تدخلت صبيحة أمس، وحدات الحماية المدنية مدعومة بمصالح الغابات بولاية عنابة، لإخماد حريق بمنطقة جنان الباي المطلة على البحر في إقليم بلدية سيرايدي، حيث سمح التدخل السريع لوحدات الإطفاء بالتحكم فيه مع الإبقاء على فرق للحراسة ومناوبة في حال تجدد الاشتعال. واستنادا لمصالح الحماية المدنية، فقد تم وضع مخطط جهوي لمتابعة اندلاع الحرائق على مستوى أربع ولايات تشترك في التضاريس الغابية نتيجة امتداد السلاسل الجبلية بينها، حيث اشتعلت في توقيت زمني متقارب، إذ بدأت من سكيكدة، ثم قالمة، وسوق أهراس، وصولا إلى الطارف وعنابة. وتتابع خلية الأزمة المنصبة على مستوى ولاية عنابة، حركة ألسنة اللهب بمنطقة بن عزوز القريبة من إقليم بلدية شطايبي، حيث تم تسخير الرتل المتحرك الذي شارك في إخماد الحرائق في ولاية سكيكدة أمس الأول، للمناوبة عبر المناطق الحدودية القريبة معها وكذا مع الطارف وقالمة. وتم أمس إبلاغ مستعملي الطريق المتوجهين إلى ولاية الطارف، مرورا ببلدية الشط، وتحذيرهم من تواجد حرائق على مستوى الطريق الدولي الرابط بين القالة و المعبر الحدودي أم الطبول باتجاه تونس. من جهتها تكفلت فرق محافظة الغابات الموزعة عبر إقليم ولاية عنابة، بعملية الرصد من خلال أبراج المراقبة الجديدة التي وضعت حيز الخدمة هذا العام، لمتابعة حركة النيران من المرتفعات وتزويد العاملين في الميدان بالمعلومات. و تقوم مصالح الدرك الوطني وكذا الغابات بعمليات تحسيس على مستوى التجمعات السكنية الواقعة في الوسط الغابي خاصة بمنطقة سرايدي، من أجل حمايتها من أي خطر في حال انتشار الحرائق، و التبليغ عن أي مواقد قد تشتعل في أسرع وقت. وذكرت مصالح الغابات بأنها تعمل على تحرير خطوط النار التي فتحت في فصل الربيع على مسافة 12 كيلومترا، بإزالة الأعشاب الجافة و مخلفات جمع الفلين وكذا الأشجار الساقطة، إلى جانب جعل المسالك ترابية بعرض 9 أمتار، بهدف منع انتقال ألسنة اللهب من سلسلة جبلية لأخرى خاصة مع هبوب الرياح، وتوقفها عن المسلك الترابي المنزوع من النباتات الغابية المختلفة. و تتواجد خطوط النار قبالة التجمعات السكنية القريبة من الغابات على غرار بوزيزي، وعين بربر، وكذا في شطايبي و العلمة، و وادي العنب أيضا. ونظرا للحرائق المنتشرة بالولايات المجاورة، سجلت عنابة ارتفاعا قياسيا لدرجة الحرارة، حيث تجاوزت 45 درجة مئوية، وما زاد الوضع تعقيدا، انقطاع التيار الكهربائي لساعات خاصة على مستوى مدينة البوني، و عدة أحياء و شوارع بوسط المدينة، حيث اضطرت أصحاب محلات تجارية وكذا مؤسسات للغلق وتسريح العمال بسبب عدم توفر التيار الذي عاد في حدود الساعة الرابعة والربع زوالا. و أكد المكلف بالاتصال بالنيابة بشركة سونلغاز، محمد بدور، في اتصال بالنصر، أن الانقطاع راجع إلى الضغط الرهيب على شبكة الكهرباء و ارتفاع نسبة الاستهلاك، بفعل استخدام المكيفات دون انقطاع مع زيادة درجة الحرارة.