قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، لدى إشرافه، أمس الثلاثاء، على المراسم الرسمية لإعادة دفن 49 شهيدا بتبسة، أن الوقوف وقفة إجلال وإكبار لدفن رفات هؤلاء الشهداء، على هذه الأرض، هو من باب الوفاء العميق لرسالة الشهداء، والتزام أعمق بالمرجعية النوفمبرية. وأضاف في كلمته بروضة الشهداء ببلدية ثليجان (62 كم إلى الجنوب الغربي من تبسة)، «إن الرفات الطاهرة للمرزوقين عند ربهم، بأجل المراتب وأرفع الدرجات، ليست مجرد عظام رميم، تنقل من أحواض التراب إلى مربعات مشهودة، بل هي في الأساس معالم نورانية للذاكرة، ونياشين ربانية من الله بها على أصحابها بوسام الشهادة»، معتبرا أن «الشهداء منارات قدسية يستلهم منها، مراحل عبور الجزائر من ليل الاستعمار الطويل إلى فجر الحرية»، مضيفا في السياق ذاته، بأنه حين يعاد دفن رفات الشهداء بما يستحقون، فإن ذلك من أعظم الذكريات وأجل الاعتبارات، و أقدس الرسائل، في الحاضر و المستقبل. جدير بالذكر، أنه منذ 10 أيام خلت، تم استخراج ونقل رفات هؤلاء الشهداء، من منطقة القرعة، إلى مدينة تبسة، وذلك بإشراف من والي الولاية، وبحضور السلطات المدنية والعسكرية والأمنية، بحيث نقلت رفات الشهداء في موكب يليق بهم، إلى مقر الحماية المدنية بمدينة تبسة، أين قرأت على أرواحهم الطاهرة فاتحة الكتاب، و آثرت سلطات الولاية، وكذا مكونات الأسرة الثورية، إعادة دفنهم في مراسيم رسمية. وتذكر الروايات المتطابقة للمجاهدين، أن هؤلاء الشهداء قد ارتقوا في ال 30 من شهر جويلية عام 1955، في مواجهة كبرى بمنطقتي أم الكماكم وعين الزرقاء، وذلك تحت إشراف القائد شيحاني بشير، وظلت جثثهم الطاهرة دون دفن، إلى غاية تسلل عدد من المواطنين ليلا إلى مسرح الجريمة، وهنالك تم دفنهم بعيدا عن أعين الإستعمار، وبعد حصول الجزائر على استقلالها، أعاد المواطنون استخراج رفات هؤلاء الشهداء، ودفنهم في موقعين منفصلين عام 1963، وذلك بموقع القرعة ( 57 كم إلى الجنوب من بلدية ثليجان )، وظلت مكونات الأسرة الثورية بولاية تبسة عامة، و بلدية الشريعة وثليحان خاصة، تطالب بإعادة استخراج رفاتهم، ودفنهم في مربع الشهداء، تكريما لهولاء، وتخليدا لمآثر أولئك الذين ارتقوا بميدان الشرف والشهادة، واعتبرت عائلاتهم اعادة دفنهم بعد 62 من استقلال الجزائر، انتصار للشهداء، وإدانة لحرب الإبادة، بل وصمة عار في حبين المستعمر.