سجلت بلدية قسنطينة، في مشروع ميزانيتها الأولية عجزا ماليا بأكثر من 75 مليار سنتيم ما اضطرها إلى اقتطاع ثلاثة أشهر من أجور الموظفين، وكذا إدراج تحفظات مالية في النفقات الإجبارية من الدرجة الثانية، ويتعلق الأمر بعقد رفع النفايات والكنس المسند لمؤسسة «سوبت»، وهو ما أثار انتقاد منتخبين طالبوا بضرورة الدفع بملف الممتلكات المتعثر، فيما خصص أزيد من 23 مليارا لميزانية التجهيز التي رصدت لإنجاز مشاريع تنموية. وصادق، مساء أمس الأول، منتخبو المجلس الشعبي البلدي بالإجماع، على مشروع الميزانية الأولية للعام المقبل، حيث سجلت عجزا ماليا فاق75 مليار سنتيم، وهو ما تسبب في انتقادات وسط الأعضاء الحاضرين، حيث قال المنتخب مسعي عبد الغني إن العجز كبير ولا يعقل ألا تتجاوز مساهمة إيرادات الممتلكات نسبة 13 بالمئة ضمن مشروع الميزانية، مؤكدا أهمية تحسين المداخيل، متحدثا عن دراسة أنجزت من طرف لجنة وقدرت، وفقه، بأن المداخيل من اللوحات المهنية تقدر بأزيد من 21 مليار سنتيم. وما تزال بلدية قسنطينة، رغم توفرها على عدد كبير من الممتلكات، تستعين بإعانات الدولة، حيث استفادت من أزيد من 42 مليار سنتيم، لصيانة وحراسة المدارس الابتدائية فضلا عن تكاليف إدماج المستفيدين من الإدماج المهني والتكفل بالزيادة في الأجور والإطعام المدرسي، فيما تقدر إيرادات الممتلكات بأزيد من 46 مليار سنتيم. وأخذت أجور المستخدمين حصة الأسد، إذ تقدر بأزيد من مائتي مليار سنتيم، في حين بلغت تكلفة نفقات جمع النفايات والكنس، أزيد من 61 مليار سنتيم، في حين أن نفقات صيانة الإنارة العمومية والمقابر بلغت 14 مليار سنتيم، لتلجأ البلدية إلى اقتطاع ثلاثة أشهر من أجور العمال بغلاف مالي يتعدى 51 مليارا فضلا عن تخفيض صفقة شركة «سوبت» المكلفة بجمع النفايات والكنس، من خلال اقتطاع 24 مليارا، علما أن هذه الاقتطاعات سيتم تسويتها ضمن مشروع الميزانية الإضافية. وانتقد المنتخب بلعارم حسني، الاقتطاع من أجور الموظفين، حيث قال إنه كان من الممكن أن يتم الاقتطاع من أبواب أخرى، حيث أن الموظفين لم يتحصلوا على أجورهم منذ العام الماضي بعد أن تم القيام بذات الإجراء في الميزانية الماضية، إذ كان من المفترض، حسبه، أن يتحصلوا على أجورهم قبل نهاية الشهر الجاري، ناهيك عن عدم الأخذ بالاعتبار الزيادات المالية المبرمجة في الأجور ابتداء من العام المقبل. و وصف، نائب رئيس البلدية المكلف بالممتلكات، شريف بزاز، ملف الممتلكات بالثقيل، حيث قال إن المديرية تبذل مجهودات جبارة لحل المشاكل المسجلة، وأضاف أنه وفي كل معالجة لأي ملف تظهر اختلالات ثقيلة، مؤكدا أن الموظفين يعملون على تسوية هذا الملف، مع تنظيم خرجات ميدانية لإحصاء اللوحات الإشهارية لتسوية الوضع، فيما أكد رئيس البلدية أن كل الاقتراحات مفتوحة لمناقشتها وذلك لتسوية وضعية الممتلكات. وخصص أزيد من 23 مليار سنتيم لميزانية التجهيز، حيث قال نائب رئيس البلدية المكلف بالإنجازات، لفوالة عبد الحيكم، إنه قد تم التكفل من خلاله بجل النقائص في مجال الصرف الصحي عبر جل الأحياء، فقد سجلت 15 دراسة لإنجاز شبكات صرف صحي للكثير من الأحياء وكذا المرافق من بينها سوقي فيرندو وبومزو، كما سيتم إنجاز مشاريع لتهيئة ساحة أحمد باي «لابريش» والتي خصص لها 900 مليون سنتيم، مع تخصيص غلاف مالي مماثل لتهيئة ودراسة حديقة سوسة، فضلا عن أزيد من 6 ملايير لترميم عشر مدارس ابتدائية وغيرها من المشاريع. وفي ختام الدورة، تلا المنتخب هوام حسان، نيابة عن سبعة منتخبين من تكتل الأحرار، والذين كانوا من بين أبرز المعارضين لرئيس البلدية منذ منتصف الشهر الفارط، بيانا ورد فيه أنه تقرر المصادقة على الميزانية لسنة 2023 وبعض المشاريع والنقاط المدرجة في جدول الأعمال مع تأجيل نقاط أخرى ليتم مناقشتها ودراستها مستقبلا من خلال تفعيل دور اللجان، وذلك مع اقتراب موعد بطولة «الشان» الذي يعد حدثا قاريا هاما، وحرصا على السير العادي للشؤون العامة ذات الصلة بالميزانية لسنة 2023، واستجابة لطلب الوالي لانعقاد دورة استثنائية وعملا بتوصياته الرامية إلى المساهمة في إنجاح الاستحقاقات القادمة ودفع عجلة التنمية. من جهته استحسن رئيس البلدية، شراف بن ساري، مصادقة المنتخبين على الميزانية والعديد من المشاريع التنموية، مؤكدا أن أبواب الحوار مفتوحة لجميع الأعضاء من مختلف التشكيلات السياسية، داعيا إلى ضرورة تكاثف الجهود خدمة للمصلحة العمومية.