ينطلق الموسم الكروي الجديد (2022 /2023 ) يومي الجمعة والسبت على وقع بعض الصعوبات التي تصادف جُل أندية المحترف المنخرط بعضها بشق الأنفس، وإن كانت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم و الرابطة المحترفة تحاولان قدر المستطاع التغلب على هذه "المطبات" والعقبات لتمكين الفرق 16 المشكلة للقسم الأول من تقديم موسم يليق بكرة القدم الجزائرية، الباحثة عن إعادة الاعتبار لنفسها محليا وإقليميا وقاريا، فإن ذلك متوقف على مقدرة أندية النخبة على المنافسة في مسابقتي رابطة الأبطال وكأس الكونفدرالية. وقبل 48 ساعة من ضربة الانطلاقة المقررة من ملعب بن عبد المالك رمضان مسرح المباراة المحلية بين النادي الرياضي القسنطيني وضيفه اتحاد خنشلة، تحاول النصر تسليط الضوء على بعض النقاط التي تهدد نجاح الموسم الكروي الجديد، والتي تكون الفاف قد أخذتها بعين الاعتبار رفقة هيئة عبد الكريم مدوار، من أجل تفادي أي سيناريوهات قد تشوه صورة البطولة المحلية الباحثة عن العودة إلى مكانتها الطبيعية، وهي التي فقدت حسب أهل الاختصاص الكثير من بريقها في المواسم الأخيرة، جراء الكثير من المعطيات المتعلقة بتدني المنافسة وغياب الإمكانيات المادية، فضلا عن افتقاد الأندية للمرافق والبنى التحتية المطلوبة، وإن كانت الدولة قد نجحت مؤخرا في توفير ملاعب عصرية بعد تدشين ملعب ميلود هدفي بوهران بالموازاة مع إعادة تجهيز وصيانة ملاعب أخرى عريقة على غرار 5 جويلية والشهيد حملاوي بقسنطينة وتشاكر. ومما لا شك فيه ستكون الفاف أمام تحديات صعبة، ولكنها غير مستحيلة، من أجل وضع الكرة الجزائرية في السكة الصحيحة، وهي الوعود التي قدمها جهيد زفيزف بعد انتخابه على رأس الاتحادية، حيث أكد على ضرورة الرقي بالكرة المحلية المتراجعة بشكل مخيف في المواسم الأخيرة للمعطيات سالفة الذكر. وباشر زفيزف مساعيه لتجسيد المشاريع التي أفصح عنها خلال أول ندوة صحفية له، عقب استلامه مقاليد التسيير خلفا للمستقيل من منصبه شرف الدين عمارة، بدليل أن الرئيس الجديد لمبنى دالي ابراهيم قد أعاد تشكيل لجنة التحكيم التي كُثر عنها الكلام من طرف مسؤولي أنديتنا المحلية في الآونة الأخيرة، بعد الاستنجاد بخدمات الحكم الدولي السابق جمال حيمودي وزميله رشيد مجيبة، دون نسيان الاستعانة بالخبير والمكوّن لحكام النخبة الموريسي ليم كي شونغ. بدء الموسم على وقع أزمات مادية خانقة وإن كانت "المطبات" هي نفسها مع انطلاق كل موسم جديد، إلا أن الملفت للانتباه هو أن الأمور ازدادت تفاقما وتعقيدا هذه الصائفة، إلى درجة أن كل الأندية تقريبا تشتكي من أزمات مادية خانقة، إذا ما استثنينا الفرق التابعة لمؤسسات وشركات وطنية، ويتعلق الأمر بشباب بلوزداد ومولودية الجزائر وشباب قسنطينة وإتحاد الجزائر وشبيبة الساورة، وكلها فرق دخلت سوق الانتقالات الصيفية بقوة من خلال استهداف ألمع وأمهر اللاعبين، على عكس الفرق التي لا تمتلك رعاية أو