أكد رئيس الجمهورية العربية الديموقراطية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، السيد إبراهيم غالي، اليوم الأربعاء بمخيم أوسرد لللاجئين الصحراويين أن الحل العادل والوحيد للنزاع في الصحراء الغربية يمر عبر "الإحترام الكامل لإرادة الشعب الصحراوي''. وأوضح السيد غالي في كلمة له بمناسبة إحياء الذكرى أل 47 للوحدة الوطنية الصحراوية، أن "الحل العادل والوحيد للنزاع في الصحراء الغربية المنسجم مع ميثاق وقرارات الأممالمتحدة هو ذلك الذي يمر بالإحترام الكامل لإرادة الشعب الصحراوي، والشعب الصحراوي وحده المعبر عنها بكل حرية وديموقراطية وشفافية لممارسة حقه غير قابل للتصرف أو المساومة في تقرير المصير والإستقلال''. وأشار الرئيس الصحراوي أن الشعب الصحراوي يحق له أن "يعتز كل الإعتزاز بما حققه من مكاسب وانتصارات على كل الأصعدة والواجهات التي قطعها على درب بناء دولته ومؤسساتها ومكانتها في العالم''. وذكر السيد غالي أن "الشعب الصحراوي يخطو بثبات نحو استكمال سيادته على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية '' و ذلك "بفضل صموده وإصراره وتضحياته الجسام و بفضل وحدته وتماسكه وإجماعه على أهدافه الوطنية بقيادة ممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب' . وقال السيد غالي ''أنه ومنذ أن نسفت القوات المغربية إتفاق وقف إطلاق النار بين الجيشين الصحراوي والمغربي وجد الشعب الصحراوي نفسه مجبرا على استئناف الكفاح المسلح كحق تكفله الأممالمتحدة للشعوب المستعمرة للدفاع عن حقوقها المشروعة لتقرير المصير والإستقلال". وأكد الرئيس الصحراوي في هذا الصدد "أن رد الشعب الصحراوي كان صارما وحاسما رافضا لسياسات الأمر الواقع ومصرا على انتزاع حقوقه المغتصبة ودحر الغزاة الدخلاء" . وأشار الى أن " كل الأنشطة السياسية والإقتصادية والثقافية والرياضية التي تقوم بها المملكة المغربية في الأجزاء المحتلة في بلادنا بما في ذلك ما يسمى الإنتخابات أو فتح القنصليات ما هي إلا ممارسات استعمارية بقوة احتلال عسكري لا شرعي" ، منددا بانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان الصحراوي والنهب المكثف و الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية و معربا عن أسفه "على مرور الأمر بوجود الأممالمتحدة ممثلة في بعثتها لتنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية 'المينورسو''. وقال السيد غالي "آن الأوان لكي يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته"، مبرزا في نفس الوقت "أنه ليس هناك أي غموض فيما يخص قضية الصحراء الغربية وحقوق شعبها" وينبغي - كما أضاف - "التوقف عن الكيل بمكيالين واستعمال المعايير المزدوجة، فالظلم ظلم والإحتلال إحتلال والحق حق والقانون قانون وحقوق الإنسان والشعوب واحدة دون تمييز في أي نقطة من العالم" . ودعا الرئيس الصحراوي في هذا السياق مجددا الإتحاد الأوروبي إلى "التقيد بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الأوروبي والإمتناع عن توقيع أي اتفاق مع المملكة المغربية، سواء ما تعلق منه بأراضي أو مياه أو أجواء الصحراء الغربية المحتلة" . وأضاف في السياق ذاته أيضا " أنه حان الوقت لفرنسا والإتحاد الأوروبي عامة أن يكون فاعلا مؤثرا لحل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية في إطار الشرعية الدولية منسجم مع مصالح وطموحات شعوب أوروبا وشعوب المنطقة بما يخدم السلم والأمن والرقي والإزدهار". وأعرب السيد غالي عن أسفه "للموقف المخجل لرئيس الحكومة الإسبانية الذي يؤيد فيه سياسة التوسع والعدوان التي تنتهجها دولة الإحتلال المغربي في الصحراء الغربية وفي كامل المنطقة". وأشار السيد غالي في الأخير أن الشعب الصحراوي يحتفل هذه الأيام باليوم الوطني للخيمة بكل ما تحمله من دلالات الوحدة والإجماع ومن قيم الكرم والنخوة والشهامة ومن معاني المقاومة والصمود عبر تاريخ الشعب الصحراوي عامة ولكن بشكل خاص منذ 10 أكتوبر 2010 حين نصبت أول خيمة في مخيم إكديم إزيك الذي جسد - كما أكد الرئيس الصحراوي "واحدة من أروع صور التحدي والرفض الأبدي القاطع من طرف كل الصحراويين لواقع الإحتلال المغربي الجاثم على ترابهم الوطني" . وتتواصل الإحتفالات بالذكرى أل 47 للوحدة الوطنية الصحراوية التي تحمل هذه السنة شعار "لننه الإستعمار من الصحراء الغربية'' بتنظيم عدة أنشطة احتفالية من بينها المهرجان الجهوي للثقافة والفنون الشعبية ومهرجان السينما في طبعته أل 17 الذي ستنطلق فعالياته سهرة هذا الأربعاء بمشاركة أجنبية واسعة.