حليلوزيتش أفادنا بخبرته ونادم على عدم ذهابي إلى مونديال 2006 - اعتبر متوسط ميدان المنتخب الوطني مهدي لحسن مستوى الخضر تدهور كثيرا بعد مونديال جنوب إفريقيا 2010، معربا عن تأسفه لعدم مشاركته في دورة 2006 رغم استدعائه. وكانت أمامه خيارات عديدة عند التفكير في اللعب للمنتخب الوطني. فوالده جزائري وأمه إيطالية ، وهو مولود في باريس. لكن لحسن لم يتردد إطلاقا وهو يتخذ قراره باختيار الألوان الجزائرية. وقد شرح ذلك لموقع «فيفا كوم» بقوله:» كنت أعرف منذ البداية أني لن أتمكن من اللعب لفرنسا لأني كنت لا أزال ألعب في الدرجة الثانية وأنا في سن العشرين وكان ذلك صعبا بالنظر إلى مستوى لاعبي المنتخب الفرنسي في ذلك الوقت. وعندما سنحت لي فرصة الحصول على جواز سفر جزائري لم أتردد. والشيء الوحيد الذي يؤلمني فيما يتعلق انطلاق مشواري الدولي هو غيابي عن نسخة 2006، حيث تم استدعائي ولم أذهب. وأنا نادم على عدم الذهاب آنذاك». وفي سياق حديثه، تساءل الدولي الجزائري عن سر ودوافع تراجع مستوى الأفناك منذ مشاركتهم في كاس العالم 2010، معلقا على ذلك بقوله: «أعتقد أن السر يكمن في المباراة الأولى التي لعبناها بعد بطولة العالم على أرضنا ضد الجابون والتي خسرناها 1-2. كانت ضربة قوية وتركت أثرها. بعد ذلك تعرضنا لصدمة شديدة أخرى أمام المغرب، حيث خسرنا 0-4. وتلك المباراة تشبه مباراة بين برشلونة وريال مدريد! كانت صعبة جدا». ويشعر كل من يحاول معرفة المسيرة الكروية لمتوسط ميدان المنتخب الوطني مهدي لحسن أن هناك فصولا ناقصة في القصة. فهو لاعب اعتبره موقع الفيفا نزل دون سابق إنذار على ملاعب الدوري الأسباني الممتاز قادما من دوري الدرجة الثانية الفرنسي. وانطلق ليخوض منافسات مونديال 2010، بعد مرور خمسة أشهر فقط على انضمامه لأول مرة لصفوف المنتخب الجزائري. ويقر لاعب نادي خيتافي أنه جاء صدفة للدوري الإسباني الذي كان يمثل حلما بالنسبة له قائلا: «جئت إلى هنا بالصدفة. كنت ألعب في نادي فالنس، وفي 2005 حصلنا على لقب الوصيف في دوري الدرجة الثالثة الفرنسي، فصعدنا إلى الدرجة الثانية، لكننا واجهنا مشكلات في الحصول على مستحقاتنا. حيث قضينا 4 أشهر دون أن نتقاضى هذه المستحقات، وفي فرنسا، طبقا للقانون، يستطيع اللاعب أن يفسخ عقده في تلك الحالة. في ذلك الوقت أراد ديمتري بيترمان شراء فالنس. لا أعرف لماذا، ولكنه لم يفعل ذلك في النهاية، غير أنه تعاقد معي لكي ألعب لنادي ألافيس. ودون اختبار أو أي شيء من هذا القبيل عرض علي عقدا مدته ثلاث سنوات». وحسب فيفا كوم، فإن لحسن كان محظوظا حقا بهذه الفرصة؛ إذ فُرضت عقوبة على نادي فالنس قبل أيام قليلة من بدء الموسم الجديد في فرنسا ولم يتمكن من المشاركة في المسابقة. وهو ما علق عليه بصراحة كبيرة: «أصبح على كل من هؤلاء اللاعبين أن ينجو بنفسه، فذهب بعضهم إلى أندية في دوري الدرجة الثالثة، وترك بعضهم كرة القدم، لقد كنت أنا محظوظا جدا». لكن قصة