أطلقت منذ أسبوع، شهيناز وهي شابة من قسنطينة، مشروع مغسلة للسيارات النسائية بالوحدة الجوارية 10 بعلي منجلي، وهي عبارة عن مرآب يوظف عاملات من الجنس اللطيف يقُمن بخدمة الزّبُونات من داخل الولاية وخارجها. تتميز واجهة المغسلة، باللون الوردي المثير للانتباه، وقد كتب على يافطة علقت عند المدخل مباشرة، اسم المغسلة ووظيفتها، وكذا رقم الهاتف للاتصال بالطاقم من أجل الاستفسار عن المكان أو حجز موعِد مسبق، كما زُين الفضاء المخصص لغسل المركبات من الخارج، بستائر زهرية مفتوحة نسخت عليها رسمة توضيحية لطبيعة النشاط. هؤلاء دعموا مشروعي وآمنوا بالفكرة قالت صاحبة المشروع شهيناز، إن فكرة المشروع راودتها منذ سنة تقريبا، بعد أن عانت مُطولا مع غسل سيارتها الخاصة في مغاسل الرجال، وتنبهت إلى أن كل النساء يُواجهن نفس المشكل، ويجدن إحراجا في انتظار دورهن وسط الرجال، مع امتناع أخريات عن الذهاب لمحطات غسل وتشحيم السيارات الرجالية لرفض أزواجهن أو آبائهن للفكرة، فتجد الأنثى نفسها تتنقل بسيارتها من مكان لآخر وهي متسخة، إلى أن يأخذها الزوج أو الأب أو الأخ أو الابن إلى المغسلة، ولهذا السبب قررت مشاورة زوجها في موضوع المشروع الذي رحب به كثيرا وأيده، إلى جانب أفراد آخرين من العائلة على غرار خالتها وأمها. فضاء بغرفة مخصّصة للانتظار انطلقت شهيناز كما قالت، في دراسة جدوى المشروع، والبحث عن الموقع المُناسب له، حتى يسْهُل على النّساء الوصول إلى مغسلتها، لتقرر في الأخير استئجار طابق أرضي في فيلا بعلي منجلي، وتُحوّله إلى فضاء لاستقبال سيّارات النساء من أجل غسلها وتنظيفها، وهو مُجهز بماكينات الشطف والتنظيف وكل ما يتطلبه المشروع، مع تخصِيصِ حيِّز صغير في الغرفة المحاذية لجُلوس الزبونات، في انتظار دورهن. و تم طلاء جدران غرفة الانتظار، باللون الوردي كرمز للأنوثة، مع تجهيزها بطاولات خشبية ومقاعد مريحة وتلفاز، حتى لا تمل الزبونات خلال الانتظار مع توفير مشروبات غازية وعصائر وقارورات مياه، و بإمكان الزبونات اقتناؤها لشغل وقتهن، كما أكدت الشابة، أنها تفكر في توفير مرطبات وقهوة وشاي في قادم الأيام. كما تعرض السيدة على زبوناتها، إكسسوارات مختلفة لتزيين السيارات وكذا عطور بنكهات متنوعة لتغيير رائحة المركبة، فضلا عن علب مناديل ورقية وقِطع قُماشِ مخصصة لتنظيف أجزاء السيارة الداخلية. نساء استحسن المبادرة وقد استحسنت النساء هذا المشروع، الذي خلصهن من طوابير الانتظار، ومن مشكل اتساخ السيارة، وأبدين إعجابهن بالفكرة من خلال ما وقفنا عليه من تعليقات على صفحة السيدة بموقع فيسبوك، كما أخبرتنا زبونة وجدناها في قاعة الجلوس، بأن هذه المبادرة إضافة جيدة للجنس اللطيف، ومن الجيد التفكير بإطلاق هكذا مشروع يريح النساء كثيرا، قائلة، إنها كانت تضطر في السابق لإبقاء سيارتها