباره مجالا إنسانيا يساعد المرضى، وخاصة المصابين بالسرطان، لذلك قررت أن أبذل جهدي وأقدم ما أستطيع لمساعدتهم». محدثتنا نصحت كل من لم يحالفهم الحظ بالنجاح في شهادة البكالوريا بالمحاولة مجددا والتحضير للعام القادم، لأن الفشل الحقيقي ألا يحاول المرء من جديد، مثلما عبرت، داعية من سيجتازون الامتحان إلى الاجتهاد والانضباط والثقة بالله أولا، ثم في النفس.