عرض مساء أول أمس بسينيماتيك تيزي وزو، الفيلم الوثائقي الطويل، «المواطن بيار شولي» للمخرج سعيد مهداوي، كتكريم لهذه الشخصية ضمن فعاليات الاحتفال بيوم الشهيد المصادف ل 18 فيفري. وعرض الفيلم الوثائقي في 63 دقيقة، قدمت كفاح طبيب الثورة الجزائرية المجاهد الراحل البروفيسور بيار شولي، الذي ضحى وناضل من أجل استقلال الجزائر. وتطرق المخرج في بداية العمل الوثائقي الذي أنتجه المركز الوطني لتطوير الصناعة السينيماتوغرافية سنة 2023، إلى مشاهد مؤثرة من جنازة الراحل بيار شولي الذي توفي سنة 2012 بفرنسا ودفن في الجزائر، ليسرد بعدها تاريخ حياته منذ ولادته في الجزائر العاصمة سنة 1930 ، ثم يصور الظروف التي كان يعيش فيها وانضمامه إلى الثورة التحريرية في الولاية التاريخية الرابعة، مع تسليط الضوء على مساهمته بعد الاستقلال في مكافحة السل وتطوير قطاع الصحة في الجزائر. وتظهر مشاهد الفيلم الوثائقي العلاقات التي كانت تربط المجاهد الراحل بيار شولي، بشخصيات كبيرة من الثورة الجزائرية، مثل العربي بن مهيدي وعبان رمضان ومحمد بوضياف وسعد دحلب وبن يوسف بن خدة وكريم بلقاسم، و حتى فرانز فانون. وواجه بيار شولي، بؤس الشعب الجزائري، والقمع الذي كان يمارسه المستعمر ضده خلال الحرب التحريرية، ويعرض الفيلم كيف تم القبض عليه ونفي إلى فرنسا أين حصل على الدكتوراه في الطب قبل أن يتوجه إلى تونس وينضم إلى جبهة التحرير الوطني. وبالإضافة إلى المهام الطبية الموكلة إليه، كان شولي مسؤولا عن الانضمام إلى فريق تحرير جريدة «المجاهد» اليومية، وبعد الاستقلال اشتغل كأستاذ للطب بجامعة الجزائر، وتولى مكافحة داء السل الذي خلفه المستعمر، وكان يناضل في الوقت نفسه من أجل إصلاح النظام الصحي في البلاد ومجانية العلاج، وهو ما يرويه الجزء الثاني من الفيلم ويكتشف المشاهد من خلاله شهادة للراحل تعود إلى سنة 2011، أعرب فيها عن اعتزازه بكونه جزائريا حتى النخاع. و أوضح المخرج سعيد مهداوي، في رده على أسئلة الحضور، أن الهدف من إنجاز هذا العمل الوثائقي لهذا المواطن الذي قاد معركة عادلة بإنسانيته ووقف إلى جانب الجزائريين خلال الثورة التحريرية المجيدة مخاطرا بذلك بحياته وحياة عائلته هو اعتراف بالتزامه بخدمة القضية الوطنية ونقل إرث الذاكرة والذاكرة كموقع للنضال، مشيرا إلى أن بيار شولي يعرفه وهو إنسان متواضع وقد تمكن من إقناعه ليقوم بإنجاز هذا العمل الذي يسرد أهم مراحل مسيرته النضالية من أجل الجزائر.