عشاق يدفعون أموالا خيالية من أجل مجسمات سيارات الزينة عيادي ناصر الباي واحد من مجموعة كبيرة اختارت شبكة الأنترنت للبحث عما يعتبرونه كنز عشاق السيارات المولعين بجمع مجسمات المركبات بمختلف ماركاتها العالمية و أشكالها و أحجامها و كذا أعمارها، و لا يترددون في دفع أموال معتبرة حتى بالعملة الصعبة من أجل الحصول على قطعة جديدة يثرون بها مجموعة تحفهم النادرة. صالونات عرض من نوع خاص تثير فضول كل من مرّ عليها لثراء و تنوّع تصاميم السيارات من أقدم إلى أحدث طراز، لدرجة يتساءل الزائر عن مساحة المرآب الذي تمكن من استيعاب كل تلك الأعداد من المركبات الكبيرة، المتوسطة و الصغيرة، النفعية و السياحية،لكن سرعان ما يدرك أنها سوى مجسمات مصغرّة يمكن لأي كان حملها بين يديه و تأمل أناقتها و فخامتها. و بفضل التصاميم المسيلة للعاب المولعين بعالم السيارات الرياضية و العادية، و كذا التفاصيل التي زادها جمال و نقاوة الصور المغرية التي تفنن المشاركين في نشرها على صفحاتهم المخصصة لمجسمات المركبات التذكارية أو الزينة، يتضاعف عدد الزوار يوما بعد يوم إذ ثمة من الصفحات من زاد عدد زوارها عن ال70ألف زائر بما فيهم الزوار العرب الذين تنوعت أسئلتهم و لهفتهم في الحصول على المعلومات و القطع النادرة التي يؤكد بعضهم استعدادهم لشرائها بالسعر الذي يراه صاحبها مناسبا. و قد حاولنا الدردشة عبر بعض الصفحات الاجتماعية مع عدد من المهتمين بمجسمات وسائل النقل و خاصة الجزائريين لمعرفة سر الاهتمام المبالغ بهذا النوع من مركبات الزينة ، فعرفنا من أول هاو و يدعى ناصر الباي من ولاية تلمسان أنه توارث حب المجسمات من والده الذي كان يملك محلا لبيع قطع غيار السيارات من نوع "بيجو" في سبعينات القرن الماضي و الذي كان يفاجئه من حين إلى آخر لا سيّما في احتفالات رأس السنة الجديدة، بهدايا مميّزة ، قال أنها عبارة عن سيارات صغيرة تشبه في تصميمها إلى حد كبير السيارات الحقيقية و لولا حجمها لا طمع في قيادتها كما قال. و أضاف ناصر الباي أن تلك هدايا كان يتلقاها والده بدوره من شركة بيجو الأم التي تعوّدت على إرسال مجموعات كبيرة لمختلف أنواع السيارات المصممة عندها في شكل مجسمات بغرض تزيين المحلات من جهة و الترويج لسلعها من جهة أخرى. و أسر محدثنا الذي لم يتوقف عن مدح هوايته الخاصة أنه تمكن من جمع 26مجسما من نوع بيجو قبل سن الحادية عشرة سنة و هو اليوم يعد أكثر من 100مجسم لمختلف الماركات العالمية و على رأسها التصاميم القديمة من نوع "آلبين"، "دوفين"،"تيغان"، "كوكسينال"...و غيرها من السيارات التي أثارت و لا زالت تثير إعجابه حتى اليوم و التي لا يتردد في دفع الكثير من المال من أجل الحصول على القطع القديمة و ليست اللعب المتوفرة حاليا بالأسواق كما قال. و قال مشارك آخر أخبرنا بأنه من العاصمة بأنه باكتشاف صفحة "سيارات الزينة " على "فايس بوك"تمكن من استبدال العديد من مجسماته بمجسمات أخرى أكثر جمالا في نظره، كما تمكن بفضلها من السفر إلى إسبانيا من أجل الحصول على مجموعة وعده بها أحد المبحرين الذي تعرّف عليه من خلال منتديات "فواتور دي كولاكسيون". و من خلال تعليقات و شهادات بعض المشاركين بمنتديات عشاق مجسمات السيارات اكتشفنا هواة جزائريين كثيرين في هذا المجال ممن لديهم خبرة واسعة في هذا المجال، مثل الهاوي العنابي الذي يظهر باسم"فواتور غوستو" الذي يجيب كل من يسأل عن أسعار مختلف أنواع المجسمات بالسوق الفرنسية و التي يرفقها دائما بتعليقات مثيرة للضحك ك"من كان يريد "ماترا سيمكا"عليه بيع شقته أو أحد أولاده ". إشارة إلى سعرها الباهظ. و الملفت في مداخلات المشاركين تساؤلاتهم المتكررة عن طريقة تنظيف و صيانة هذا النوع من الكنوز الذي لا يقدّر قيمتها إلا عشاقها على حد تعليق أحدهم.