هاو قسنطيني يحوّل بيته إلى متحف للطائرات العسكرية الصغيرة وجد جابر اسكندر هاو قسنطيني ( 48سنة)و أب لأربعة أبناء أكبرهم في السادسة عشر من العمر، في حرفة صناعة مجسمات الطائرات الحربية ما يشغل به أوقات فراغه و ينسيه تعب عمله اليومي كسائق لشاحنات الوزن الثقيل، حيث قال للنصر بأنه يشعر براحة كلما انتهى من تصميم و صناعة طائرة عسكرية سبق و أن رآها بالتلفزيون أو على صفحات المجلات. الحرفي الهاوي الذي لم يكتف بتصميم الطائرات و راح يصنع مجسمات الشاحنات بحكم مهنته كسائق، قال بأنه اكتشف هوايته و ميوله لتصميم الطائرات منذ كان جنديا خلال تأديته لواجب الخدمة الوطنية ، حيث صمم أول مجسم له لطائرة من نوع "كونكورد" أنجزها منذ 12سنة ، تلته أنواع عديدة لطائرات عسكرية منها "ميغ 29" ...و غيرها من الأنواع و النماذج المعروفة. و يستطرد في وصف هوايته قائلا بأنه يستوحي أفكاره من مواقف و صور رآها و لو لدقائق قليلة، لكنها تبقى راسخة في مخيلته إلى أن يجسدها في مجسم صغير، مثلما حدث مع مجسم شاحنة بخلفية زجاجية تليق كتحف للتزيين، أسر لنا بأنها أثارت اهتمامه بعد تجاوزه لشاحنة كانت تسير ببطء، خلال إحدى مهامه العادية و التي أعجب بشكلها فقرر تصميمها بمجرّد وصوله إلى البيت. و قد يعتقد المتأمل لتحف اسكندر، بأن تصاميمه تقوم على قواعد هندسية لجودة ما تنجز أنامله، غير أنه اعترف أنه يقوم بذلك بالفطرة و لم يسبق له تلقي دروس أو تكوين في هذا المجال الذي يطمح بصقل موهبته فيه إن توّفرت له الظروف. و لم يخف الحرفي الهاوي ولعه بالآليات العسكرية التي يقضي ساعات دون ملل في تجسيدها، معترفا بأنه ينجز بعضها داخل حجرة السياقة كلما توقف لأخذ قسط من الراحة ، معلّقا بأن رئيسه بالعمل اكتشف مرارا ورشته المتنقلة لكنه لم يوّبخه لأنه كان على علم بهوايته. و اعترف اسكندر بأن تشجيع زملائه و عائلته له على صنع تصاميمه شجعه على مواصلة عمله الذي يجوب بين ورشات النجارة لجمع ما أمكن من بقايا الخشب المستعمل لاستغلاله في تجسيد تحفه الصغيرة التي لا يتعدى طول أكبرها عن ال50سم، و التي جعل منها تحفا تزيينية لبيته المتواضع المتكوّن من غرفتين لا تسعان لاستيعاب أغراض العائلة، مما حال دون تخصيص حيّز لتجسيد أعماله في هدوء. و قال الحرفي أنه يحلم باستغلال حرفته في صناعة لعب الأطفال المتراوحة أعمارهم بين الثالثة فما فوق، لما سجله من اهتمام و عودة نحو اللعب الخشبية بالكثير من الدول الأجنبية لبساطتها و عدم خطورتها، بالإضافة إلى رغبته في توسيع مجموعته التزيينية التي يرغب في عرضها بمعارض فنية حتى لا تبقى حبيسة الأدراج. أما أكثر المجسمات التي يعتز بتصميمها، فيشير اسكندر إلى باخرة كان يضعها على خزانة قديمة بغرفة الجلوس و التي قال أنه حاول تجسيد باخرة نوح عليه السلام مثلما قرأ عنها في الكتب و بمختلف الطوابق التي حملت البشر و الحيوان و أنقذتهم من الطوفان على حد تعبيره.