انطلقت ظهيرة أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة الاحتفالات المخلدة للذكرى 61 لعيدي الاستقلال والشباب (5 جويلية 1962 - 2023)، تحت شعار «جزائر الانتصارات .. مكاسب وإنجازات»، بتنظيم استعراض شعبي ضخم جاب الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة. وتتابعت مواكب فرق فنية وأشبال وشباب الكشافة الإسلامية الجزائرية لتبرز بلوحات فنية فسيفسائية مقاومة الجزائريين للاستعمار الفرنسي طيلة تواجده بالجزائر، وكذا مختلف الجوانب الثقافية والتاريخية التي تزخر بها الجزائر، وذلك أمام المنصة الشرفية بشارع زيغوت يوسف حيث مقر ولاية الجزائر. وحضر فعاليات هذا الاستعراض، الذي انطلق من ساحة الشهداء وصولا إلى البريد المركزي وعلى طول الواجهة البحرية، عدد من أعضاء الحكومة، على غرار وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ووزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، إلى جانب عدد من مستشاري رئيس الجمهورية، وكذا والي الجزائر العاصمة وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر وأعضاء من الأسرة الثورية. وافتتحت الفرقة النحاسية لولاية الجزائر برنامج العروض الفنية باستعراض مميز تفاعل معه الحضور من العائلات ليتبعه عرض فني بعنوان «ملحمة ثمن الحرية» تطرق إلى مختلف مراحل الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي انطلاقا من المقاومة الشعبية ومجازر 8 مايو 1945 وغيرها من المحطات التاريخية وصولا إلى الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954 ثم الاستقلال. وتميزت الاحتفالية باستعراض كبير جسده أفراد الكشافة الإسلامية والشباب من مختلف الجمعيات ونوادي قطاع الشباب والرياضة ومؤسسات الشباب والذين جابوا الشوارع في الحافلات ومواكب السيارات ذات الطراز القديم، إلى جانب فتيات مرتديات للباس التقليدي الجزائري والحايك الأبيض وحاملات للراية الوطنية، وهو ما تفاعل معه الحضور من العائلات بالزغاريد. وأبرزت من جهة أخرى لوحات عروض فنية كوريغرافية التنوع الثقافي الكبير للجزائر، بما فيه المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، من مواقع تراثية ثقافية وطبيعية وتراث غير مادي، كقلعة بني حماد وموقع تيمقاد ووادي ميزاب وقصبة الجزائر وحظيرة طاسيلي ناجر وتراث أهليل قورارة والزي التلمساني (الشدة) وركب سيدي الشيخ والإمزاد والسبيبة وكذا فن الراي والخط العربي والنقش على المعادن وغيرها. كما تم تخصيص لوحات فنية خاصة بتقاليد وفنون وأزياء الدول العربية، وذلك بمناسبة احتضان الجزائر لفعاليات الألعاب الرياضية العربية 15 التي تفتتح فعالياتها رسميا اليوم الأربعاء، بمشاركة رياضيين من مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر وأعضاء من المجلس الأعلى للشباب. وكان والي ولاية الجزائر، عبد النور رابحي، وفي المحطة الأولى لهذه الاحتفالات قد أشرف على إعطاء إشارة انطلاق «قافلة ذاكرة المحروسة» بقلعة الجزائر بالقصبة، والتي تضم قرابة ألف كشاف يمثلون كل أفواج بلديات الجزائر العاصمة، وقد تم تقسيم هذه القافلة إلى ستة مسارات تحمل أسماء قادة للثورة، حيث جابت وفي أجواء بهيجة مواقع ومعالم تاريخية كالمتاحف والمقاهي التاريخية والمدارس بحي القصبة العريق. وأكد السيد رابحي، في هذا الإطار، أن هذه القافلة تهدف إلى «الحفاظ على الذاكرة الوطنية وتناقلها عبر الأجيال، وهذا من خلال زيارة هذه المواقع التاريخية التي تروي في طياتها محطات محورية من تاريخ الثورة الجزائرية».