وسط ميدان ثعالب الصحراء لا تدور حول الحظ فقط. فقد استطاع هذا الموهوب أن يغذي في نظر نفس الموقع مسيرته كلاعب وبعد ثلاث سنوات مع ألافيس، قفز إلى راسينغ سانتندير قبل أن ينضم في 2011 إلى نادي خيتافي. وعن الوقت الذي قضاه حتى الآن في فريقه المدريدي الجديد يقول: «بدأنا الموسم بشكل سيء، حيث كنا نحتل المرتبة الأخيرة، لكننا بعد أن كنا في القاع استطعنا أن ننطلق انطلاقة جيدة، وتسير أمورنا الآن على ما يرام. فريقنا قادر على أن يكون من العشرة الأوائل. وعلى المستوى الشخصي، أشعر بالسعادة لأني ألعب كثيرا، وأشعر بالرضا عن أدائي، وإن كنت أعرف أن بوسعي تقديم المزيد». وليست المشاركة في جنوب أفريقيا 2010 هي الذكرى الطيبة الوحيدة مع الفريق الوطني، حيث أن لحسن يستمتع بكل لقاء له مع رفاقه من محاربي الصحراء. ويؤكد قائلا «لقد استقبلوني استقبالا رائعا منذ اليوم الأول. ورغم أننا خسرنا في مباراتي الأولى 0-3 في ملعبنا على يد صربيا، فقد أعجبني كثيرا الجو في الملعب، والجمهور. فإخلاصه يحفزني كثيرا». لكن مع ذلك، ظل لحسن واثقا أن العمل يسير في الاتجاه الصحيح تحت قيادة مدرب المنتخب الجديد البوسني وحيد حليلوزيتش، الذي تقلد منصبه منذ عام تقريبا. ويحلل اللاعب الشاب الوضع فيقول: «لقد أفادنا حليلوزيتش بخبرته التكتيكية. فنحن لدينا لاعبون ممتازون يشاركون في كبرى دوريات أوروبا، وأعتقد أن ما كان ينقصنا منذ فترة هو تحسين الجانب التكتيكي». وتؤكد النتائج ذلك الشعور بالتحسن؛ فبعد التعادل في أولى مباريات المدرب الجديد ضد تنزانيا في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، حقق المنتخب ثلاثة انتصارات متتالية (أمام جمهورية أفريقيا الوسطى وتونس وجامبيا). ولذلك يقول لحسن «أعتقد أن فريقنا قادر على الوصول إلى كأس أمم أفريقيا 2013 وإلى البرازيل 2014». وبالإضافة إلى كل هذا، يرى أن خيتافي لديه الإمكانيات اللازمة للوصول في العام المقبل إلى المنافسات الأوروبية، لكن وجوده في مدريد يجعله يفكر أيضا في شيء آخر بشغف، شيء يتحدث عنه بعينين لامعتين: «كان مثلي الأعلى منذ صغري هو زيدان. وقد لعبت ضده وعندي قميصه، وهذا وحده يمثل لي الكثيرا. لكني لم أتحدث معه أبدا. والآن ونحن نعيش في نفس المدينة آمال أن أنال هذه الفرصة». من جهة أخرى، لا يستبعد لحسن تغيير الأجواء والعودة إلى الدوري الفرنسي، شريطة أن يتم ذلك من الباب العريض من خلال حصوله على عرض ذهبي ومميز، في إشارة إلى الجانب المالي وحجم وسمعة الفريق الراغب في انتدابه ولو أنه لا يخطط لمغادرة أسبانيا قريبا:»في يومنا هذا إذا جاءني عرض للعودة إلى فرنسا، لن أرفضه. لكن إذا حدث ذلك يجب أن يكون العرض مغريا جدا! لأن مستوى الحياة هنا لا يمكن أن نجده في فرنسا إلا في أماكن قليلة جدا. كما أني لا أريد أن أربك حياة بناتي بتغيير مفاجئ. لقد أرهقني التكيف في العام الأول، لكني الآن سعيد جدا في أسبانيا وأريد البقاء هنا بعد أن أعتزل».