أكد خبراء في الاقتصاد، أمس، على أهمية وضع برنامج وتخطيط استراتيجي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الحبوب في ظل توفر الموارد والإمكانيات التي تسمح للجزائر أن تصبح دولة محورية في تصدير الحبوب والعديد من المواد الفلاحية و أبرزوا في السياق ذاته، ضرورة التركيز على استخدام الوسائل التقنية الحديثة لرفع المردودية واستصلاح الأراضي وتوزيعها على الشباب من خريجي الجامعات، مع المرافقة والدعم وتقديم مختلف التسهيلات. وأوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور فريد بن يحيى ، في تصريح للنصر، أمس، أن هناك إمكانية للخروج من التبعية في مجال القمح، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الحبوب ، خلال ثلاث سنوات، مشيرا إلى ضرورة التخطيط على مراحل ووضع استراتيجية لتحقيق هذا الهدف، وأن تكون هناك إحصائيات حول المنتوج و الأراضي وكيفية توزيعها على مستوى الولايات، مع العمل على رفع مردودية الأراضي الفلاحية وتوسيع المساحات الزراعية ، واستصلاح الأراضي على مستوى الهضاب و الجنوب، مع إمكانية الدخول في شراكات وتوفير المياه والكهرباء لتسهيل الاستثمار في هذا المجال. ومن جهة أخرى، أكد على أهمية اختيار التقنيات الحديثة الناجعة لزيادة الإنتاج ووضع ميزانية للقطاع تقدر ب 1.5 مليار دولار سنويا على مدى ثلاث سنوات من أجل النهوض به وأن تكون هناك متابعة ميدانية ومراقبة إلى غاية تحقيق الأهداف المسطرة. وأضاف أنه بعد الوصول الى الاكتفاء الذاتي في هذا المجال هناك إمكانية الذهاب إلى التصدير، بحيث تصبح الجزائر دولة محورية في تصدير الحبوب والكثير من المواد الفلاحية ومن جانب آخر، أشار الخبير الاقتصادي، إلى أهمية تطوير الشعب الأخرى ومنها الخضر والفواكه والحليب و اللحوم والحبوب الجافة وغيرها و رقمنة العقار الفلاحي، مبرزا ضرورة تطوير القطاع الفلاحي. ومن جانبه، يرى الخبير الاقتصادي، البروفيسور محمد حميدوش في تصريح للنصر، أمس، أن الجزائر لديها كل الإمكانيات والموارد البشرية والمالية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الحبوب والتوجه إلى التصدير أيضا، لافتا إلى ضرورة بذل مجهودات أكثر لمضاعفة الإنتاج في ما يخص القمح اللين ووضع استراتيجية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي. وأضاف أن الأراضي متوفرة ويجب تحديد المساحات التي ينبغي إصلاحها وتوزيعها على الشباب من خريجي الجامعات في تخصص الفلاحة ، مع ضرورة ربط الأراضي بالكهرباء الريفية أو استعمال الطاقة الشمسية وتوفير المياه. ومن جهة أخرى، أشار البروفيسور محمد حميدوش، إلى ضرورة مرافقة الدولة لهؤلاء الشباب ومنحهم حق امتياز لاستغلال الأراضي وتقديم قروض من قبل الصندوق الوطني للتعاضد الفلاحي لشراء تجهيزات حديثة، خاصة بالحرث والزرع وقروض أخرى، من قبل بنك الفلاحة والتنمية الريفية، خاصة بالتسيير لشراء الأسمدة والبذور وغيرها من المواد، بحيث تكون هذه القروض بنسبة فائدة مخفضة وأيضا توقيع اتفاقيات مع الديوان المهني للحبوب لبيع المنتوج بحيث تكون المرافقة على مدى ثلاث سنوات لهؤلاء الشباب. ويرى الخبير الاقتصادي، أن وضع برنامج على مدى 5 إلى 7 سنوات كافي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال القمح اللين والذهاب إلى التصدير فيما يخص القمح الصلب والشعير. وأكد البروفيسور محمد حميدوش، على ضرورة التركيز على استخدام الوسائل التقنية الحديثة لزيادة المردودية، ويرى أن الشباب من خريجي الجامعات لديهم طموح و بإمكانهم تحقيق هذا الهدف، لافتا إلى أهمية تحقيق نهضة في القطاع الفلاحي، بحيث أنه من المفروض أن يشارك على الأقل ب7 إلى 8 بالمئة في الدخل القومي ويحقق مليار دولار كمداخيل من الاستيراد كحد أدنى. ومن جانب آخر ، نوه الخبير الاقتصادي، بفتح خطوط نقل بحري وجوي جديدة إلى وجهات خارجية مختلفة للمساهمة في عمليات التصدير إلى الخارج.