شمل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة استهداف كل مقومات الحياة الإنسانية، ولم يكتف المحتل بقتل النساء والأطفال والمدنيين العزل، بل دمر البنية التحية وكل مقومات الحياة، بهدف تنفيذ مخططاته الإجرامية الرامية إلى تهجير سكان غزة. وأشار بيان للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن تدمير جيش الاحتلال الصهيوني 390 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية منذ بداية العدوان في السابع أكتوبر الماضي، كان آخرها تفجير جامعة الإسراء وإعادة قصف الجامعة الإسلامية أول أمس الخميس. واعتبرت حركة حماس في بيان لها أمس تدمير الاحتلال لمباني المدارس والجامعات في قطاع غزة سلوك إجرامي لن يحقق أهدافه العدوانية في تقويض المنظومة التعليمية والهوية الوطنية الراسخة، واعتبر ذلك جريمة حرب وسلوكا إجراميا يستهدف تدمير كل مقومات استمرار عمل المنظومة التعليمية في قطاع غزة، وأكد نفس المصدر بأن الأمر يندرج في سياق حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وتدمير كل مقومات الحياة الإنسانية، كما تعبر حسب نفس البيان عن فاشية وسادية هذا الكيان الذي يجاهر بجرائمه دون اكتراث بالعواقب والقوانين الدولية. ودعت الحركة الأممالمتحدة والمؤسسات الدولية الحقوقية إلى توثيق هذه الجرائم، وكافة جرائم الاحتلال الصهيوني الإرهابي في قطاع غزة، وتحمل مسؤولياتهم وأدوارهم في إدانة ومحاكمة هذا الكيان المجرم وقادته النازيين أمام المحاكم الدولية. من جانب آخر كشف أمس بيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن ارتكاب جيش الاحتلال الصهيوني 12 مجزرة في حق العائلات الفلسطينية خلال 24 ساعة الأخيرة، مما أدى إلى سقوط 142 شهيدا و278 مصابا، وارتفع عدد الشهداء والمفقودين منذ اندلاع العدوان إلى أكثر من 31 شهيدا ومفقودا، وأزيد من 61 ألف مصاب، وتحدث في هذا السياق الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة في تصريح صحفي عن معاناة النساء الحوامل، مشيرا إلى تسجيل مئات حالات الإجهاض والولادة المبكرة نتيجة الذعر والهروب القسري تحت القصف الوحشي، وعدم توفر الرعاية الصحية في أماكن النزوح وصعوبة الوصول إلى المستشفيات، وكشف نفس المصدر عن تسجيل نحو 60 ألف امرأة حامل عرضة للخطر ومضاعفات الحمل. وفي سياق متصل أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بأن الانتهاكات الصهيونية أدت إلى استشهاد 337 كادرا في قطاع الصحة واعتقال 99 آخرين من بينهم مدراء مستشفيات، مشيرا إلى تعمد الاحتلال استهداف 150 مؤسسة صحية وخروج 30 مستشفى عن الخدمة و53 مركزا صحيا واستهدف 122 سيارة إسعاف، كما سجلت وزارة الصحة حسب نفس المصدر 8 آلاف حالة بعدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي من نوع «أ» نتيجة الاكتظاظ وتدني مستويات النظافة الشخصية في أماكن النزوح، وتوقع القدرة أن تكون أعداد الإصابة بعدوى التهابات الكبد الوبائي مضاعفة في أماكن النزوح المختلفة في قطاع غزة، كما حذر من التداعيات الخطيرة لنفاد غاز النيترو في غرف العمليات، مما يعرض حياة مئات الجرحى للخطر، محذرا في نفس الوقت من مضاعفات صحية خطيرة يتعرض لها 350 ألف مريض مزمن، نتيجة عدم توفر الأدوية ومنع دخولها لقطاع غزة، مشيرا إلى أن مختبرات المستشفيات عاجزة عن إجراء الفحص المخبري للدم نتيجة نقص المواد الخاصة به، وكذا نفاد 60 بالمائة من المواد الخاصة بالفحوصات المخبرية والفيروسية المختلفة. وفي الإطار ذاته كشف ممثل وزارة الصحة الفلسطينية عن إحصاء 10 آلاف مصاب بالسرطان يتعرضون لمضاعفات خطيرة تودي بعشرات المرضى يوميا، نتيجة عدم توفر الأدوية وانعدام الرعاية الصحية في أماكن النزوح بعد خروج مستشفى الصداقة التركي عن الخدمة، مشيرا إلى أن الاستهداف المباشر والمتكرر لمحيط مستشفيات الوسطى وخان يونس يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى والأطفال الخدج والنازحين، وتسبب بفقدان حياة العشرات منهم نتيجة اضطرار ذويهم للهروب بهم تحت القصف، وتحدث نفس المصدر عن تسجيل اكتظاظ كبير في مستشفى تل السلطان للولادة ومستشفى أبو يوسف النجار ومراكز الرعاية برفح، مما يجعلها غير قادرة على تحمل الأعداد الكبيرة من المرضى والجرحى يوميا. وبخصوص المساعدات الطبية التي دخلت قطاع غزة، أوضح ممثل وزارة الصحة أن نسبة ما يمكن الاستفادة منه من هذه المساعدات يمثل أقل من 30 بالمائة، مشيرا إلى أن آلية خروج الجرحى للعلاج في الخارج ما زالت مؤرقة، وتساهم بقتل المئات وهم ينتظرون الموافقة على خروجهم لأسابيع طويلة، مما يؤكد أن الاحتلال يستخدم هذه الآلية كسلاح إضافي لقتل الجرحى. في سياق آخر اعتبرت حركة حماس تصريحات مجرم الحرب رئيس حكومة الكيان الصهيوني التي قال فيها أنه سيحكم قبضته على كامل المنطقة من البحر إلى النهر، تأكيدا على السياسة الصهيونية الفاشية القائمة على إنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه، وعلى نهج الإبادة والتطهير العرقي الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، دون اكتراث للقوانين والمواثيق الدولية، وجاء في بيان الحركة أن هذه التصريحات العدوانية هي الرد العملي من حكومة المستوطنين الفاشية على مسارات ما يسمى الحلول السلمية ومشاريع التطبيع، التي تحاول حسب نفس البيان واشنطن تسويقها في المنطقة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه، وهو ما يستدعي موقفا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا حازما في وجه هذا الكيان الذي يمعن في إجرامه بحق الشعب الفلسطيني. على صعيد آخر تحدثت أمس تقارير إعلامية عن تقديم شكوى ضد رئيس الكيان الصهيوني خلال مشاركته في منتدى دافوس العالمي في سويسرا، وتحدثت هذه المصادر نقلا عن مكتب المدعي العام السويسري أنه سيتم فحص الشكاوى الجنائية وبحث مسألة حصانة المتهم.