سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، عقوبة الإعدام في حق شاب اتُهم بقتل جاره بطعنات خنجر وآخر بقتل جده بلكمات. القضية الأولى اتهم فيها (ع.ح) 39 سنة بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والتمس فيها ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة الإعدام، وهي العقوبة التي نطقت بها المحكمة مع إلزامها المتهم بتعويض الأطراف المدنية بمبالغ مالية تصل إجمالا ل360 مليون سنتيم. وترجع وقائع القضية للسابع من شهر سبتمبر من السنة الماضية، عندما دخل شقيق المتهم في ملاسنات مع الضحية المدعو (ح.س) وسط مدينة مسكيانة، بسبب صوت المذياع المرتفع الذي كان بحوزة شقيق المتهم، هذا الأخير الذي لم يتقبل قيام الضحية بتوجيهه انتقادات لشقيقه، ما جعله يستل سيفا تقليدي الصنع، ويوجه طعنات لجاره، الذي سارع بالفرار وهو ينزف دما، باتجاه عناصر الشرطة بأمن دائرة مسكيانة. وبحسب ملف القضية، فإن المتهم بقي مصرا على طعن الضحية وقام بمطاردته، وهو يحمل خنجرا ومفك براغ وعصا خشبية، ولما اقترب منه مجددا، وجه له عدة ضربات بالعصا، الأمر الذي جعل الضحية يسقط مغشيا عليه، لينقله بعدها بعض المواطنين على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بالمستشفى المحلي محمد بوحفص، أين لفظ أنفاسه الأخيرة، متأثرا بالإصابات الحرجة التي تعرض لها. وأثبت تقرير الطبيب الشرعي، تعرض الضحية لطعنات في الصدر بجهة القلب، الأمر الذي تسبب في صدمة نزيفية، واعترف المتهم خلال جميع مراحل التحقيق وكذا خلال امتثاله أمام هيئة المحكمة، بدخوله في مشاجرة عنيفة مع الضحية، وحسبه، فالأخير هو من بادر للاعتداء عليه بسلاح أبيض، أين قام بنزعه منه ليسقط عليه بعدها، مصابا بجروح خطيرة، وذكر ممثل النيابة العامة في مرافعته بأن الجريمة خطيرة وهي كاملة الأركان، في ظل ترصد الجاني للضحية وإصراره على إزهاق روحه، بعد طعنه وقيامه بمطاردته وهو ينزف دما، دون أن يفكر في تقديم يد المساعدة له. كما فصلت هيئة المحكمة في قضية ثانية توبع فيها (غ.أ) 33 سنة، بجناية القتل العمدي لأحد الأصول وهو جده، أين أيدت التماسات النيابة العامة التي طالبت بتسليط عقوبة الإعدام، في قضية ترجع لمنتصف شهر جوان من السنة الماضية، عندما تعرض الكهل المدعو (د.ح) 87 سنة للضرب المبرح، من طرف مجهولين تبين بأنهم لاذوا بالفرار، غير أن ابن الضحية انطلق في البحث عن المعتدين في محيط سكن والده بحي 500 سكن بعين فكرون، ليجد المتهم الذي أخطره بأنه شاهد مجموعة شبان تغادر سكن جده، في محاولة لإيهام خاله بأنه ليس الفاعل. الضحية الذي ساءت حاله قبل نقله للمستشفى الجامعي بقسنطينة، تلفظ باسم من اعتدى عليه، أين أكد بوضوح بأن حفيده هو من اعتدى عليه بالضرب المبرح، ولاذ بالفرار، لتنجح مصالح الأمن في القبض عليه بعد 5 أيام من البحث والتحري، وعند مشاهدته الشرطة حاول الفرار، ليعترف عند التحقيق الأولي وكذا أمام الجهات القضائية، بضرب جده والفرار نحو سكنات في طور الإنجاز بحي بوعافية، ثم باتجاه مقبرة دوار العولمة بمشتة جلاب، أين يتواجد بها منزل والده الذي انفصل عن والدته، واتضح بأن المتهم سبق له وأن هدد بهدم منزل جده بسبب خلافات عائلية قبل سنتين. وعاد المتهم لينكر أمام هيئة المحكمة الجرم المنسوب إليه، مصرحا بأن خاله هو من ألصق فيه التهمة، لأنه كان يبحث عن وسيلة لبيع سكن جده، مؤكدا بأنه لم يفكر يوما في قتل جده الذي قام بتربيته بعد انفصال والديه سنة 1993، مشيرا إلى أنه يوم الحادثة، وجد أطفالا بالحي الذي يقطنه جده، وأعلموه بأن خاله يبحث عنه، فانتظره في مقهى الحي ثم توجه بحثا عنه، وعندما التقيا أعلمه بأن الضحية تعرض للضرب والسرقة من طرف مجهولين، مضيفا بأنه توجه حينها لمحيط مقبرة حي بوعافية بحثا عن المعتدين. وعن سبب محاولته الفرار من قبضة رجال الشرطة، صرح المتهم بأنه متورط في مخالفة مرورية لذلك كان بصدد الهروب.