استدعى رئيس الفاف وليد صادي رؤساء الرابطات الولائية، لعقد جلسات عمل على دفعات، في مخطط يندرج ضمن إستراتيجية العمل التي يسعى إلى تنفيذها، والرامية بالأساس على تواصله المباشر مع كل الأطراف الفاعلة في المنظومة الكروية الوطنية، بنية أخذ صورة واضحة وشاملة عن الواقع الميداني التي تعيشه مختلف الهيئات المنضوية تحت لواء الاتحادية، وبالتالي الانطلاق في مشروع الإصلاحات الذي يعتزم الشروع فيه وفق معطيات حقيقية، لأن كرة القدم للهواة تتخبط في دوامة من المشاكل، والتي وضعت الرئيس الجديد للفاف أمام حتمية إجراء عملية تشريح، بحثا عن حلول كفيلة بضمان انطلاقة جديدة من القاعدة، مادامت العديد من الرابطات الولائية وحتى الجهوية أصبحت عاجزة عن تحصيل مستحقات الإنخراط. جلسات صادي مع رؤساء الرابطات الولائية، ستنطلق يوم الاثنين القادم على مستوى مركز سيدي موسى، باجتماعه برؤساء رابطات أقاليم وهران، سعيدة وبشار، على أن يكون بعدها مع يوم الخميس المقبل مع رؤساء 16 رابطة ولائية للجهة الشرقية من التراب الوطني، لتكون الجلسة الثالثة والختامية يوم 5 نوفمبر الداخل، مع رؤساء رابطات وسط البلاد وكذا الجنوب الشرقي، وهي الاجتماعات التي تأتي بعد أسبوع فقط من جلوسه على طاولة النقاش مع رؤساء الرابطات الجهوية التسعة، لأن رئيس الاتحادية يسعى لرسم خارطة طريق من شأنها أن تضمن انطلاق المنافسة على مستوى كامل التراب الوطني، مع العمل على إيجاد مخططات أكثر نجاعة لتفعيل النشاط على مستوى كل الرابطات، لأن إشكاليات الموسم الفارط، كانت قد وضعت بعض الرابطات على عتبة تجميد النشاط، بسبب تقلص عدد النوادي المشاركة في المنافسة، إضافة إلى الاصطدام بقضية حقوق الانخراط. استدعاء رؤساء الرابطات الولائية، للمشاركة في جلسات جهوية، يمكن إدراجه ضمن برنامج العمل المسطر مع طرف صادي منذ توليه رئاسة الفاف، لأنه أصر على ضرورة تواصله المباشر بجميع الأطراف، وإشراك القاعدة في اتخاذ القرارات الحاسمة، وهذا بعد القيام بعملية تشريح للوضعية الراهنة، والمعطيات الأولية دفعت برئيس الاتحادية إلى الوقوف على الصعوبات الكبيرة التي يواجهها رؤساء بعض الرابطات الولائية، لضمان انطلاقة الموسم الكروي الجديد، رغم أن المكتب الفيدرالي الحالي، وبمجرد شروعه في العمل قبل نحو شهر، أعطى تعليمات صارمة تلزم رؤساء الرابطات بضرورة مواكبة الجهود التي تبذلها الدولة في سبيل تعميم الممارسة الكروية إلى كل شبر من القطر الجزائري، مع مسايرة الخطوات التي تقوم بها السلطات المحلية، خاصة منها ما يتعلق بالتكفل بملف حقوق الانخراط، إلى درجة أن رئيس الاتحادية، كان في اجتماعه الأخيرة برؤساء الرابطات الجهوية، قد طالب بتسهيل مهمة النوادي في إيداع ملفات الانخراط، شريطة الحصول على تعهد كتابي من السلطات الولائية. والملفت للانتباه أن إشكالية حقوق الانخراط، طرحت على طاولة صادي في الأيام القليلة الماضية، بعدما طلب رؤساء الرابطات بإرسال تقارير مفصلة عن وضعية الانخراطات، حيث تم الوقوف على بعض الحالات المقترنة بعدم تحصيل مستحقات لموسم الماضي، كما هو الحال عليه بالنسبة لأندية ولاية سكيكدة في جهوي قسنطينة، في الوقت الذي يبقى فيه الانشغال مطروحا في جهوي عنابة على مستوى ولايتي قالمةوعنابة، ولو أن رئيس الفاف ألح على ضرورة تفهم الأوضاع، والأخذ في الحسبان مضمون المراسلات الواردة من الولاة أو حتى مصالح مديريات الشباب والرياضة، مقابل إلزام الفرق بتسديد الغرامات المالية، ولو اقتضى الأمر ضبط رزنامة لتطهير الوضعية المقترنة بهذا الجانب، في ظل وجود نص قانوني يعرض كل من يخل بأي التزام لعقوبة تصل إلى حد خصم النقاط، لأن الأندية تتحمل كامل المسؤولية في قضية الغرامات الناتجة عن العقوبات الانضباطية، وتسديدها يبقى إجباري، والوضعية الحالية تبقي الإشكال قائما على مستوى ولايات سكيكدة، قالمة، عنابة، أولاد جلال، الجلفة وسيدي بلعباس. وتتزامن جلسات صادي برؤساء الرابطات الولائية مع دخول مقترح الفاف حيز التطبيق، خاصة في الشق المتعلق بتعديل نص المادة 1 من القوانين العامة للفاف، وتخليص الرابطات "العاجزة" من شرط التقيّد بتنظيم بطولة لا تقل رزنامتها عن 20 جولة، على اعتبار أن المكتب الفيدرالي الحالي كان قد بادر إلى اتخاذ قرارات استباقية، عندما اعتمد صعود 4 أبطال رابطات ولائية جرت فيها المنافسة الموسم الماضي دون 20 جولة، ويتعلق الأمر بأبطال خنشلة، تبسة، قالمة وعين تيموشنت، فضلا عن اتحاد بشار الجديد، الذي اقتطع تأشيرة الصعود إلى ما بين الجهات عبر بوابة الجهوي الأول لمنطقة الجنوب الغربي، وعليه فإن صادي كان خلال اجتماعه مع رؤساء الرابطات الجهوية قد أعطى تعليمات تقضي بتكييف نظام الصعود والسقوط خلال الموسم القادم بحسب خصوصية كل منطقة، حتى لو استوجب الأمر الاحتكام إلى تنظيم دورة "البلاي أوف" بالنسبة للرابطات التي تضم أقل من 10 أندية، مع إعطاء الضوء الأخضر بصورة أوتوماتيكية لكل الرابطات لانطلاق المنافسة بحسب عدد الأندية التي ترسّم انخراطها.