* الجزائر استكملت سريعا بُناها التحتية والاقتصادية الأساسية أكد الخبير في الفكر السياسي والعلاقات الدولية الاقتصادية، الدكتور رائد المصري، أمس، أن الجزائر لم تعد تعتمد على الاقتصاد الريعي، رغم امتلاكها حقول الغاز والنفط بخلاف الدول المنتجة وهذا ما أدخلها إلى حلقة اقتصاد متكامل وجعل منها قوة إنتاج حقيقية، مشيدا بنسبة النمو المسجلة في بلادنا خلال السنوات الخمس الأخيرة ''بفضل سرعة الإنجازات''. ولدى استضافته في ندوة للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، حول «الدبلوماسية الطاقوية للجزائر ودورها في تحقيق التوافقات بين الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز''، اعتبر رائد المصري أن احتضان الجزائر للقمة السابعة لرؤساء دول و حكومات المنتدى، المقررة من 29 فيفري إلى 2 مارس المقبل بالجزائر العاصمة، هو نتاج بنائها لاقتصاد قوي وقاعدة أساسية، مبرزا بأن هذا العمل كان وراء فكرة منتدى الغاز لإنشاء كارتل كبير يحمي الدول المنتجة إزاء الهيمنة ومحاولة الاستحواذ على الثروات في المنطقة التي تتعرض لأزمات كبيرة. و اعتبر الخبير رائد المصري، الأستاذ المحاضر بالجامعة الدولية ببيروت، بخصوص موقع الجزائر ضمن هذا المنتدى، أن «الجزائر لديها دور مهم بفضل البنى التحتية التي تمتلكها في مجال إنتاج الغاز وشبكة الأنابيب الموجهة للتصدير إلى الدول الأوربية، خاصة وأن أوروبا هي اليوم في حاجة ماسة لسد الثغرات الناجمة عن انقطاع الغاز الروسي بسبب حرب أوكرانيا. كما أكد أن الجزائر ستلعب دورا رائدا في هذا المجال باعتبارها استثمرت كثيرا في تقنيات استخراج واستغلال الثروة النفطية، وهي مؤهلة أكثر من غيرها من دول النادي للعب دور ريادي في مجال توريد الغاز للقارة الأوروبية بحكم كونها الأقرب جغرافيا وتطل على القارة الأوروبية.وفي سياق ذي صلة، أعرب الخبير عن قناعته بأن الجزائر مرشحة للعب الدور الأكبر في محيطها الإقليمي في إطار إعادة ترتيب النظام الاقتصادي العالمي وهي مؤهلة لحجز مكانتها في شمال أفريقيا كونها قريبة جغرافيا من الإتحاد الأوروبي وضمن محيطها العربي والإسلامي. ومن جهته أكد الدكتور محمد خوجة، مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول أن الدول المصدرة للغاز كلها مجتمعة تعمل من أجل إيجاد مكانة في السوق الدولية وكل واحدة لها مصلحة لتعمل مع الأخرى من أجل تقوية مكانتها. وقال لدى تدخله في ذات الندوة أن الدول المنتجة للغاز تريد تأكيد سيادتها على هذه الطاقة التي عانت من الاختلالات في سوق الغاز بفعل الأزمات والصراعات الدولية ما يحتم على قمة الجزائر – كما قال - أن تكون فضاء للتشاور بينها لضمان مصالحها وضمان استقرار السوق. و أشار المتدخل بدوره للأهمية الكبيرة في تحقيق التكامل والتنسيق والتوازن بين هذه الدول، باعتبار أنها تملك المعادلات الطاقوية للتحكم في هذه المادة الحيوية التي تعتبر أبرز طاقة على الساحة الدولية، متوقعا أن تتوصل القمة إلى وضع اللبنات الأولى في إعادة تشكيل الدور الإقليمي للدول المصدرة للغاز نحو أوروبا، مشيرا إلى ظهور بوادر تشكل نظام عالمي في الطاقة. واعتبر محمد خوجة، أن الغاز يظل طاقة نظيفة معترف بها دوليا وبالتالي سيبقى يستخدم كمزيج طاقوي في مختلف المجالات، مؤكدا أن هناك دراسات تؤكد أن النجاعة الطاقوية تتجه نحو استخدام الوسائل الأقل استهلاكا للطاقة و الأقل تلويثا للبيئة من الانبعاثات السامة. من جهة أخرى كشف مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول بأن مركز البحث في الغاز سيعمل على الاستفادة من كافة البحوث في العالم بما يمكن من إيجاد الحلول الملائمة لكل الإشكاليات التي تواجه استغلال هذه الطاقة.