رواية - مخطوطة بيروت - تستدعي المُغفل من تاريخ العروبة كشف أمس، الكاتب فيصل الأحمر، عن قرب ميلاد إصداره الجديد " مدينة القديس أغسطين" الذي سيجمع بين صفحاته مخيالا علميا وأدبيا زاخرا، قائلا، إنه عمل يختلف عما حمله كتابه الأخير " مخطوطة بيروت"، أين اختار السرد التاريخي لأسرار عن واقع العروبة و القضية الفلسطينية. واستهل الدكتور فيصل الأحمر، جلسته الأدبية التي احتضنتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية " مصطفى نطور" بقسنطينة، بالحديث عن رمزية ألوان الغلاف الخارجي الذي زين " مخطوطة بيروت"، وعلاقتها بألوان علم فلسطين الحاضرة جدا بين سطور الكتاب. وقال، إنه بدأ العمل على إصداره الثامن والأخير سنة2016، وأنهاه سنة2020 وهو كتاب يروي تفاصيل مغيبة وخفية عن مخطوطات تحمل معلومات جد سرية عن القضية الفلسطينية، اجتهد في مراجعة مضامينها وتعديل الصيغة التي اختارها لتوظيفها، ليكون الإصدار حاضرا في سيلا الماضي، بعدما تأخر نشره لأسباب لم يذكرها، وقد تزامن مضمونه مع مجريات طوفان الأقصى، والعدوان على غزة، فكان للكتاب وقع أكبر وهدف أسمى. الأحمر، أوضح أنه اختار أسلوبا أدبيا تاريخيا قصصيا لعمليه الأخيرين " مخطوطة بيروت" و" العشاء الأخير لكارل ماركس"، وقال إنه سرد يختلف عما ألفه قراؤه خاصة وأنه كان ميالا للخيال العلمي والأدبي الواسع، فمخطوطة بيروت مثلا تروي واقع حال المجتمع العربي وما مر به من مجريات بارزة وأخرى خفية لم تكشف للعيان إلا في مخطوطات نادرة لم يطلع عليه كثيرون، وفي هذا المؤلف بالذات، تناول مخطوطا لياسين بلكبير، تحدث فيه عن صبرا وشتيلا، تناول حيثيات أغفلها التدوين تؤكد تورط أطراف في المجزرة، كما ذكر فاعلين أساسيين تسببوا في الأزمة، وكشف عن الخونة الذين جمعتهم علاقات سرية بالكيان الصهيوني، ليتحولوا فيما بعد إلى قادة كبار ورؤساء وملوك. كما تحدث الأحمر في كتابه، عن لحظات الذعر التي عايشها بلكبير سنة 2019، بعدما علم بإفشاء أسرار مخطوطته القديمة، لينطلق في رحلة البحث عن النسخ التي وزعها سابقا على معارفه بغية التخلص منها، وقال إن مخطوطة بيروت أدرجت الحياة العربية كخلفية للقضية الفلسطينية، ووضعتها تحت مجهر كبير رفع اللبس عن جوهرها وخباياها المزعجة. وقال الأحمر للنصر على هامش اللقاء، إنه كاتب توزع دمه بين أصناف كثيرة في الكتابة والأدب، فبرز قلمه في الرواية والترجمة والنقد تحديدا، كما أبدع بشكل كبير في أسلوب الخيال العلمي، الذي يعتبر جديدا بعض الشيء على المجتمع الجزائري، ومغايرا لما ألفه القارئ، لذلك رفض في بداياته خلال التسعينيات لصعوبة المرحلة التي تزامنت مع وقائع العشرية السوداء، فقيل حسبه إن هذه الكتابة غير مناسبة للمرحلة، و الحقيقة كما عبر أن صاحبها كان يروي الوقائع بأسلوب مختلف فقط، و يرى الأمور والأحداث ويصفها بطريقة مغايرة. وأضاف، بأن الخيال العلمي في الكتابة، حديث عن الواقع بطريقة فنية ملتوية تعتمد على التقاطب بشكل كبير، مشيرا في ذات السياق، أن جيل الرقمنة والتكنولوجيا، أكثر انفتاحا على هذا الأسلوب في الكتابة والتأليف، لأن الخيال العلمي أضحى واقعا معاشا لا مفر منه، عبدت السينما معبرا له ثم جاءت الإصدارات الرقمية و مواقع التواصل الاجتماعي ووصل التطور مبلغ روبوت المحادثة الشات جي بي تي والذكاء الاصطناعي، فأصبح الأشخاص أكثر تقبلا للخيال العلمي كثقافة وفعل دائمين على خلاف الماضي. كما تحدث الكاتب، عن جديده القادم الذي يعمل على إتمامه ووضع اللمسات الأخيرة عليه، وقال إنه اختار الخيال العلمي بلمسة أدبية فنية، كاشفا أن العمل قد يحمل عنوان " مدينة القديس أغسطين".