عقود تمويل، حيث وجدت نفسها عاجزة عن دخول الميركاتو الصيفي، كما لم تتمكن أيضا من برمجة تربصات في المستوى مكتفية بالتحضير داخل الوطن، ناهيك عن العقبات التي تواجهها في الانخراط وتسجيل اللاعبين. فرق لم تنخرط وأخرى لم تنجح في تسجيل لاعبيها وفي سابقة قد تكون الأولى من نوعها، من المحتمل أن ينطلق الموسم الكروي الجديد في غياب إحدى الفرق، وهذا بسبب فشلها في الانخراط، ويتعلق الأمر بهلال شلغوم العيد العاجز لحد الآن عن تشكيل فريق، في ظل المشاكل الإدارية التي يتخبط فيها، وإن كانت مصادر النصر قد أكدت بأن هناك تحركات لإنقاذ أبناء الشاطو، بعد النجاح في تشكيل ديريكتوار سيسعى جاهدا لانخراط الهلال في الآجال المحددة، دون نسيان العراقيل التي صادفت فرقا أخرى، خلال عملية تسجيل اللاعبين الجدد، أين وجدت نفسها غير قادرة على تأهيلهم، بسبب مشكل الديون المتراكمة، في صورة ما يحدث مع مولودية وهران المطالبة بتسوية الإشكال مع الهيئات المسؤولية لتفادي بدء الموسم بالقدامى ولاعبي الرديف. غياب الإنارة بملاعب معتمدة ! وفضلا عن المشاكل المادية التي باتت مقترنة بجل أندية النخبة تقريبا، هناك "عقبة" أخرى لم تنجح فرقنا في تجاوزها رغم المحاولات المُضنية، والمتعلقة بغياب الإنارة في غالبية الملاعب تقريبا، وهو ما دفع الرابطة المحترفة لبرمجة كل لقاءات الجولة الأولى في الأمسية، إذا ما استثنينا موعدين فقط، ويتعلق الأمر بقمة مولودية الجزائر وشبيبة الساورة ولقاء بسكرة والوفاق المقررين في السهرة. ويبدو أن غياب الأضواء الكاشفة في جل الملاعب المعتمدة، قد أجبر الهيئات المسؤولة على برمجة اللقاءات في توقيت غير مريح، فاللعب في الساعة الخامسة يبقى خطرا يهدد سلامة اللاعبين، في ظل الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة، خاصة ببعض المناطق، على غرار الشلف ومقرة، وتم برمجة كل اللقاءات الخاصة بافتتاح الموسم الكروي الجديد في الأمسية، بداية بمباراة شباب قسنطينة أمام اتحاد خنشلة بعد غد بملعب بن عبد المالك المبرمجة في الساعة 16.45، بينما تلعب اللقاءات الثلاثة المقررة الجمعة في الساعة الخامسة، ونعني مواجهة جمعية الشلف أمام شبيبة القبائل بملعب بومرزاق، ولقاء شباب بلوزداد ضد شلغوم العيد بملعب 20 أوت، وأمل الأربعاء أمام مولودية وهران بملعب اسماعيل مخلوف، ناهيك عن لقاءين مقررين في أمسية السبت، بداية بمواجهة نجم مقرة أمام نادي بارادو بملعب الإخوة بوشليق المبرمجة في سا 16.45 ومباراة اتحاد العاصمة أمام الصاعد الجديد مولودية البيض بملعب عمر حمادي. مشكل الأرضيات الاصطناعية لا يزال مطروحا ورغم مرور 11 سنة كاملة على ولوج عالم الاحتراف، إلا أن مشكل الأرضيات الاصطناعية لا يزال يخيم على المشهد ، على اعتبار أن كل الفرق تقريبا تستقبل منافسيها فوق أرضيات غير طبيعية ( ملاعب بولوغين و20 أوت بالعاصمة و20 أوت ببشار وبن عبد المالك بقسنطينة والإخوة بوشليق بمقرة