متسخة لمدة طويلة ، حتى يتسنى لأحد أفراد عائلتها أخذها إلى المغسلة، وذلك لأن زوجها يمنعها من الذهاب إلى المغاسل التي يعمل بها الرجال والانتظار هُناك، مُؤكِّدة بأن المغسلة الجديدة خلصتها من مشكل عويص كان يزعجها، أما الآن فأصبح بإمكانها الحفاظ على نظافة سيارتها في ظل وجود مغسلة نسائية، ولن تكون بحاجة لانتظار زوجها إلى أن يتفرغ. كما عبّرت الزّبونة، عن إعجابها بالطاقم المشرف على المشروع، قائِلة إنهم قابلوها برحابة صدر وابتسامة تبعثُ على الطمأنينة، مبدية إعجابها أيضا بفكرة غرفة الجلوس واحتوائها على طاولات ومشروبات، مضيفة، بأنها تستطيع استغلال وقت تنظيف السيارة في تصفح ما ينشر على مواقع التواصل، أو تجري اتصالاتها أو تطالع كتابا. وجدت صعوبة في انتقاء العاملات قالت صاحبة المشروع، إنها وجدت صعوبة في انتقاء فريق العمل النسوي خاصة المؤهلات للعمل في مشروع مماثل، لأن بعض من تقدمن للوظيفة كن يعتقدن أن عليهن بذل مجهود عضلي كبير بالطريقة التقليدية، في حين أن كل ما يتطلبه الأمر هو التحكم في العتاد والأجهزة التي يتوفر عليها الفضاء، مضيفة بأنها الآن توظف عاملتين، بعد أن كونتهن جيدا، من أجل تعليمهن الخطوات الأساسية الواجب اتباعها أثناء التنظيف، وكيفية استخدام التجهيزات و زيادة سرعتهن في الأداء.التقينا بالعاملتين و قد كانتا منكبتين على غسل سيارة إحدى الزبونات بالماء والصابون، بعد أن أنهيتا تنظيف أفرشة المركبة ونشرها على معلاق حديدي حتى تجف، وقد كانت السيدة شهيناز تشرف على عملهما في نفس الوقت وتُساعدهما أحيانا أخرى. هذه مراحل تنظيف السيارة أخبرتنا منارة، وهي شابة في بداية العشرينيات، بأنها توظفت في المحل منذ ثلاثة أيام، وقد واجهت في البداية صعوبة في التعامل مع المركبات، لكنها بدأت تتأقلم تدريجيا مع العمل بعد أن فهمت تقنياته جيدا، مؤكدة أن غسل سيارة واحدة يستغرق منها في الوقت الحالي حوالي الساعة، لذلك تعمل على التحكم أكثر في نشاطها ولأجل تقليص المدة. وأضافت، بأن غسيل السيارة يمر بعدة مراحل، بعد تفريغها من المقتنيات الموجودة بداخلها والاحتفاظ بها في سلة تقدم للزبونة، ثم يتم إخراج الأفرشة وتنظيفها حسب نوعيتها، فإن كانت من النيلون أو الجلد يتم غسلها بالماء والصابون جيدا ثم تجفف، أما المصنوعة من الفرو فتنظف فقط دون تبليلها لأن تجفيفها يأخذ وقتا، ثم تغلق السيارة بإحكام وتنظف من الخارج جيدا بالماء والصابون و تشطف، ليتم فيما بعد الاهتمام ببقية التفاصيل الداخلية والخارجية وتنظيفها وتلميعها كالزجاج، الذي تستخدم في تنظيفه وتلميعه منتوجات خاصة وكذلك العجلات التي تنظف جيدا خصوصا تلك المتسخة ببقايا الزيوت، وبعد الانتهاء من كل هذه التفاصيل، تُرش السيارة بمُعطر وتُسلم إلى صاحبتها، ويسحب الماء الموجود بالغرفة لاستقبال سيارة أخرى.