صنعت شركة "ريجينا ديتيتيك" " قبل يومين، الحدث خلال الصالون الدولي للفلاحة والمواد الغذائية والتغليف بقسنطينة، حيث عرضت في رواقها الخاص مجموعة كبيرة من المنتجات الخاصة بالحمية بدون غلوتين وبدون سكر، إلى جانب تشكيلة متنوعة من الأغذية الموجهة لمرضى السيلياك، لتوسع من دائرة الأطعمة التي يمكن لهؤلاء المرضى استهلاكها بعكس ما كان سابقا، ويعود هذا التنوع حسب مسؤول الإنتاج شعيب بوصبوعة، إلى تطور خط إنتاج الشركة. ممثل المؤسسة، قال في حديث للنصر بأن فكرة إنشاء مؤسسة "ريجينا ديتيتيك" جاءت بناء على رغبة في مساعدة الأشخاص الذين يُعانون من مرض اعتلال الأمعاء والحساسية للغلوتين أو ما يُعرف بمرض "السيلياك" بالدرجة الأولى، لأن حياتهم صعبة ويتهددها الخطر دائما في حال لم يتبعوا نظاما غذائيا خاليا من الغلوتين، لذلك كانت البداية بتوفير بعض المنتجات الأساسية ليتوسع الإنتاج لاحقا ويشمل تشكيلة متنوعة من مختلف الأطعمة والمكونات الأساسية لتحضير كل الوجبات الممكنة بطريقة صحية و مفيدة، خاصة أن "السيلياك" يصيب المناعة الذاتية فيهاجم الجسم نفسه آليا، ويضر الأمعاء الدقيقة عند تناول الأطعمة والمنتجات التي تحتوي على الغلوتين، وهو بروتين موجود في معظم الحبوب كالقمح والشعير، يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة على مستوى الجهاز الهضمي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشكلة عدم تحمل الغلوتين أو مرض الحساسية للغلوتين. وأوضح المتحدث، أن "ريجينا ديتيتيك" هي مؤسسة جزائرية خاصة، كانت سباقة إلى صناعة المواد الغذائية الخالية من الغلوتين، منذ سنة 2008. وأضاف أن حس المسؤولية الاجتماعية تجاه مرضى "السيلياك" جعل القائمين على المشروع يعملون على التنويع في المنتجات للسماح لهؤلاء المرضى بتحضير وصفات ومأكولات مختلفة ولذيذة مثلهم مثل أي شخص عادي. ولأن الثقافة الغذائية عند الفرد الجزائري لا تخلو من الحبوب كالقمح والشعير والمعجنات، قامت الشركة بطرح عدة منتوجات في السوق الجزائرية تتماشى مع ما يجب أن يأكله مريض "السيلياك" كي لا يضر بحميته الصحية، ويستمتع بالمقابل بكل ما لذ من أطعمة، حيث أنتجت "ريجينا" دقيقا أبيض خاصا بصناعة الخبز والبيتزا والحلويات، بالإضافة إلى الكثير من المنتجات التقليدية كالفريك والكسكس وكذا منتجات التحلية كالحلويات والكوكيز والفلان والشوكولاتة والحليب. وتعمل المؤسسة حاليا، على توسيع مشروعها من خلال طرح منتوجات أخرى، وذلك من خلال تقديم أطعمة جاهزة للاستهلاك تباع مباشرة في السوق كالخبز والكسرة والحلويات الجافة والمادلان والكيك والمعكرونة بمختلف أنواعها، بأسعار معقولة وفي متناول الجميع، وذلك في ظل عدم تصنيف مرض الحساسية للغلوتين، ضمن الأمراض المزمنة، وكذا غلاء المواد الأولية لصناعة الأطعمة الخالية من الغلوتين، نظرا لقلة عدد المصابين بهذا المرض المرتبط بالجهاز الهضمي، ولجهل الكثيرين لطبيعته. وأشار السيد بوصبوعة في ذات السياق، إلى أن مشروع الشركة لتنويع منتجاتها، ليس ربحيا بالدرجة الأولى، بل يهدف أيضا إلى التركيز أكثر على تحقيق القيمة الغذائية العالية للمستهلك، من خلال توفير منتجات ذات جودة، خاصة أن زبائن المؤسسة لا يقتصرون على مرضى الحساسية للغلوتين والسكر، بل توجه "ريجينا ديتيتيك" منتجاتها إلى فئات أكبر حاليا، من خلال مخطط لتوسيع مجال التسويق يشمل الأشخاص الأصحاء الذين يعتمدون حميات غذائية خالية من الغلوتين، ومن يرغبون في تجربة هذه المنتجات بدافع الفضول، وهي شريحة بينت اهتمامها خلال فعاليات الصالون، حيث عرف جناح الشركة إقبالا كبيرا من مواطنين اغتنموا الفرصة لتذوق وابتياع بعض الحلويات الجافة، ومنهم من قال لنا، بأنهم أدخلوا بعض الأطعمة الخالية من الغلوتين في نظامهم الغذائي مؤخرا بدافع الحفاظ على الصحة، حيث أوضحت سيدة تحدثنا إليها، بأن الذوق مختلف لكنه مقبول جدا، ولذلك فقد تعودت عليه، لدرجة أنها عوضت الحلويات العادية بحلويات من هذا النوع، لقناعتها بأن الحفاظ على الصحة يقتضي إعطاء الراحة للجهاز الهضمي من خلال إتباع نظام غذائي خال من الغلوتين بين الحين والآخر. وقال لنا مواطنون آخرون، بأنهم يتبعون حمية الغلوتين ويستهلكون هذه المنتجات بغرض الحفاظ على الوزن، إذ إن تجنبهم للغلوتين يساعدهم على النحافة والتخلص من الدهون، فالغلوتين حسبهم، لا يتسبب في زيادة الوزن على عكس القمح العادي والفرينة البيضاء والحبوب، والمميز في هذا النوع من المنتجات هو أنه يجنبهم الحرمان، إذ يمكن بفضله تناول وتحضير الكثير من الأطعمة والحلويات دون الخوف من زيادة الوزن. كما عرف المعرض مشاركة مجموعة من طلبة معهد التغذية والتغذي والصناعات الغذائية، حيث قدّموا مشاريع صغيرة لزوار الصالون، تمثلت في مواد صحية يصعب إيجادها في السوق الجزائرية، على رأسها الشيبس والكوكيز والكسرة و رقائق الحليب والخبز، الخالية من الغلوتين، وقال الطلبة إن مشاركتهم في هذه الطبعة، فرصة كبيرة للاحتكاك بأصحاب المجال والاطلاع على آخر مستجدات الصناعات الغذائية، والاستفادة من خبرات المؤسسات عن طريق طلب التكوين، الذي سيسهم في إنجاح مشاريعهم الخاصة مستقبلا.