باحثون في التغذية يقدمون وصفات لأطباق تقليدية خالية من الغلوتين أيام العيد أكد باحثون وطلبة من معهد التغذية بقسنطينة أن المصانع الغذائية لا تستعين بالأبحاث التي يجسدها المختصون رغم أهميتها مؤكدين توّصل الباحثين إلى نتائج جيّدة فيما يتعلّق بالأطعمة الخالية من الغلوتين لمساعدة المصابين بداء السيلياك الذي يعد أحد أمراض فرط الحساسية التي قد تصيب الأمعاء الدقيقة، بسبب عدم تحملها لمادة الغلوتين المتواجد في القمح، و بالأخص المواد التي تدخل في إعداد الأطباق و الحلويات التقليدية التي يحرمون منها عادة في الأعياد و المناسبات العديدة. و ذكر المختصون أنهم توّصلوا إلى توسيع قائمة الحبوب كالذرة و الأرز في إعداد الكثير من الوصفات الغذائية الآمنة لمريض السيلياك و التي من شأن ربات البيوت استغلالها لإرضاء أبنائها الذين يعانون من الأعراض الخطيرة لهذا المرض و الذين حرموا من الوجبات و الأطباق الشهية التي تدخل الحبوب كمادة أساسية في عملية تحضيرها و بالأخص الأطباق التقليدية المركبة عموما من السميد. و قال أحد المشاركين في معرض نظم بمناسبة اليوم العالمي للتغذية و المرأة الريفية و الذي احتضنته قسنطينة نهاية الأسبوع الماضي، بأن الكثيرين يدفعون أموالا طائلة من أجل شراء منتجات و مواد غذائية مستوردة غالية الثمن حتى لا يحرموا صغارهم من بعض الأطعمة اللذيذة أو الحلويات، مشيرا إلى قدرة ربات البيوت على مساعدة الأبناء المصابين بداء السيلياك من خلال استغلال الدراسات الكثيرة التي حققها طلبة المعهد و الباحثين في هذا المجال لما توّصلت إليه من نتائج مرضية تبعث على التفاؤل قاموا بنشرها عبر عدد من المجلات العلمية حسبه. و أكد بعض من تحدثنا إليهم بالجناح الخاص بمعهد التغذية و التغذي بأنهم تمكنوا بفضل الدراسات و التجارب العديدة المنجزة من اكتشاف طرق غذائية لتقليل نسبة الغلوتين في الطعام بشكل مثير للاهتمام يمكن لمنتجي المواد الغذائية المصنّعة، الاستفادة منها لمساعدة مرضى الحساسية لمادة الغلوتين. و أشاروا بأن نتائج الأبحاث نالت إعجاب المختصين في مختلف المعارض و التظاهرات العلمية التي شاركوا فيها. و قال المشرف على ذات الجناح بأن رغبتهم في مساعدة مرضى السيلياك بالجزائر من الدوافع الرئيسية التي حفزتهم على البحث في هذا المجال خاصة بعد تسجيلهم لتساؤلات و انشغالات الأمهات و الأولياء عموما و حيرتهم بخصوص كيفية التعامل مع أطفالهم المرضى و تنويع طعامهم حتى لا يشعروا بالحرمان و عقدة الخوف من آثار و أعراض تناولهم الأطعمة المحتوية على مادة الغلوتين. و أكد أن الكثير من أطروحات الماجستير تناولت هذا الموضوع كمحور بحث لأهميته. و تمكن الباحثون من وضع قائمة متنوعة للأطعمة التي قد يشتهيها مريض السيلياك كحلويات العيد و ذلك من خلال اقتراح مكونات أخرى بدل السميد لإعداد الحلويات التقليدية دون تغيير نكهتها أو طعمها و ذلك من خلال دراسة القدرة التكنولوجية لمختلف خلطات الطحين كطحين الأرز و البقول الجافة في صنع طحين الأطفال خالي من الغلوتين . و من بين تلك المكونات التي لجأوا إليها طحين الأرز الفول البزلاء و الحمص و غيرها من الحبوب التي تمكنوا بفضل عمليات تحسين من جعلها أحد مكونات المقرود أو أي حلوى تقليدية قد يشتهيها المريض خلال أيام العيد و غيره من المناسبات التي تزّين فيها الموائد بشتى أنواع المأكولات و الحلويات التقليدية. و انتقد الباحثون عدم استغلال الأبحاث و الدراسات العلمية المحققة من قبل جامعة قسنطينة و بقائها حبيسة الأدراج، إشارة إلى عدم استعانة أصحاب المصانع و منتجي المواد الغذائية المصنّعة لنتائج الدراسات رغم أهميتها و تقديمها لحلول أقل تكلفة من تلك التي يعتمدونها كشرائهم للآلات المستوردة. و أكدوا بأنهم قدموا عدة وصفات للأطعمة و الحلويات التقليدية و نشروها في عدد من المجلات العلمية الجامعية و غير الجامعية لتمكين الراغبين في استغلالها من تنويع أطعمة أبنائهم و إهدائهم أطباقا لا تختلف عن تلك التي يأكل منها باقي أفراد العائلة و بالأخص أيام العيد. و للتذكير تظهر أعراض داء السيلياك عند تناول المريض منتجات القمح، ومن أهمها الإسهال والانتفاخ المرفق بآلام في البطن والشعور بالتعب والإعياء، أما على المدى البعيد فقد يسبب المرض بطء في نمو الطفل المصاب بالإضافة إلى هشاشة العظام. و يبقى العلاج الوحيد للمريض التزامه بالحمية الغذائية الخالية من الغلوتين. و حذّر المختصون من الأغذية المعلّبة لاحتوائها على مادة الغلوتين، و نصحوا بضرورة قراءة محتويات جميع الأطعمة قبل شرائها.