نادي سيرتا سينقل السينما للمناطق النائية بقسنطينة تدعمت دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة، بنادي سيرتا السينمائي، أسسته جمعية نوميديا للفنون، للتعريف بالسينما الجزائرية وإبراز أهمية تطوير الصناعة السينماتوغرافية الوطنية، بإشراك هواة الفن السابع، وفقا لما قاله رئيس الجمعية لونيس ياعو للنصر، مؤكدا بأن مبدأ النادي هو التعريف بالفيلم الجزائري وإخراجه من العتمة، وإطلاق ورشات تكوينية لتطوير الصناعة السينماتوغرافية، ومبادرات تجمع بين السينما والمطالعة في المناطق النائية. إيناس كبير انبثق نادي سيرتا عن الفرع الأصلي «مجانين السينما» التابع لجمعية نوميديا للفنون، بالتعاون مع دار الثقافة مالك حداد، ليجمع المواهب والطاقات الشبابية خصوصا هواة الفن السابع لتكوين سينمائيين، مخرجين ومنتجين، كما يحضر لإنشاء نواد للتسلية، وأردف رئيس الجمعية المخرج والممثل لونيس ياعو، قائلا بأن مبدأ النادي هو إبراز الإنتاج الوفير للسينما الجزائرية، الذي لم يتسن لكثير من الجزائريين مشاهدتها، بسبب انطفاء أضواء دور السينما، الأمر الذي أثر على توجه الجمهور نحو الإنتاجات الوطنية وغير بوصلتهم نحو السينما الغربية. أفلام جزائرية خارج الساحة بسبب غياب قاعات السينما وعلق ياعو، بأن الممارسة وانفتاح الشخص على كل الإنتاجات، هو أساس العمل السينمائي، فالذي لم يشاهد أفلاما كثيرة ولم يشارك في مناقشتها وإبداء رأيه حولها لا يستطيع أن يكون سينمائيا، مؤكدا بأنه من الوظائف المختلفة التي تختص بها السينما، المشاركة في طرح حلول لمختلف المشاكل، وتسليط الضوء عليها لمعالجتها والمشاركة في إصلاح الأوضاع فضلا عن غرس أفكار جديدة لدى الأفراد. تعلم سيميولوجية السينما ضرورة لمعالجة القضايا وفهمها وينتقي النادي كل نهاية أسبوع عملا سينمائيا، يحرص المنسقون فيه على التنويع، فمرة يكون الفيلم جزائريا، وأخرى أجنبيا، وأفاد ياعو بأن مناقشة هذه الأعمال وتناولها بجدية يساهم في تغيير النظرة المتداولة عن السينما كونها وسيلة للترفيه فقط، فضلا عن نشر الثقافة السينمائية وتعلم سيميولوجيا الفن السابع وفهم مدلولاتها، حتى يستطيع المشاهد إدراك الأفكار التي تروج لها، وزيادة وعيه وتطور تفكيره. أما عن اختيار مواضيع الأفلام، قال محدثنا، بأنهم يختارون أفلاما قابلة للنقاش، تطرح إشكاليات تهم المجتمع والفرد، مثل الظواهر الاجتماعية، الذات الإنسانية وحمولاتها، كما يضعونها في سياقات تتماشى مع المنظور الحديث والظروف الحالية، التي تختلف عن ما كانت عليه في السابق، موضحا بأن القراءة السينمائية الحالية لظاهرة الحرقة على سبيل المثال، تكون بمنظور جديد يتماشى مع عقلية جيل الألفية ومشاكله، ناهيك عن الأخذ بعين الاعتبار المؤثرات الخارجية التي تشكل نظرته للحياة، معتبرا بأن كل المواضيع والإشكاليات قابلة للتكييف واستنباط أفكار جديدة منها حتى لو تكرر طرحها. كما يهتم النادي بمواضيع تشكل الحدث وتشغل الرأي العام، حيث يتم عرض أفلاما فلسطينية ولبنانية وأخرى مصرية، تحدثت عن القضية الفلسطينية التي تشغل كل الأمة العربية، خصوصا وأنها تعد أم القضايا التي تدور في فلكها الكثير من المواضيع الأخرى مجتمعية كانت أوتاريخية وحتى سياسية. المناقشات الجماعية تضفي سحرا خاصا كما أشار ياعو، إلى أهمية المناقشات الجماعية للأفلام التي تضفي على الفيلم سحرا خاصا، ناهيك عن محاكاتها لتواجد الأفراد الذين يتشاركون حب السينما داخل قاعات العرض، واصفا إياها بأنها تعلم الأعضاء أسلوب التواصل وتبادل الآراء، وفهم تفكير الأفراد، فضلا عن أنها تجعل الفيلم يُفهم من كل جوانبه. من جهة أخرى لفت رئيس جمعية نوميديا للفنون إلى ضرورة مشاركة الفنانين في هذا النوع من