أغلقت مصالح الولاية بداية من مطلع الأسبوع الجاري المنعطف المؤدي إلى شارع رحماني عاشور بمحاذاة فندق سيرتا الذي يشهد أشغال تهيئة وعملية حفر أمامه، فيما فتح طريق كركري أمام السائقين لدخول المدينة من خلال شارع "باردو". وتشهد ورشة إعادة الاعتبار لفندق سيرتا منذ أيام نشاطا مكثفا مثلما لاحظنا في المكان، في وقت أغلقت فيه السلطات الولائية المنعطف المحاذي للبناية، المؤدي إلى أسفل شارع رحماني عاشور منذ نهار السبت الماضي، حيث يشهد أشغال حفر في الطريق، بعدما استغلت المؤسسة المكلفة بالعملية جزءا من الرصيف المحاذي لموقع الورشة لوضع معداتها منذ بضعة أشهر، فيما كان المكان يشهد حركية كبيرة من السائقين الذين يقصدون عدة وجهات خارج المدينة، خصوصا أصحاب سيارات الأجرة الذين ينشطون على الخطوط المؤدية إلى الخروب وعلي منجلي وغيرها. وفتحت مصالح البلدية طريق كركري الواقع في الجهة الخلفية من فندق سيرتا ليصبح المنفذ المؤدي إلى داخل وسط المدينة انطلاقا من شارع رحماني عاشور ذهابا باتجاه شارع زعبان المعروف بتسمية "بومرشي"، أو إيابا من الأخير لمغادرة قلب المدينة باتجاه شارع باردو على مسافة تقدر بحوالي 300 متر، بعد أن استفادت ساحة كركري من عملية تهيئة؛ أشرف الوالي عبد الخالق صيودة على وضعها حيز الخدمة بمناسبة عيد الاستقلال خلال الصيف الماضي، كما أنجزت المؤسسة الصينية المكلفة بإعادة الاعتبار لفندق سيرتا من قبل مدخلا للطريق في شكل قوس يراعي التصاميم المعتمدة في إعادة الاعتبار للمرفق. وذكر لنا رئيس مكتب النقل في بلدية قسنطينة، فريد بوعروج، أن الدخول إلى وسط المدينة من منفذ كركري عبر شارع زعبان يستوجب على السائقين القادمين إلى المدينة التوجه إلى غاية نقطة الدوران عند مطلع جسر سيدي راشد ثم العودة عبر الجسر، من أجل تجنب تقاطع الحركة مع المركبات المتجهة إلى شارع رحماني عاشور من خلال شارع "بومرشي"، في حين يلاحظ أن هذا الشريان الرئيسي في المدينة يسجل سيولة كثيفة للمركبات التي تدخل وتخرج من قلب المدينة خصوصا خلال ساعات الذروة وأوقات نهاية الدوام مساء، كما يشتكي السائقون في المكان من الاختناق الذي يتشكل في المقطع عند مرور شاحنات القمامة خلال الفترة الليلية. وقد لاحظنا يوم أمس حركة ضعيفة للمركبات عبر طريق كركري، حيث أوضح لنا سائق أجرة أن الكثير من السائقين لم يعلموا بفتح هذا المحور الجديد الذي يدخل حيز الخدمة بعد سنوات طويلة من الغلق، اعتبر آخر أن التوجه إلى غاية نقطة الدوران بسيدي راشد "أمر شاق"، خصوصا في ساعات الازدحام المروري، ما يجعل أصحاب المركبات يتجهون نحو منافذ أخرى من باردو على غرار التوجه إلى شارع عواطي مصطفى أو يعودون نحو وسط المدينة من خلال الطريق الوطني رقم 3، مرورا بالمسلك الاجتنابي الذي يربطه بحي ابن تليس ومحيط الشالي، خصوصا أنه لا يعرف ازدحاما كبيرا. ويستمر نشاط سيارات الأجرة التي تنقل على الخطوط المؤدية إلى الخروب وماسينيسا مقابل فندق سيرتا، حيث أصبح سائقوها يركنون مركباتهم مقابل مسجد الشنتلي ثم يتنقلون مشيا إلى غاية مدخل شارع عواطي مصطفى من أجل الهتاف بالوجهات التي ينقلون إليها، فيما يضطر الركاب إلى مرافقتهم سيرا إلى غاية مركباتهم، كما أن سائقي الأجرة غير القانونيين "الفرود" يزاحمونهم أيضا على النشاط خلال الساعات الليلية، فيما يتضايق المواطنون من السلوكيات المنتشرة في محطة سيارات الأجرة على الخطين المذكورين وخط علي منجلي، خصوصا مع انتشار ظاهرة التنافس بين الناقلين من خلال الهتاف بالوجهات، التي يعتبر بعض المواطنين أنها تستنسخ فوضى الأسواق العشوائية ولا تراعي الطبيعة الحضرية للمدينة. من جهة أخرى، أكد مسؤول مكتب النقل أن المخطط المروري الجديد الخاص بالجزء السفلي من حي سيدي مبروك جاهز في الوقت الحالي، موضحا أن الشروع في تجسيده مرهون بجلب اللافتات المرورية ووضعها، في حين أشار إلى أن فتح مدخل إلى الحي من النقطة المقابلة لمسجد أبي أيوب الأنصاري على الطريق الرئيسية لسيدي مبروك ينبغي أن يخضع للدراسة. وقد ساهم المخطط المروري الجديد في امتصاص الضغط وتخفيف حدة الاختناق عن الأنهج الواقعة بسيدي مبروك الأعلى، بعد أن أصبحت الحركة محددة في اتجاه واحد في العديد من النقاط، فضلا عن استغلال المسالك الفرعية بشكل أفضل، لاسيما أن الحي أصبح يستقطب أعدادا كبيرة من المواطنين الذين يقصدون المراكز التجارية للتسوق. أما سيدي مبروك السفلي، فما زالت طرقاته تعاني من مشاكل الاختناق نتيجة ركن المواطنين لمركباتهم بمحاذاة مساكنهم، ما يتسبب بالتقاء السائقين على خط واحد وتعطل الحركة، فضلا عن أن بعض التقاطعات تشهد حوادث مرورية متكررة، على غرار تقاطع بنهج علي بسباس تسجل به حوادث اصطدام متكررة بسبب عدم احترام أولوية التوقف، مثلما ذكره لنا سكان بالحي، كما أن بعض المواطنين قاموا بإنجاز ممهلات عشوائية في أنهج أخرى بسبب السائقين الذين لا يحترمون السرعات المحددة داخل المحيط السكني.