سلّطت محكمة الجنايات الاستئنافية بمجلس قضاء أم البواقي، أمس، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا، في قضية تتعلق بجريمة قتل اتُهم فيها شاب بقتل جاره بحجة أنه نظر إليه نظرة غريبة، وفي قضية ثانية قضت هيئة المحكمة بتوقيع العقوبة نفسها في حق والد تدخل للدفاع عن ابنه بقرية الفزقية بأولاد قاسم، فتورط في قتل شاب آخر من أبناء القرية. القضية الأولى أدين فيها المتهم (ب.س.ع.ح) في العقد الثالث من العمر بعقوبة 20 سنة سجنا نافذا، لمتابعته بجناية القتل العمدي، مع تبرئة المتهم الثاني (ش.ش.ن.د) في العقد الثاني من العمر من جرم المشاركة في القتل العمدي، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد للأول و20 سنة سجنا نافذا للثاني، في قضية ترجع إلى تاريخ السادس والعشرين من شهر مارس من سنة 2021، عندما كان الضحية المدعو (ر.ت.د) في طريق العودة لمنزل عائلته بحي الكاهنة بمدينة عين البيضاء ليلا، أين اعترض طريقه المتهم، وهما اللذان كانا قد تشاجرا عشية اليوم نفسه، بسبب اتهام الجاني للضحية بالنظر إليه بنظرة يراها غريبة. وقام المتهم الذي كان حاملا لسيف ليلة الجريمة، بالاعتداء على الضحية بالضرب وركله في الرأس وكذا في مناطق مختلفة من جسمه، ليسقط أرضا في مشهد دفعه للفرار بمعية المتهم الثاني الذي تمت تبرئته، لغابة تتواجد داخل جبل محاذ للحي الذي يقطنه طرفا القضية، قبل أن يسلما نفسيهما بعد 48 ساعة من حدوث الجريمة. وأنكر المتهم الرئيسي قتله الضحية، معترفا بركله وضربه بركلة للرأس، مصرحا بأنه كان يحمل سيفا لم يستعمله ولم يعتد به، وذهب تقرير الطبيب الشرعي للتأكيد بأن الوفاة ناتجة عن صدمة عنيفة تلقاها الضحية بارتطام رأس بشيء راض، مبينا بأن العلامات قبل الموتية كانت سببا في الوفاة التي كانت عنيفة، كما توجد علامات عنف قبل موتية وجروح وصدمة جمجمية دماغية أمامية. وتمت معاينة آثار عنف على فروة الرأس وعلى مستوى الوجه ونزيف منتشر وكذا ورم تحت جلدي في الجهة اليسرى لرأسه. وأنكر المتهم الثاني تورطه في جناية المشاركة، مبينا بأنه كان جالسا بمعية المتهم الأول رفقة عدد من الأصدقاء، وعند مرور الضحية حصلت مناوشات بينهما يجهل سببها، أما والدة الضحية فترى عكس ذلك تماما، حيث صرحت أن ابنها الذي اعتاد أن يعترض طريقه المتهم منذ كان صغيرا، يكون قد أمسكه المتهم الثاني ليفسح المجال للأول للاعتداء عليه. وذهب ممثل النيابة العامة في مرافعته للتأكيد بأن المتهم الأول يعترف اعترافا صريحا بأنه قام بالاعتداء الجسدي على الضحية، لكنه حاول التخفيف من حدة الاعتداء وأراد التنصل من ركن العمد في الجريمة، وأضاف بأن الجاني سبب للضحية كسرا على مستوى المنطقة الصدرية اليسرى، وتقرير الطبيب الشرعي يؤكد تناقض المتهم في تصريحه، مبينا بأن المتهمين الأول والثاني كانا يحملا سيفين، والضحية كان أعزلا ولا وجود للتناسب بين الطرفين. وفي قضية ثانية سلطت هيئة المحكمة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا في حق المتهم (ع.ع) 50 سنة، بعد متابعته بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، مع تبرئة ساحة ابنه المدعو (ع.ر) 23 سنة من جناية المشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار، والتمس ممثل النيابة العامة تسليط عقوبة 20 سنة سجنا للأب و15 سنة سجنا لابنه. القضية ترجع لتاريخ الثاني والعشرين من شهر جويلية من سنة 2022، عندما تشاجر المتهم الثاني مع الشاب (ق.أ) أحد أبناء قرية الفزقية بأولاد قاسم داخل مقهى القرية، أين دخل في مناوشات وملاسنات معه، وتبادلا الضرب، وكان المتهم الثاني بمعية عائلته قد دخلوا في خلاف مع إحدى العائلات بالقرية حول استغلال قطعة أرض تابعة لأملاك الدولة، ليتنقل الابن ليُخطر والده، الذي سارع رفقته للتنقل لمحل لبيع الخضر لإخطار والد الطفل المعتدي، وحين وصوله لمحيط المحل، اصطدم بجمع غفير من أصدقاء الشاب المعتدي ومن بينهم من كانوا مدججين بالأسلحة البيضاء، أين رشقوا الوالد وابنه بالحجارة، وتبادل الطرفان الرشق، ليقوم أحد المعتدين برمي خنجر والفرار، وهو الذي رفعه الابن وسلمه لوالده. وعند حصول مناوشات مع المجموعة المعتدية قام الوالد المتهم حسب تصريحه، بالتلويح بالخنجر لتخويف المعتدين، أين أصاب الشاب (ب.ح) أسفل إبطه، الأمر الذي تسبب له في جروح خطيرة، استدعت نقله على جناح السرعة للعيادة متعددة الخدمات بالمدينة، أين فارق الحياة. واعترف المتهم بتفاصيل الحادثة، مصرحا بأن المعتدين الذين هاجموه كسروا فقرات من عموده الفقري، أما ابنه فأنكر جرم المشاركة، مبينا بأن مجموعة من 18 شابا هاجموه رفقة والده، وعند تبادل التراشق بالحجارة أسقط أحدهم خنجرا قام بتسليمه لوالده.