فتح مدرب الاتحاد الرياضي السوفي رضا بن دريس قلبه للنصر، وكشف عن الأسباب التي جعلت فريقه يتصدر ترتيب بطولة القسم الثاني هواة، مؤكدا بأن فريقه والمنافس جمعية الخروب يستحقان الصعود، بالنظر إلى المشوار المقدم إلى غاية الآن. *في البداية، كلمة عن المشوار المحقق إلى غاية الآن؟ قبل كل شيء أود أن أشكركم على هذه الالتفاتة من جريدتكم الموقرة، خاصة وأننا نعاني نوعا من التهميش الإعلامي، وبمناسبة الشهر الفضيل أتمنى رمضان مبارك لجميع الأمة الإسلامية، وبالنسبة لمشوارنا إلى غاية الآن فهو إيجابي ويمكن وصفه بالاستثنائي بالنسبة للإتحاد السوفي على عكس كل التوقعات، لكون الفريق يلعب أول مواسمه في القسم الثاني، وهذا بفضل التضحيات والمجهودات المبذولة من طرف اللاعبين في التدريبات والمباريات الرسمية، إلى جانب الدور المهم للإدارة وعلى رأسها الرئيس يوسف صخري الذي وضعنا في أحسن الظروف، دون أن ننسى اللاعب رقم 12، وهم الأنصار الذين يعتبرون سندنا الدائم، والأهم هو البقاء على نفس المنوال. *ما سر عودتكم القوية في مرحلة العودة؟ أعتقد بأن العودة القوية، راجعة بالدرجة الأولى إلى الاستقرار الموجود في الفريق في هذه الفترة بالذات، على عكس مرحلة الذهاب التي عشنا فيها اضطرابات كبيرة في الفريق، أين كانت هناك إضرابات وأزمة مالية خانقة، ما جعل حوالي سبعة لاعبين يغادرون النادي، قبل أن تتغير الأمور مباشرة بعد نهاية الجزء الأول من الموسم، أين قمنا بتعديل الأوتار، سيما فيما يتعلق بالأمور التنظيمية والإدارية، وهو ما وضع المجموعة في ظروف جيدة، أين بات اللاعبون مركزون فقط على التدريبات والمباريات الرسمية، دون أن ننسى التدعيمات التي قمنا بها في فترة الانتقالات الشتوية، من خلال جلب ثلاثة لاعبين قدموا الإضافة المنتظرة منهم إلى غاية الآن، وكل هذه العوامل جعلت الفريق في الوضعية الحالية. نستحق رفقة جمعية الخروب الصعود *تعتبرون الفريق الأكثر تضررا من ناحية التنقلات وبعد المسافة، كيف تتعاملون مع ذلك؟ صحيح ملاحظة في محلها، نحن نعاني رفقة اتحاد ورقلة من مشكلة كثرة التنقلات، وربما فريقنا الأكثر تضررا، لأنه إلى غاية الآن خضنا حوالي 12 مباراة خارج الديار، كلها كانت عبر تنقلات برية باستخدام الحافلة، والتنقل الوحيد نستغرق فيه ما بين 10 إلى 12 ساعة، أين نضطر لمغادرة مدينة واد سوف ليلا، والوصول يكون في ساعة مبكرة من اليوم الموالي، ما أثر على اللاعبين، لكون غالبيتهم لا ينامون ليلة ما قبل اللقاء، ما يكون له انعكاس سلبي على الجانب البدني، ورغم كل هذا هناك نقطة إيجابية، تكمن في دخول اللاعبين أجواء التركيز للمباراة الرسمية 48 ساعة قبل موعدها، لأنه مباشرة بعد امتطاء الحافلة اللاعب يشرع في التحضير الذهني للموعد، وهو ما ساعدنا كطاقم فني، خاصة وأننا نسطر برنامجا خاصا لتسيير اللياقة البدنية للاعبين، بدليل أننا نعتبر أفضل فريق خارج الديار إلى غاية الآن، أين خضنا 12 لقاء، فزنا بخمسة وتعادلنا في خمسة، وانهزمنا في مناسبتين فقط، وعليه كما قلت لك التنقل مسافات طويلة فيه سلبيات وإيجابيات. *التنافس على تأشيرة الصعود انحصر بنسبة كبيرة بينكم وبين جمعية الخروب، أليس كذلك؟ صحيح نحن نحتل الصدارة وجمعية الخروب في المركز الثاني، لكن لا يمكن تجاهل كل من نادي التلاغمة ووفاق سور الغزلان، وهما فريقان قويان ونافسا منذ البداية على ورقة الصعود، إلى جانب إتحاد عنابة ومولودية قسنطينة، وبالنسبة لي الموك كانت مرشحة قوة للتنافس بشراسة على سباق الصعود، خاصة مع نهاية مرحلة الذهاب، عندما عادت بقوة ووصلت إلى المرتبة الثانية، قبل أن تتراجع نتائج الفريق، وكما قلت من في سؤالك، فإن التنافس الظفر بتأشيرة العبور إلى المحترف انحصر بيننا وبين جمعية الخروب، وهما ناديان يبصمان على مشوار أكثر من رائع، وأقولها من هذا المنبر أن الناديين يستحقان الصعود، وسنواصل العمل بنفس الجدية إلى آخر مباراة حتى تكون التأشيرة من نصيبنا. الكلمة الأخيرة تعود لصاحب النفس الطويل *أثبتت قدراتك التدريبية من قبل مع عديد الأندية، ألا ترى بأن إشرافك على الاتحاد السوفي من البداية، ساعدك على تجسيد أفكارك وطريقة عملك؟ بطبيعة الحال، الاستقرار عامل مهم، لقد بدأت العمل مع الإتحاد السوفي في فترة التحضيرات الصيفية، ما سمح لي بضبط برنامج تدريبي ممنهج، واختيار نوعية اللاعبين التي تتلاءم مع طريقة العمل، إضافة إلى الجانب المادي، وهي العوامل الثلاثة التي تساعد أي مدرب على النجاح، وفي الإتحاد السوفي وجدت الظروف مواتية، باستثناء الشق المادي الذي تعاني منه كل الفرق *تعتبر من بين المدربين الذين قدموا أوراق اعتمادهم بقوة، رغم أنك كنت على وشك وضع حد لمشوارك المهني في 2012 بسبب الظلم التحكيمي، لتتوج سنة بعد ذلك بكأس الجمهورية في صنف الأشبال، أليس كذلك ؟ (ضحك ثم واصل)..لقد عدت بي 10 سنوات أو أكثر إلى الوراء، بالضبط إلى المباراة الشهيرة، التي جمعت بين فريقي (أشبال وفاق سطيف) ووفاق المسيلة وتعرضنا يومها إلى ظلم تحكيمي كبير، كلفنا الإقصاء من منافسة الكأس الجمهورية في 2012، وهو ما جعلني أتأثر كثيرا خاصة وأنني شاهدت بأم عيني لاعبي الشبان يحرمون من حقهم، وفكرت في الانسحاب من الميدان، قبل أن أتراجع نزولا عند رغبة اللاعبين، أين رفعنا التحدي في السنة الموالية وتمكنا من الفوز بكأس الجزائر، التي كنا من المفترض أن نظفر بها في السنة التي قبلها. لهذا السبب نحن أفضل فريق خارج الديار *هل من كلمة أخيرة للجمهور السوفي الذي ينتظر منكم الكثير؟ جمهورنا يستحق كل التقدير، وهم سندنا الدائم في مبارياتنا داخل أو خارج الديار، وأقول لهم إننا سنعمل كل ما في وسعنا من أجل إسعادهم في نهاية الموسم، والاحتفال لما لا بصعود تاريخي إلى قسم الاحتراف، ولما لا الموسم القادم اللعب ضمن حظيرة الكبار واستقبال أندية عريقة في صورة وفاق سطيف والنادي الرياضي القسنطيني وشباب بلوزداد، لأن مدينة الواد تستحق أن تكون قطبا رياضيا، بالنظر إلى المنشآت الموجودة، ناهيك عن الإمكانيات المادية المتوفرة، بعدما أصبحت مدينة تجارية بامتياز، وتعرف قفزة نوعية من عديد الجوانب، فبعدما عاشت «ثورة زراعية» هي تعيش نهضة كروية، بحكم تنافس أربعة إلى خمسة فرق على تأشيرة الصعود في مختلف المستويات، ونتمنى لهم جميعا الصعود في صورة أولمبي المقرن وأولمبي الواد والبقية.