امتدت الحرائق بجبال الإيدغ بولاية عنابة أول أمس الخميس لتصل إلى المرتفعات الجبلية المتاخمة لمنطقة خرازة ببلدية واد العنب ما أسفر عن تسجيل ارتفاع كبير في درجات الحرارة وفي حالة من الضباب جراء الحرائق المهولة في حين واصلت مصالح الحماية المدنية ن ا وكذا أعوان محافظة الغابات ومصالح أخرى مجندة في عين المكان لإخماد الحرائق المشتعلة في تضاريس جبلية وعرة وإجلاء السكان القاطنين بالقرب من المناطق التي مستها النيران وتقديم الإسعافات الأولية لهم خاصة هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالربو والسكري . سكان خرازة والشابية وواد زياد عاشوا الجحيم بسبب الحرائق المهولة ساهمت الحرائق التي اندلعت بجبال الإيدوغ في ارتفاع درجة الحرارة ما خلف حالة من الرعب في أوساط السكان القاطنين بالقرب بأحياء الشابية ببلدية البوني وخرازة وواد زياد بواد العنب المقيمين بالمناطق القريبة من مناطق الحرائق التي تسببت في حالة من الخوف في أوساط السكان خشية حصول الأسوأ وخلفت الحرائق المهولة وكثافة الدخان المنبعثة التي غطت الجهة الغابية المشتعلة ذهولا كبيرا وخوفا في أوساط السكان في الوقت الذي واصل فيه أعوان الحماية المدينة إطفاء النيران المشتعلة مما أدى إلى انخفاض محسوس في درجة الحرارة وسخرت مصالح الحماية المدنية لعمليات التدخل من أجل التحكم في هذه الحرائق إمكانيات هامة من بينها تلك الخاصة بالرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات الذي تم وضعه مطلع جويلية الجاري. كما سخرت العشرات من الأعوان والشاحنات لإطفاء الحرائق المشتعلة حيث فتحت المصالح الأمنية تحقيقات أمنية معمقة. انقطاعات للتيار الكهربائي بعدة أحياء عرفت العديد من الأحياء بولاية عنابة على غرار المتواجدة بالبلديات الغربية انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي الأمر الذي زاد من متاعب السكان مع الارتفاع المسجل في درجة الحرارة من جهتها أكدت شركة توزيع الكهرباء والغاز بعنابة أنه على إثر حرائق الغابات التي مست عدة مناطق بالولاية وطالت الشبكة الكهربائية أكدت أنه قد يتسبب ذلك في انقطاعات في التيار الكهربائي بعدة مناطق من بينها حجر الديس ،دراجي رجم ،عين جبارة ،المنطقة الصناعية مبعوجة ،بوسدرة ،بوزعرورة ،المنطقة الصناعية ،بوخضرة و عدد من أحياء بلدية سيدي عمار و البوني مركز.مديرية التوزيع عنابة تأسفت لهذه الانقطاعات الخارجة عن نطاقها و دعت زبائنها إلى التعقل في استهلاك الطاقة الكهربائية إلى حين تجاوز الأزمة. كيف للنيران أن تنتقل ليلا إلى جبل منفرد بحي عدل !؟ هذا و عرفت ليلة أول أمس اشتعال حريق مهول التهم كامل قمة الكتلة الجبلية لحي عدل بسيدي عاشور الواقعة بين حي سيدي عاشور و حي الريم و هي الكتلة الجبلية المنعزلة عن بقية الجبال و الغابات الأخرى و هو ما يطرح التساؤلات حول المتسببين في هذه الحرائق بهذه المناطق بالذات خصوصا و أن جبال صغيرة الحجم في هذه المنطقة المأهولة يعد أمرا غير طبيعي و لا يرتبط بتاتا بالحرائق التي تعرفها جبال الإيدوغ و لا بارتفاع درجات الحرارة التي تنسب لها الحرائق دائما خصوصا و أنها اشتعلت ليلا ليبقى التساؤل حول من يتحمل مسؤولية هذه الحرائق التي التهمت الثروة الغابية للولاية مواطنو سرايدي يتجندون ضد الحرائق بصهاريج المياه من جهتها وصلت ألسنة اللهب بجبال سرايدي إلى قلب المدينة أين ارتفعت نيران الحرائق لتطال حقول المواطنين و تصل على بعد أمتار قليلة من بيوت السكان الذين تجندوا بإمكانياتهم الخاصة في ظل عدم قدرة رجال الحماية المدنية على التكفل بالمهمة بالإمكانيات البسيطة المتواجدة تحت تصرفهم و التي تهدد حياتهم هم أيضا ،حيث استخدم سكان سرايدي براميل المياه و صهاريجهم الخاصة لإطفاء ألسنة اللهب في عز أزمة الحر و نقص المياه التي يعانون منها ما جعلت حياتهم في هذه البلدة الساحرة عبارة عن جحيم حقيقي مثلما جاء على لسان سكانها من جهة أخرى أصبحت الجهة الشرقية لجبال الإيدوغ و خصوصا منطقة بين حي سيدي حرب و حي واد فرشة أسفل جبال الإيدوغ و ارتفاعا إلى غاية بلوغ سرايدي منطقة جرداء تخلو من الادغال التي كانت معروفة بها المنطقة منذ سنوات خلت رغم كونها المنطقة التي من المفروض أن تضم غابات و جمال طبيعي ساحر خصوصا و أنها تحتوي الوسيلة السياحية الغابية الوحيدة بالولاية و هي التيليفيريك الذي أصبح الصعود فيه عبارة عن صعود جبل يخلو من الحيوانات و من الأدغال بأنواعها ، أين كانت المنطقة خلال سنوات التسعينات و بداية الألفية منطقة أدغال حقيقية تكتنز أنواعا من الأشجار المختلفة و ثروة حيوانية متنوعة من مختلف أنواع الثعالب و الذئاب و الخنازير البرية و القنافذ و الأرانب المختلفة و التي كانت تصل إلى حد حي الصفصاف أسفل الإيدوغ قبل أن يتحول حاليا إلى جبال صخرية تثير حزن كل من يعرف جمالها الحقيقي الذي كانت عليه قبل إرهاب الحرق العشوائي الذي ازداد منذ عشرية من الزمن. المسؤولية جماعية و من لم يقو على نيران بسيطة فليستقل …. هذا و مثل بقية الحرائق التي مست أغلب ولايات الوطن و التي في مجملها حرائق مفتعلة بفعل فاعل و التي لم تقو مصالح الحماية المدنية على إطفائها ليس تقصيرا من رجالها الذين يستحقون كامل التقدير نظير مجهوداتهم الجبارة و تضحياتهم التي أخذت حتى من أرواحهم وسط ضعف إمكانيات جهاز يعد عنصرا حيويا لكل بلد كان سواء في حالة السلم أو الحرب فرؤية جهاز بهذه القيمة لا يقوى على مجابهة حرائق في أجواء سلم و أمان يجعل التساؤل يطرح حول معنى الاستعراضات المتكررة لقدرات الجهاز مادام لا يمتلك طائرات أو مروحيات قادرة على إنقاذ المواطنين من إرهاب الحرائق ، كما تتحمل مصالح محافظات الغابات سواء بعنابة أو غيرها مسؤولية انتشار الحرائق عبر مساحات شاسعة ما يؤكد عدم وجود أي فصل أو تقسيم للغابات يعيق انتشار الحرائق ويسهل التحكم فيها كما هو معمول به في كل دول العالم و كما هو معروف عند العوام من الناس .