تبعثرت صباح يوم أمس بوسط مدينة قمار 15 كلم شمال عاصمة الولاية الوادي كميات كبيرة من حمولة إحدى الشاحنات والمتمثلة في فضلات الحيوانات مما خلّف حالة من الفوضى وازدحاما كبيرا في الحركة المرورية. وأدى تبعثر الفضلات إلى جعل وسط المدينة قذرا حيث التصقت الفضلات في كل زاوية ناهيك عن الروائح الكريهة التي ملأت المدينة و قد استيقظ السكان في كل ناحية من أنحاء المدينة على الروائح الكريهة ليستفسروا عن مصدرها ليتفاجأوا أن الروائح التي وصلتهم تبعد عنهم كيلومترات من المكان الذي يقطنون فيهوما زاد من سخط المواطنين أن الفضلات ظلت في مكانها إلى غاية المساء مما أبقى على حالة الفوضى والروائح الكريهة وازدحام الحركة المرورية جراء محاولة أصحاب المركبات تجنب السير فوق القاذورات خوفا من الانزلاق وتطايرها على المشاة ومستخدمي الطريق وواجهات المحلات المتواجدة على جانبي الطريق.وتشهد مدينة قمار مرور آلاف الشاحنات الممتلئة بفضلات الحيوانات يوميا والقادمة من الولايات الشمالية التي تعمل على جلب هذه الفضلات لفلاحي ومنتجي مادة البطاطا بالولاية لاستخدامها كأسمدة عضوية. غير أن مرور هذه الشاحنات بوسط المدينة والنسيج العمراني وإقبال أصحابها على تركينها بالقرب من المحلات والمنازل وحتى المدارس والأسواق والمطاعم والمقاهي والمؤسسات العمومية إلى ظهور موجة من السخط والاستياء في أوساط السكان الذين طالما ناشدوا السلطات المحلية والجهات المعنية لوضع حل لهذه الشاحنات التي سببت في انتشار الروائح الكريهة وكذلك الحشرات السامة والخطيرة القادمة مع الفضلات والتي من بينها الناموسة المتسببة في داء الليشمانيوز .و أكدت مصالح الصحة على مستوى الولاية علاقة هذه الشاحنات بانتشار الداء في الجهة الشمالية من الولاية ومن بينها مدينة قمار حيث أصيب 2000 شخص خلال الشهرين الماضيين بداء الليشمانيوز الجلدي وهي الظروف والعوامل التي أدت بالسكان إلى مطالبة المسؤولين بإصدار قرارات تمنع من دخول الشاحنات الممتلئة بالفضلات داخل المدينة على الأقل في فترات النهار والعمل على إنشاء طرق خاصة بهم خارج المدينة وهو المطلب الذي لم يجد آذانا صاغية لحد الساعة رغم العديد من المشاكل والكوارث الصحية التي خلفتها هذه الشاحنات ناهيك عن الأرواح التي حصدتها بسبب كثرة الحوادث المرورية التي تسببها هذه الشاحنات خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 48 الذي يعبر مدينة قمار رفقة عددا من البلديات الأخرى.