قرار اعتزال عنتر يحيى و بلحاج ومطمور سببه شعورهم بوجود أشياء تحاك في الخفاء فتح المدافع الدولي السابق وقائد جمعية الشلف سمير زاوي قلبه للنصر، وتحدث بصراحة كبيرة عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الثلاثي عنتر، بلحاج ومطمور يقررون الاعتزال دوليا. زاوي أكد على وجود أشياء تحاك في الخفاء داخل التشكيلة الوطنية، أجبرت الثلاثي المعني على الانسحاب في هذا الوقت الحساس، رغم وجود رهانات واستحقاقات قوية تنتظر الخضر، كاشفا بالمناسبة فحوى الحديث الذي كان له مع عنتر يحيى، والذي كان قد استشاره في قرار مغادرته للمنتخب الوطني، كما تكلم عن عديد الأمور التي تخص مستقبل الخضر سنكتشفها في هذا الحوار.. زاوي هل من تعليق بخصوص ظاهرة اعتزال الدوليين في هذه الفترة؟ رغم أن الكثير تفاجأوا لهذا الأمر إلا أنني لست من هؤلاء، على اعتبار أنني كنت أنتظر هذه الخطوة من قبل عنتر و بلحاج وبدرجة أقل من مطمور، سيما بعد التهميش الكبير الذي تعرض له كريم زياني مع المدرب حليلوزيتش. هل تقصد بأن تهميش زياني هو السبب وراء انسحاب عنتر، بلحاج ومطمور؟ يمكن القول بأن الطريقة التي خرج بها زياني من المنتخب قد خلفت حالة خوف كبيرة لدى بقية اللاعبين، خاصة المحترفين منهم، حيث أصبحوا يخشون أن يلاقوا نفس المصير، سيما وأن زياني لا يزال قادرا على العطاء، وقيمته فوق الميدان وحدها كفيلة باستدعائه إلى كل تربصات المنتخب الوطني. إذا إبعاد زياني وراء هذا النزيف الخطير؟ أجل إبعاد زياني وراء هذا النزيف الخطير لجيل أم درمان، والذي اعتقد بأنه من المؤسف أن يغادر المنتخب الوطني بهذه الطريقة. عنتر يحيى أدرك بأن الوقت قد حان للاعتزال دوليا، سيما بعد الانتقادات الكبيرة التي أصبح يتعرض لها من قبل الصحافة الوطنية، وبعض الأطراف الفاعلة والمقربة من المنتخب. عنتر إنسان ذكي وأحسن القرار بالاعتزال في هذه الفترة بالذات. هل تقصد بأن قرار اعتزال عنتر صائب؟ أريد أن أقول بأن عنتر قبل أن يعلن عن اعتزاله، اتصل بي وأخبرني عن نيته في مغادرة الخضر، حيث قال لي بأنه يريد الخروج من الباب الواسع، وأنه لا يريد أن يشوه الصورة الجميلة التي رسمها لدى الأنصار، كونه صاحب الهدف الذهبي الذي أهل الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا. عنتر قال لي:» يا سمير أنا أريد الاعتزال دوليا فما رأيك في الموضوع.؟». هل يمكن أن نعرف بماذا نصحه زاوي؟ عنتر بمثابة أخي وقد تأثر بشكل كبير بعد إقصائي من قائمة المونديال، هو قال لي ما رأيك في مغادرتي للخضر في هذا الوقت بالذات، وأنا أجبته بأنه قرار شخصي ولا يمكنني التدخل فيه، إلا أنه وبعد إدراكي بأنه حسم في الأمر، قلت له لقد أحسنت صنعا، وعليك أن الصنيع تتغذى بهم قبل أن يتعشوا بك. القول بأن يتغذى بهم قبل أن يتعشوا به كلام خطير؟ أجل للأسف هذه هي الحقيقة. عنتر ذكي شأنه في ذلك شأن بلحاج ومطمور، فهم قرروا الابتعاد قبل أن يتم إبعادهم، فهم يخشون أن يتكرر معهم ما حصل لنا نحن المحليون بعد مباراة صربيا، أين أقدم المسؤولون على إبعادي وتوجيه الدعوة للاعبين لم يشاركوا ولا دقيقة واحدة في حرب التصفيات. أنا أريد أن أرد على من قالوا بأن هؤلاء اللاعبين قد انتهوا لذلك انسحبوا من الخضر. تفضل... أظن بأن سن عنتر و بلحاج لا يشكل أبدا عبء على الخضر بل بالعكس. فكما يعلم الجميع فإن سن الثلاثين يجعل اللاعب في أوج العطاء، فضلا على أن مطمور لم يتجاوز ال27 من العمر، ما يؤكد وجود أشياء خطيرة داخل المنتخب. حسب خبرتك الكبيرة هل سيؤثر انسحاب هؤلاء الكوادر على مشوار الخضر في التصفيات؟ هذا شيء أكيد، فليس من السهل على المنتخب أن يفقد 3 أعمدة في وقت واحد، فحتى لو جلبوا ميسي لن يكون بمقدروه تقديم ما يمكن أن يقدمه هذا الثلاثي المنسحب من المنتخب. ألهذه الدرجة؟ وأكثر من ذلك. صحيح أن فيغولي على سبيل المثال لاعب رائع، إلا أن اللعب في أوروبا ليس كاللعب في أدغال إفريقيا، والتي تعود عليها يحيى، مطمور و بلحاج بشكل كبير، كما أن الفوز في غامبيا في المرة الأخيرة لا يعني شيئا، على اعتبار أن الظروف هناك كانت مثالية بما أن شعب هذا البلد مسالم وهو ما لن يجده اللاعبون خلال تصفيات المونديال القادمة في رواندا، مالي والبنين. بماذا يريد زاوي أن يختم هذا الحوار؟ أريد القول بأن المسؤولين على المنظومة الكروية يقومون بمجازفة كبيرة قد تؤثر على مستقبل الخضر، كما أنني أريد أن أنوه لأمر خطير وهو أن هؤلاء يحصدون نتاج ما زرعوا من قبل، فمن الصعب الآن أن تجد لاعبين في وطنية عنتر يحيى، مطمور و بلحاج، والذين كما يعلم الجميع قدموا للمنتخب الوطني في أيام الأزمة، وليس لما ضمن المنتخب مقعدا في مونديال جنوب إفريقيا. أنا على يقين بأن جلب لاعبين آخرين محترفين لن يكون سوى بالتفاوض معهم، وهذا عار على الكرة الجزائرية.