الفنان القبائلي لونيس آيت منقلات يطرح ألبومه الجديد - سنيتراو - طرح أمس، الفنان القبائلي لونيس آيت منقلات، ألبومه الجديد، وذلك بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2974 اختار له عنوان «سنيتراو» بمعنى «قيتارتي»، ليتصدر الغلاف الخارجي. ويضم الألبوم الجديد، ست أغاني لم يكشف عن عناوينها ومحتواها، إلا أنه أشار إلى أن المواضيع متنوعة كتبها بكل جوارحه وأحاسيسه وانتقى كلمات تعوّد عليها جمهوره المحب والمخلص لأسلوبه في الغناء. وسجل آيت منقلات ألبومه الأخير في أستوديو ابنه جعفر الذي ساعده في الترتيبات، كما تكفل أيضا بالموسيقيين وبكل ما يتعلق بالألبوم، كما شاركت ابنته حياة في تصميم الغلاف، و اختار عنوان «سنيتراو» «قيتارتي»، فكأن هذه الآلة الموسيقية التي رافقته لأكثر من 57 سنة من مشواره الفني تخاطبه وتتحدث إليه عن المحطات التي مروا منها. وقال لونيس آيت منقلات خلال نزوله ضيفا على إذاعة تيزي وزو، والذي لم يصدر ألبوما منذ سنة 2017، أن ليس له وقت معين ومحدد للكتابة أو التلحين، فبإمكانه أن ينتهي من تأليف ألبوم كامل خلال يوم واحد، كما يمكنه كذلك أن يستغرق وقتا أطول للكتابة والتأليف، موضحا أن الأغاني والموسيقى تأتي لوحدها صدفة في أية لحظة وفي كل زمان ومكان، لأنه يخضع للإلهام وهذا الأخير يمكن أن ينقطع في أية لحظة، و يفضل أن يصمت ولا ينتج ولا يصدر ألبوم، وهذا الأمر مستمر معه منذ سنة 1967 عند ولوجه عالم الفن، مضيفا من جهة أخرى أنه بذل كل ما بوسعه ليكون المولود الجديد متاحا للجمهور في الموعد المحدد. وعن كيفية انتقائه لمواضيع الأغاني التي أداها طيلة مشواره الفني، أوضح لونيس أنه في كل مرحلة من مراحل الحياة يغني عن مواضيع تتعلق بتلك الفترة، فكل ألبوم يتحدث فيه عن مرحلة ما، فعندما كان شابا على سبيل المثال أدى مجموعة من الأغاني العاطفية التي تخص جيله وميزت بداياته، ليتناول لاحقا مواضيع مختلفة حيث غنى عن الأخوة والوطن والهوية والتسامح والأمل وغيرها من المواضيع، فهو يختار نصوصا وكلمات تروي ما يحدث حوله موضحا أنه حساس لمشاكل الناس والوطن. وتحدث ضيف إذاعة تيزي وزو عن حبه للفنانين القدامى الذين عشق بفضلهم ميدان الغناء، من بينهم الراحل شريف خدام الذي له الفضل في دخوله عالم الفن الواسع وجعله يحب الغناء والموسيقى، مشيرا في ذات الصدد إلى أن شريف خدام ترك له ذكريات جميلة وكان مدرسته الأولى وتتلمذ على يده، حيث كان يعطي له دروس مجانية رفقة أصدقائه في الصولفاج من دون مقابل، وأول أغنية دخل بها إلى الإذاعة هي للراحل طالب رابح «أيغريب يجان ثمورث» سنة 1967. وتأثر آيت منقلات أيضا بالفنان أكلي يحياتن وكمال حمادي والراحل الشيخ الحسناوي وعلاوة زروقي وغيرهم، فهو يحب جميع الطبوع والأنواع الموسيقية وينهل منها. تجدر الإشارة إلى أن لونيس آيت منقلات يبلغ من العمر 74 سنة، واسمه الحقيقي عبد النبي آيت منقلات، هو من مواليد 17 جانفي 1950 بقرية «إغيل بماس» في أعالي بلدية إيبودرارن التابعة لدائرة آث يني جنوب تيزي وزو، دخل عالم الغناء من بابه الواسع، عندما التحق سنة 1967 ببرنامج «إغناين أوزكا» «مطربو الغد»، الذي كان يقدمه الفنان الراحل شريف خدام لاختيار المواهب الشابة في الأغنية القبائلية. مشواره الفني يفوق نصف قرن من الزمن، تواضعه الشديد زاد من شعبيته وحب الجمهور له داخل وخارج الوطن، يلقبه الجميع بالحكيم والفيلسوف والشاعر نظرا لحكمته وحسن اختياره للكلمات والمواضيع التي يؤديها في كل مرة، وعندما يغني، سواء في الجزائر أو في المهجر، يجمع أكبر جمهور من مختلف الأعمار. ينقسم المشوار الفني للونيس آيت منقلات إلى قسمين حسب المواضيع التي يتناولها، فالأول عاطفي منذ بداياته وتمثل أغانيه «سنوات الذهب « و تضم 48 عنوانا سجلها في سبعة أشرطة، أما المرحلة الثانية فهي عبارة عن أغاني ملتزمة وفلسفية تتميز بأنها طويلة وتحتاج إلى تفسير وقراءة من النصوص، وقد خصصت لأعماله العديد من المؤلفات والدراسات باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية. وآخر أعماله كان ألبوما صدر له سنة 2017 «ثوذرثني» بمعنى «تلك الحياة» ويضم سبعة أغاني مختلفة.