تعقد وزارة الفلاحة والتنمية الريفية هذه الأيام لقاء طارئا مع الأطراف المعنية بتموين السوق باللحوم الحمراء، من بينهم ممثلو المربين، لبحث الإجراءات الاستعجالية الواجب اتخاذها لإعادة تنظيم السوق، وضمان استقرار الأسعار خلال مدة لن تتجاوز الشهر. كشف رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين عزاوي جيلالي في تصريح «للنصر» عن اجتماع طارئ سيعقد قريبا على مستوى وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بحضور مسؤولين في ذات الهيئة، وكذا الجهات المعنية بتنظيم سوق اللحوم الحمراء، من بينهم ممثلون عن المربين والديوان الوطني لأغذية الأنعام، وسيخصص اللقاء لبحث الإجراءات الكفيلة بمعالجة قضية ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، الذي وصل لأول مرة إلى 2000 دج للكيلوغر ام. وأفاد المتدخل بأن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ستشرع أيضا في إحصاء الثروة الحيوانية، وكذا المربين الفعليين قصد تطهير هذا النشاط من الدخلاء والمضاربين الذين يعمدون حسبه إلى رفع الأسعار إلى مستويات خيالية، لصالح التشجيع على الاستيراد، مؤكدا بأن المنتجين الحقيقيين ليس لديهم أي علاقة بالتهاب أسعار اللحوم الحمراء، لأن ذلك لا يخدم مصلحتهم. وستتوج عملية الإحصاء بتحديد قائمة المربين الذين سيستفيدون من دعم الدولة فيما يخص أسعار الأعلاف، وكذا من الإجراءات التسهيلية التي أعلن عنها مؤخرا الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان أمام أعضاء مجلس الأمة، بخصوص تقريب نقاط بيع الأعلاف من المناطق المعروفة بطابعها الفلاحي. وتوقع رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين عزاوي جيلالي بأن تعود أسعار اللحوم الحمراء إلى مستوياتها العادية التي ظلت عليها خلال 10 سنوات، في غضون شهر كأقصى تقدير، بفضل الإجراءات العملية التي تعتزم وزارة الفلاحة القيام بها بتوجيهات من السلطات العليا، على أن تستقر ما بين 800 دج و1200 دج للكيلوغرام، تحسبا لشهر رمضان المقبل. وأرجع المصدر الوضعية التي تشهدها سوق اللحوم الحمراء إلى ما وصفه بالمضاربة المنظمة التي فرضت منطقها على أرض الواقع، من أجل فتح المجال الواسع أمام الاستيراد على حساب الإنتاج الوطني، مضيفا بأن التهاب الأسعار بدأ يظهر بوضوح خلال إحياء مناسبة عيد الأضحى، بعد أن قفزت أسعار الأضاحي إلى مستويات عالية. وأكد ممثل الموالين بأن الإجراءات التي ستتخذها الدولة عن طريق وزارة الفلاحة ستخدم المصلحة العامة، وأن الاتفاق الثلاثي الذي يربط ما بين الجزائرية للحوم الحمراء «ألفيار» والمربين وكذا الديوان الوطني لأغذية الأنعام، يعد الإطار المناسب لتنظيم سوق اللحوم الحمراء. وينص الاتفاق الثلاثي على استفادة الموالين من دعم فيما يخص أسعار الأعلاف مقابل تموين مؤسسة «ألفيار» بنسبة محددة من الإنتاج، لتتولى بدورها تموين الأسواق باللحوم الحمراء بأسعار معقولة وفي متناول عامة المستهلكين، مما يقطع المجال أمام المضاربين الذين يستغلون مختلف المناسبات لزعزعة السوق. وتوقع السيد عزاوي أن تحقق هذه الثلاثية الأهداف التي أنشئت لأجلها في غضون ثلاث سنوات المقبلة، قائلا إنها ما تزال في مراحلها الأولى ومع ذلك حققت نتائج جد إيجابية رغم ما تواجهه من مصاعب بسبب المضاربة بالأسعار، مؤكدا بأن التحاق الموالين بالثلاثية سيزداد بفضل ما تقوم به من جهود لضمان الحماية للموالين وتمكينهم من دعم الدولة. ورفض المصدر اتهام المربين الفعليين برفع أسعار اللحوم الحمراء، لأن دور الموالين يقتصر على توفير الإنتاج وطرحه في السوق وفق الأسعار المتداولة، وأن أي زيادة تؤثر على الاستهلاك وعلى نشاط المربين، الذي قد يتراجع بسبب حالة الركود.