الأنشطة، وتواجد المخرجين والممثلين في حلقات المناقشة خصوصا عند عرض أعمالهم، موضحا بأن الجمهور يستطيع التقرب من الشخصية الفنية للممثل والمخرج، ليتعرف على حالاته أثناء التصوير، ويجيب بنفسه على تساؤلات الجمهور، فضلا عن اطلاعه على آرائهم وتوظيفها في تطوير الإنتاج السينمائي أو طرح أفلاما تخدم الواقع الاجتماعي. الاهتمام بالصناعة السينماتوغرافية المحلية حتمية كما أكد المتحدث، على ضرورة الاهتمام بالصناعة السينماتوغرافية الوطنية، واحتضان إنتاجات الفنانين، حتى لا يضطروا للتوجه نحو دول أخرى، خاصة وأن شرح ومعالجة المواضيع الإنسانية والاجتماعية في الخارج يكون وفق رؤية وفلسفة البلد المنتج، وهو ما يراه يشكل ضررا على القضايا، لذلك يقول رئيس جمعية نوميديا للفنون لونيس ياعو بأنه من الأحسن استغلال الطاقات والمواهب الفنية الجزائرية ومد يد العون لهم والتعاون معهم لإنتاج أعمال تخضع لما تصبو إليه البلد، مردفا بأن غياب الإنتاج المحلي سمح بتسرب أفكار دخيلة ناتجة عن تكنولوجيا الإعلام والاتصال الحديثة، التي أثرت على التنشئة الاجتماعية والقيم، خصوصا ما تعلق بما يتعرض له الأطفال بشكل مستمر في ظل غياب الرقابة. كما أشار إلى الدور الفعال الذي تلعبه الصناعة السينماتوغرافية كمورد اقتصادي، يساعد في جذب السياح لمختلف الأماكن السياحية والتعريف بالثقافات المحلية وعادات وتقاليد الولايات الجزائرية. ورشات تكوينية لتطوير الصناعة السينماتوغرافية الجمعية المؤسسة لنادي سيرتا للسينما، تحرص من خلال نادي «مجانين السينما» أيضا، على تنظيم مبادرات وفعاليات فنية، متنوعة آخرها الطبعة الرابعة من «سيني سيرتا» التي جاءت تحت شعار السينما والذاكرة، بالإضافة إلى أسبوع الفيلم الوثائقي، كما تحضر حاليا لأسبوع الفيلم القصير، حيث قال ياعو، بأن كل فعالية تتبعها دورات تكوينية في الكتابة السينماتوغرافية، التمثيل والمونتاج، فضلا عن التصوير السينمائي. عرض أفلام سينمائية في الهواء الطلق ويحضر النادي بالتعاون مع دار الثقافة مالك حداد، لمشروع إنشاء قاعة سينما مفتوحة في ساحة هذا المرفق الثقافي، تُخصص لعرض أفلاما متنوعة، كما سيجمعهما أيضا وبالشراكة مع المركز الجزائري للسينما والسمعي البصري، مشروع آخر يمزج بين السينما والمطالعة أطلقوا عليه «المطالعة الممتعة وسيني برا» موجه للأطفال، وأفاد رئيس جمعية نوميديا للفنون بأن النشاط سيكون على مستوى أحد البلدية البعيدة عن وسط المدينة كعين عبيد، حيث سيتنقلون بشاحنة محملة بالكتب والمعدات، يجمعون الأطفال ثم يقص عليهم حكواتي قصصا، بالإضافة إلى منحهم كتبا لقراءتها وتلخيصها، وفي نهاية اليوم يعرضون فيلما في الهواء الطلق ثم يقومون بمناقشته سويا، وقال المتحدث بأن هذا النشاط سيكون موجها للكبار والصغار.كما تُعنى الجمعية بإنشاء نواد طلابية، من خلال تكوين طلبة في مجال السينما فضلا عن تمويل إنتاجاتهم الفنية، كما وقع نادي «مجانين السينما» التابع لجمعية نوميديا للفنون اتفاقيات مع المركز الجزائري لتطوير السينما، ومتحف السينما الجزائري.وختم محدثنا، بالقول بأن النادي سيعمل جاهدا للمساهمة في تطوير السينما والنهوض بها، واستغلالها في الترويج للسياحة والتعريف بالبلد والإمكانيات التي يزخر بها، خصوصا المعالم السياحية والثقافات المختلفة، وخلق رغبة لدى الناس في زيارتها، أو بالاعتماد عليها في توفير مناصب شغل وذلك بجذب شركات الإنتاج السينمائية لتصوير الأفلام في أراضيها، مؤكدا بأن المنتجات الثقافية تلعب دوراً كبيرا في تشكيل القيم والاتجاهات، حيث يعد الفيلم خطابا اجتماعيا ووسيطا سمعيا بصريا يتميز بقدرته على تشكيل الأفكار خصوصا وأنه يأتي مشحونا بعناصر بلاغية قادرة على التأثير في الوعي الجمعي.