اغتيال 400 عالم عراقي في الفضاء و الطاقة النووية قضية لا يجب السكوت عنها تأسف البروفيسور العراقي عبد العظيم السبتي ،باحث بدائرة الفيزياء و الفلك بجامعة لندن، و سفير الاتحاد الدولي للفلك بالولايات المتحدةالأمريكية، أثناء زيارته الأولى لمدينة قسنطينة الأسبوع الماضي لعدم انضمام الجزائر للاتحاد الدولي للفلك رغم توفرها على الإمكانيات البشرية التي تؤهلها لذلك، من خبراء و مختصين معروفين دوليا بالإضافة إلى المشاريع الفلكية التي يقوم بها الباحثون الجزائريون و المثيرة للاهتمام و التشجيع حسبه. حاورته مريم بحشاشي كما تحدث في حوار خص به النصر على هامش محاضرة ألقاها بجامعة منتوري في إطار نشاطات جمعية الشعرى لعلم الفلك و مخبر الفيزياء الجسيمية و الرياضية بالجامعة، عن قصة الكوكب الذي يحمل اسمه و اكتشافاته الجديدة و ما عاناه بسبب كابوس الاختطاف و التصفية الجسدية لعلماء بلاده و التي قال أنها قضية لا يجب السكوت عنها أبدا. يحثنا الفضول على سؤالكم عن سر زيارتكم للجزائر ثاني محطة لكم كسفير للاتحاد الدولي للفلك بعد تونس؟ - حملت رسالة إلى وزير التعليم العالي، كما اتصلت بالزملاء بالمرصد و المختصين بالبحث العلمي أدعو من خلالها الجزائر للانضمام للاتحاد الدولي لعلم الفلك و التي أستغرب و أتأسف لتأخرها عن القيام بذلك رغم توّفرها على الإمكانيات البشرية و العلمية التي تؤهلها لما تتمتع به من خبراء و باحثين معروفين على المستوى الدولي، بالإضافة للمشاريع الفلكية القيّمة التي يقوم بها الباحثون في هذا المجال المهم. و أرجو أن تثمر زيارتي بأول مشاركة رسمية للجزائر في المؤتمر ال28 للاتحاد الفلكي الدولي الذي ستحتضنه بكين في شهر أوت القادم و يضم نحو 3 آلاف عالم فلك من مختلف دول العالم. كيف تقرأون واقع البحث العلمي في مجال علم الفلك و الفضاء في البلاد العربية؟ - يختلف من دولة إلى أخرى، فهناك دول تتوفر على إمكانيات بحث هائلة لكن مستوى البحث العلمي في مجال الفلك و الفضاء يبقى بطيئا جدا، وأنا عن نفسي لا أفهم السبب و أرجح أن تكون السياسة العلمية المنتهجة في تلك الدول وراء هذا التأخر. و قد قمت بزيارة لتونس و الجزائر في مهمة كلفني بها الاتحاد الفلكي الدولي الذي وقف عام 2009 بمناسبة السنة الدولية للفلك، على حقيقة تضاعف عدد هواة علم الفلك الذين يقدرون بعشرات الملايين عبر العالم ممن يتابعون بانتظام بفضل تطور وسائل البحث الالكتروني أخبار ما ترصده التلسكوبات الفضائية و يهتمون بشكل متزايد باكتشافات المحطات الفضائية و يتساءلون عن مدى صدق وجود حياة في كواكب أخرى خارج الأرض، و أسئلة كثيرة تتواجه فيها الأمور العلمية و الفلسفية و الدينية،فقرر الاتحاد الخروج عن حيّزه النخبوي من ذوي الشهادات العلمية العالية و العلماء و إشراك الهواة و المهتمين ، و تجسد ذلك لأول مرة بفتح دائرة فلكية بجنوب إفريقيا و التي تعمل على التنسيق بين الدول من خلال تقارير يقدمها سفراء فلكيين مثلي يختارهم الاتحاد، تعتمد على زيارات ميدانية لتشجيع الدول على دعم البحث في هذا المجال بما فيها البلدان العربية. ما قصة كوكب "الاسترويد" الذي يحمل اسمك ؟ - الجهة المختصة في التسميات الفلكية بالاتحاد الدولي للفلك بأمريكا و تقديرا للمجهودات و الاكتشافات القيّمة التي يحققها الباحثون تطلق أسماء بعضهم على المكتشفات الجديدة و كان لي الحظ في أن يطلق إسمي على كوكب الاسترويد الذي يبعد عن الشمس بنحو 308مليون كيلومتر ...هذا كل ما في الأمر (يقول بتواضع كبير و يضيف )، الخبر أثار الفرحة و الفخر في أوساط عائلتي و بالأخص الأبناء و الأحفاد و ذلك أبهجني. هل من اكتشافات جديدة ستحمل اسم الدكتور عبد العظيم السبتي؟ - نحن بصدد القيام بأبحاث رياضية عملية تطبيقية سنؤكد من خلالها بأن هناك سوبرنوفا انفجر قريبا من الشمس و لا زلنا في مرحلة التفتيش لتحديد موقع الانفجار، هذا من الناحية النظرية أما من الناحية التطبيقية فنحن نعمل على تصميم جهاز للكشف عما تبقى من آثار لانفجار السوبر نوفا و الذي نأمل تجسيده في فترة لا تتجاوز الثلاث سنوات. من سيموّل المشروع؟ - جامعة لندن و وكالات الفضاء بأوروبا. قيل الكثير عن اختطاف العلماء العراقيين و تصفيتهم جسديا، فهل عانيت ذلك و متى شعرت بأن حياتك كانت فعلا في خطر؟ - عندما يقتل حوالي 400 أستاذ و باحث عراقي في مجالات علمية مهمة مختلفة و خبراء في علم الفضاء و الطاقة النووية و الأطباء و تبقى العملية مسكوتا عنها و مجهولة رغم تكرر عمليات التصفية الجسدية في حق هؤلاء الخبراء تأكد لنا بما لا يدع مجالا للشك بأن العملية حملة منّسقة و هو ما حملنا على الاستعجال في طرح القضية على البرلمان الأوروبي و جهات دولية متخصصة أخرى، كمحاولة لفهم ما يحدث و الحد من الخطر المهدد للعلماء و العلم بالعراق. و أنا شخصيا و رغم استقراري بلندن عانيت هذا الكابوس و بالأخص عند زيارتي للعراق، حيث لا يكف الزملاء و حتى بعض المسؤولين عن تذكيري بوجوب أخذ الحيطة و الحذر و هو للأسف ما جعل زياراتي لبلدي قصيرة و محدودة جدا. كان لك الفضل في إنشاء أكبر مرصد فلكي بالعراق و الذي للأسف تم تدميره خلال الحرب العراقية الإيرانية، ألم تفكروا في إعادة بعث مرصد جديد تعويضا للأول؟ - بالفعل فكرنا في ذلك و المشروع قائم و يتضمن مفاجأة للمختصين و هواة الفلك بالمنطقة حيث سيتم استبدال التليسكوب القديم الذي لم يتجاوز قطره الثلاثة متر بآخر أكثر فعالية يزيد قطره عن الستة أمتار و بالتالي ستتضاعف قوته أربع مرات عن قدرته السابقة ، و سيدعم الاتحاد الدولي هذا المشروع. تحدثت خلال المحاضرة و بثقة كبيرة عن توقعكم لنيل باحثي مرصد جامعة لندن الذي تنتمي إليه حاليا جائزة نوبل القادمة لفيزياء الكون فعلى أي أساس بنيتم توقعكم هذا؟ - لأنهم يقومون بأبحاث مهمة لتفسير ظاهرة الطاقة المظلمة و المادة المظلمة(Dark energy and Dark Matter) الجسيمات المادية المجهولة. أثار قرار المؤتمر الدولي للفلكيين المنعقد في العاصمة التشيكية براغ بشطب"بلوتو" من قائمة الكواكب ردود فعل و انتقادات كثيرة هلا حدثتنا أكثر عن ذلك؟ - بالفعل هناك من العلماء من يرون بضرورة إبقاء بلوتو ضمن قائمة كواكب المجموعة الشمسية، و قد تطرح القضية ضمن أشغال المؤتمر المقبل ببكين. نفهم من هذا أن بلوتو قد يستعيد مكانته ككوكب من جديد؟ - لا أدري هناك من يقول بأن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يثير اهتمام الباحثين الأجانب فما مدى صحة ذلك؟ - بصراحة أعتبر الموضوع في منتهى الحساسية، و رأيت زملاء ينشرون أبحاثا عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، لكنني شخصيا وقفت على حقيقة عدم استساغة الجهات العلمية العالمية لمثل هذه الأبحاث. و في رأيي على الباحثين المسلمين الاستدلال بالآيات القرآنية التي تخص علم الفلك كمعلومة في البحث و ترك التفسير و الشرح لعلماء الدين، إن هم أرادوا فرض أبحاثهم على المستوى الدولي. ما رأيك في سيناريو اقتراب نهاية الكون الذي يتكرر مع نهاية كل سنة ؟ - العالم يروّج لإشاعات لا علاقة لها بالحقائق العلمية، و قد تضاعف عدد الإشاعات المخيفة التي هي أقرب إلى الأفلام الخيالية منها إلى الواقع.