دعا وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أمس الثلاثاء، إلى ضرورة تشجيع حاملي شهادة البكالوريا على التوجه إلى شعب الرياضيات لما لها من دور في التطور العلمي والتكنولوجي للبلاد، مؤكدا بأن الرهان على الرياضيات في بلوغ هذه الغاية، يتطلب إعداد أجيال متميزة تتمتع بعقول مبدعة ورؤى ثاقبة وأفكار خلاقة في ظل الصعوبات والتحديات التي يعرفها واقع التعليم وتعلم الرياضيات في مختلف المراحل التعليمية. وفي كلمة ألقاها خلال مراسم افتتاح يوم دراسي بمناسبة إحياء اليوم العالمي للرياضيات بالمدرسة الوطنية العليا للرياضيات، غربي الجزائر العاصمة، اعتبر بلعابد أنه بات من الضروري إعادة النظر في إعطاء الأولوية في توجيه حاملي شهادة البكالوريا لتخصص الرياضيات وتقني رياضيات بالجامعة، بهدف ترغيب التلاميذ لاختيار هذه الشعبة، مما يعزز – كما قال - توجه الاختيار الإرادي للتلاميذ لهاتين الشعبتين في التعليم الثانوي لما لها من تأثير فعال وإيجابي على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وأضاف ''إن الرهانات العلمية والتكنولوجية التي يتعين على بلادنا مواجهتها لمواكبة متطلبات العصر في هذا المجال، مرهونة برفع نوعية الأداء التي تقدمه المدرسة الجزائرية، وكذا ترقية التعليم العلمي والتكنولوجي، وتشجيع تعليم الرياضيات بمختلف فروعها"، مشيرا بهذا الخصوص إلى أن الصعوبات والتحديات التي يعرفها واقع تعليم وتعلم الرياضيات في بلادنا، على غرار باقي دول العالم، إلى جانب العزوف عن الاهتمام بدراستها والنفور منها من قبل المتمدرسين. وبعد أن أشار إلى أن هذه الانشغالات حظيت باهتمام كبير من قبل قطاعه الوزاري الذي قال أنه يسعى جاهدا إلى تشجيع الأفكار والمشاريع الجديدة التي من شأنها الرقي بتعلم وتعليم هذه المادة، أبرز بأن هذا الاهتمام يتجلى في تنظيم مسابقات تنافسية للتلاميذ من الأفواج التربوية بالمؤسسات التعليمية المختلفة، وتشجيع إنشاء نوادي الرياضيات قصد اكتشاف المواهب ورعايتها. من جهة أخرى أبرز ممثل الحكومة أهمية إنشاء المدرسة العليا للرياضيات والمدرسة العليا للذكاء الاصطناعي اللتان قال أنهما، ترجمتا إرادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في المضي قدما نحو ترقية الاختصاص العلمي والرياضيات على وجه الخصوص لتجسيد استراتيجية التوجه نحو الاقتصاد التكنولوجي والعلمي. وأكد في ذات الصدد بأن الدولة الجزائرية واعية تمام الوعي ومدركة تمام الإدراك ما هي أهمية الرياضيات وما هي أهمية التكنولوجيا وما هي أهمية استراتيجية التوجه نحو الاختصاص العلمي والتكنولوجي. بدوره أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين مرابي، أهمية الرياضيات في تجسيد أهداف التنمية المستدامة، مشددا على ضرورة منحها المكانة التي تستحقها في المنظومة الوطنية للتربية والتكوين المهني، مشيرا في هذا السياق إلى أن الأهمية الكبرى التي يوليها قطاعه لتدريس الرياضيات في البرامج الموجهة للمتربصين، خلال مسار التعليم المهني الذي قال أنه يعتمد على نفس المنهجية المتبعة في التربية الوطنية بالنسبة للمواد العلمية المدرسة، وهو اعتماد طريقة المقاربة بالكفاءات كوسيلة جديدة لتلقين المعلومات. كما أبرز من جهته الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الحكيم بن تليس، الدور الذي يلعبه تخصص الرياضيات في تنمية اقتصاد البلدان وتحسين الخدمات عبر إدراج أنظمة الرقمنة في معظم القطاعات، مشيرا إلى أن المهارات الرياضية تدخل في العديد من الوظائف والمهن، والإنشاءات. وفي كلمته أكد الأمين العام لوزارة الصناعة، صلاح الدين بلبريك، على ضرورة ترقية مادتي الرياضيات والتقني رياضيا، وقال بأن ذلك يعد ضرورة تفرضها التطورات التكنولوجية السريعة التي تواجهها المؤسسات الاقتصادية، مؤكدا دعم قطاع الصناعة كل مبادرة تهدف إلى تعزيز اقتصاد المعرفة داخل المؤسسة لإدماج وإتقان التكنولوجيات الحديثة. تجدر الإشارة إلى أنه قد تم خلال اليوم الدراسي الذي حضره المستشار لدى رئيس الجمهورية مكلف بشؤون التربية والتعليم العالي، نورالدين غوالي، تكريم التلاميذ المتفوقين في الأولمبياد الرياضية، الذين تحصلوا على عديد الميداليات والتتويجات كما تم بذات المناسبة تقديم مداخلات متخصصة، حول تعليم الرياضيات في الطورين المتوسط والثانوي، وكذا حول '' واقع البحث في الرياضيات بالجزائر ''، إلى جانب '' أهمية استعمال الرياضيات في التكوين المهني''.