لا تزال الحلقة الأخيرة من سلسة البطحة، تثير تفاعل غالبية من تابعوا البرنامج، و تتصدر مقاطع « ميمز» و « ليرز» ، التوندونس على فيسبوك و إنستغرام و يوتيوب، حيث قد صنعت الحلقة الحدث على المنصات التفاعلية لأيام ولا تزال كذلك، بفضل المفاجأة التي حملتها، خاصة وأن النهاية كانت صادمة و مخالفة تماما لتوقعات الجمهور. و يستمر البطحة ضمن الترند الجزائري على المواقع رغم نهاية حلقاته الخمسة عشر، و يتم تداول مقاطع من السلسلة على نطاق واسع خاصة المقاطع التي يكرر فيه بطلة العمل نبيل عسلي « اللاز»، لازمة طريفة دخلت قاموس الحوارات اليومية لشباب، فيما في ذلك عبارة « الباسي باسي و الدوسي كلاسي أو فلان ديباسي». حيث حققت الحلقة الأخيرة وحدها أكثر من مليوني مشاهدة على اليوتيوب، وأشاد الكثيرون بمستوى السلسلة، واعتبروها الأفضل على الإطلاق، حتى أن هناك من علقوا بالقول، إن البطحة أنقدت المشهد الكوميدي هذا العام، حتى و إن كانت الكوميديا السوداء قد طغت على الأحداث، بما في ذلك المشهد الأخير الذي جمع شخصيتي «اللاز» و»ربيعة» خطيبته السابقة، والذي حقق تفاعلا كبيرا جدا، و حظي باتفاق الجمهور على أنه من أجمل المشاهد التي قدمتها الأعمال الرمضانية الجزائرية على اختلافها منذ بداية الموسم. وكان الممثل نبيل عسلي نجم العمل حسب أصداء الجمهور، إذ أبدع في تقمص شخصية «اللاز» خاصة من ناحية التحول الذي طرأ عليه في النهاية، حيث أجمعت التعليقات والمنشورات التي تناولت العمل، بأن الفنان استطاع التأثير في كل من شاهده وتابع القصة، وتمكن من إيصال المغزى من نهاية « اللاز» العدواني و المنحرف بطريقة قوية تحمل الكثير من العبر، واثنوا على تمكنه من التمثيل. كما أن البطولة في العمل كانت جماعية و ناجحة بامتياز لأن كل شخصية أثبت أهميتها واكتسبت حب الجمهور وقد وظفت الكوميديا السوداء ظاهرة الشباب المجرمين أو ما يُطلق عليهم في الشارع الجزائري «أصحاب الرجلة»، وقدموا في صورة اللاز، الذي قضي شبابه في افتعال المشاكل وإيهام نفسه بأنه صاحب القوة والقرار بالإضافة إلى افتخاره بقضائه سنوات في السجن، ورغم ضياع حياته في اللهو، إلا أنه لم يدرك أنه يؤذي نفسه بالدرجة الأولى، وهو ما صاغه كل من نبيل عسلي ونسيم حدوش في كتابتهما لسيناريو البطحة و ترجمه المخرج وليد حدوش. ونشرت الصفحة الرسمية للبطحة على فيسبوك عن مشهد لقاء «ربيعة»و»اللاز» والحوار المؤثر الذي دار بينهما نصا جاء فيه «نتمنى أن نكون قد أوصلنا رسائلنا كما يجب، قد نضحك في بداية العمر لكن دون شك سوف نبكي ذات يوم، يوم لا ينفع الندم». وفي هذا الصدد نالت مشاهد الحلقة تعليقات إيجابية، ومن التعليقات ما يلي «لقد قدمت الحلقة الأخيرة رسالة مؤثرة للشباب، تقول فيق لعمرك وأمرك قبل ما تفوتك الفرص وتلقى روحك رجعت للنقطة الصفر». كما عقّب أحد المعلقين على أن القائمين على البطحة لم يعطوا تبريرات لهذه الفئة مثل اتهام البيئة، بل حملوهم مسؤولية خياراتهم ونتائجها. وقال آخر «منذ سنوات لم نشاهد عملا فنيا يراعي أخلاق ومبادئ المجتمع الجزائري في إطار كوميديا ذات رسائل نبيلة وهادفة للواقع المعيش دون أن تخرج عن طابعها الهزلي». وعن عمق الحوارات التي جاءت في العمل وقدرتها على تلخيص مواقف من الحياة في عبارات بسيطة، كتب أحد المتابعين قائلا «نص سيناريو البطحة والحوارات التي دارت بين الممثلين كأنها مزيج بين المسرح والسينما والكتب الفلسفية».