يحتضن رواق الباهية التابع لمديرية الثقافة بوهران معرضا من نوع خاص على غير ما جرت عليه العادة حيث إستقبل هذا الفضاء منذ إفتتاحه في ديسمبر 2010 العديد من المعارض الفنية الخاصة بالفن التشكيلي لأبرز الأسماء التي برعت في جعل الريشة، اللسان الناطق بإسمها وجعلت الجمهور يقف أمام هذه اللوحات الفنية ويستمتع بألوانها الزاهية ويستنبط معانيها الدفينة التي يسعى أي فنان لإيصال رسالته من خلالها، غير أن هذه المرة إحتضن رواق الباهية معرض المجسمّات أو ما يعرف بالتنميق الحجمي وهو عبارة عن مجسّمات صغيرة لمنشآت كبيرة من عقارات وشاحنات وغيرها من المنشآت تشكل صور المدينة الحديثة وما جاء به هذا الفنان العصامي إلى فضاء الباهية هو عبارة عن مجسّم نسخة طبق الأصل عن ميناء وهران في الصورة التي كان عليها سنة 1997 وكذا سفينة طارق بن زياد وسفن نقل بضائع وباخرات وغيرها من مكونات الميناء حيث لم يهمل أدق التفاصيل في تجسيد هذا المحيط الذي إستلهمه الفنان من بيئته فهو إبن مدينة بني صاف المعروفة بطابعها الساحلي ومينائها وعشق سكانها للبحر عامة وللصيد على وجه الخصوص هو الفنان بلغراس يحيى من مواليد 1960 بمدينة بني صاف بدأت بوادر موهبة تظهر في سن 12 حيث جسد مجسم أول سفينة وكانت بمادة الكرتون وكرر محاولاته بتجسيم المنازل والسيارات والشاحنات وكانت كلها بمادة الكرتون غير أن الجمهور الذي إنبهر بأعماله طالبه بإعادتها بمادة الخشب لكي تكون لها قابلية الإحتفاظ أكثر، فبدأ بصقل موهبته بشراء المسلتزمات وبدأ يذهب إلى الميناء مصدر إلهامه حيث صمّم على تجسيد سفينة طارق بن زياد وكانت أول عمل ضخم له 2001 والتي إستغرقت مدة صنعها قرابة السنة، ليطلب منه الجمهور صناعة مجسّمات لمنازلهم وحتى الفنادق الضخمة لتكون تحفا للأثرياء، قام بعدة معارض فنية أولها سنة 1988 معرض في سيدي بلعباس وكان معرضا جماعيا في موضوع مجسمات المنشآت، معرض آخر يندرج ضمن الصالون الثاني لمدينة بني صاف للصيد البحري سنة 1994 ومعرضه في سينما المغرب لمجسّمات الميناء سنة 1997، وكمشاريع مستقبلية يطمح هذا الفنان إلى تجسيد منشآت أخرى مثل المطارات ومحطة القطار وكذا إقتراح مخططات لفضاءات عمومية ومساحات خضراء إلا أنه لتحقيق مشاريعه طالب من السلطات منح إمكانيات مادية لتطوير هذه الموهبة وتعليمها للأجيال الصاعدة، فهذه الحرفة بالنسبة له هي مصدر قوته اليومي لكن يتمنى أن تصبح فنا قائما بذاته حسب قوله. والجدير بالذكر أن المعرض سيدوم إلى غاية 25 أكتوبر والدعوة عامة للجمهور لإكتشاف عالم المجسّمات لأكبر المنشآت العقارية والإبحار فيه كأنك في العالم الإفتراضي.