وملعب 8 ماي بسطيف وملعب المظاهرات بشلغوم العيد وملعب بومرزاق بالشلف وملعب إسماعيل مخلوف بالأربعاء وملعب أحمد زبانة بوهران) ، وهو ما يؤثر بالسلب على الأداء العام للمباريات التي لم تعد كسابق عهدها، ولا يزال مشكل الأرضيات الاصطناعية مطروحا، رغم الإمكانيات التي قدمتها الدولة الجزائرية للنهوض بالكرة المحلية، بدليل إنشاء ملاعب عصرية، على غرار ميلود هدفي بوهران، فضلا عن إعادة تجهيز ملاعب 5 جويلية وتشاكر والشهيد حملاوي و19 ماي بعنابة، وإن كانت الأخيرة لن تحتضن أي استحقاق إلى غاية الانتهاء من احتضان نهائيات "الشان" المقررة بالجزائر مطلع السنة المقبلة. استحالة نقل لقاءات على المباشر من بعض الملاعب ! ورغم أن كل الملاعب الخاصة بأندية النخبة قد تم اعتمادها من طرف الرابطة المحترفة لاحتضان مباريات الموسم الكروي الجديد خلال آخر زيارة ميدانية، إلا أن هناك الكثير من التحفظات الواجب إعادة النظر فيها، إذا ما أردنا تقديم صورة جيدة عن بطولتنا المحلية التي كانت مطلوبة في وقت قريب من قنوات كبرى مثل "بي إين سبورتس"، والبداية بتوفير أماكن تسمح للعاملين بالتلفزيون العمومي بنقل بعض المباريات المهمة، فهناك ملاعب يستحيل على حافلة التلفزيون التواجد بها، على غرار ملاعب الإخوة بوشليق وإسماعيل مخلوف والتظاهرات، وهو ما يؤثر بالسلب على تسويق البطولة الوطنية التي تزخر بالمواهب القادرة على شق طريقها نحو مختلف الدوريات الأوروبية كما تفعل أكاديمية بارادو التي تحدت كل الصعاب، ونجحت في صنع اسم لها على المستوى القاري والعالمي. غياب أحدث التقنيات الخاصة بالتحكيم ولا تقتصر العقبات على البنى التحتية وغياب الموارد المادية، بل تتعداها لأمور تنظيمية وأخرى لوجستيكية، على غرار تلك المتعلقة بتواصل غياب تقنية "الفار" التي كان قد وعد بها رئيس لجنة التحكيم السابق محمد بيشاري الموسم الماضي، بعد تعيينه في هذا المنصب، وإن كان الجميع يدرك استحالة توفير هذه التقنية بالجزائر لعديد الاعتبارات، خاصة تلك المتعلقة بسعرها المرتفع واستحالة تنصيبها في ملاعب من هذا الشكل، ولو أن الهدف الأبرز للمسؤول الجديد حيمودي يتمثل في تكوين حكام شبان بإمكانهم قيادة المباريات بإحكام، وإن افتقدوا لأدنى الوسائل المطلوبة، على غرار الساعة الخاصة بتعدي الكرة لخط المرمى، وغيرها من الأشياء التي باتت متوفرة في جل البطولات المحترفة تقريبا. الاحتراف مجرد حبر على ورق ومما لا شك فيه يبقى الاحتراف في الجزائر مجرد حبر على ورق في غياب أدنى المتطلبات، وإن كان الرئيس الجديد للاتحادية الجزائرية لكرة القدم جهيد زفيزف يحاول بمعية السلطات العمومية التغلب على كل العراقيل والمطبات التي تهدد نجاح الموسم الكروي الجديد، الذي سينطلق يومي الجمعة والسبت على وقع معطيات متباينة بين أندية النخبة، ولو أن هناك تفاؤلا حول الظهور بمستوى يليق بكرة القدم الجزائرية الباحثة عن إعادة الاعتبار لنفسها محليا وإقليميا