خلّفت الأشغال العشوائية والترقيعية للمقاولات ومؤسسات البناء، حوادث متفرقة، بولاية برج بوعريريج، كان من أبرز انعكاساتها السلبية، الاعتداءات المتكررة على شبكات الغاز والكهرباء، إذ تحصي المديرية الوصية 908 حالات، في ظل انعدام مخطط واضح للأشغال، وغياب المخططات الخاصة بمختلف الشبكات، أو عدم الاكتراث بها إن وجدت، رغم أهميتها لتفادي أشغال الحفر بالقرب من القنوات والشبكات، ومن ذلك التقليل من الاعتداءات عليها، وما ينجر عنها من مخاطر تهدد سلامة المواطنين وانقطاع للتموين بهاتين المادتين الطاقوتين، ناهيك عن الخسائر المترتبة عن إصلاح الأعطاب. وأشارت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بولاية برج بوعريريج، أمس، إلى تسجيل العدد المذكور من حوادث الاعتداءات على منشآتها الكهربائية والغازية خلال العام المنصرم، مؤكدة تدخل فرق الصيانة لأجل 606 حالات اعتداء على شبكة الغاز، من بينها 71 اعتداء على الشبكة و78 اعتداء على الإمدادات، من قبل المقاولات والمؤسسات المكلفة بإنجاز أشغال التهيئة وتعبيد الطرقات التابعة للقطاعين العمومي والخاص. كما أحصت ذات المؤسسة، 457 اعتداء على شبكة الغاز، ناجمة عن عدم التقيد بشروط السلامة والأمان في ورشات البناء وأشغال توسعة السكنات، بجوار أو فوق شبكات وقنوات الغاز، لعدم احترام المسافة الأمنية المعمول بها. أما بالنسبة للاعتداءات، على شبكات الكهرباء الهوائية والأرضية، فقد سجلت مصالح التوزيع لشركة سونلغاز، 36 حالة اعتداء على الشبكة متوسطة التوتر بسبب أشغال إنجاز تابعة لمؤسسات عمومية وخاصة، وتسجيل 266 حالة اعتداء راجعة إلى البناء بمحاذاة أو على حساب خطوط الكهرباء الهوائية والأرضية، لعدم احترام مسافة الأمان المنصوص عليها قانونا. يحدث هذا في وقت تتجاهل فيه مختلف المؤسسات والمصالح، ضرورة التقيد بمخطط الأشغال، واحترام المخططات المنجزة لمختلف الشبكات، لاسيما على مستوى المدن والأحياء السكنية، التي عادة ما تشهد تسجيل عمليات لإعادة تهيئة مختلف الشبكات، بما في ذلك التطهير، وقنوات المياه، حيث تشهد مدينة البرج عاصمة الولاية، انطلاق العديد من العمليات خلال الفترة الأخيرة، في إطار البرنامج المسطر لإعادة تجديد شبكات المياه القديمة عبر مختلف الأحياء السكنية وبالشوارع الكبرى. وقالت مؤسسة سونلغاز في بيان لها، أن كل هذه الاعتداءات المتواصلة والمتكررة تعرض المواطنين إلى الخطر، بالإضافة إلى الخطر المترتب عن تجاهل مثل هذه الحوادث، وتعمد التنصل من المسؤولية، في حال تسجيل الاعتداء على الشبكات، وعدم الإبلاغ عنها، خوفا من الإجراءات القانونية والمطالبة بالتعويض والتأمين، دون إعطاء أهمية لما قد ينجر عن تحطيم القنوات والاعتداء على الشبكة من تهديدات على المواطنين، لاسيما في حال الاعتداء على شبكات وقنوات الغاز وتركها من دون تصليح، ما يمثل خطرا جراء تسرب كميات من هذه المادة سريعة الاشتعال السامة والقاتلة. ولتجنب مثل هذه الحوادث، دعت المؤسسة إلى التبليغ الفوري للسماح لأعوان الصيانة، بالتدخل السريع لإبعاد الخطر وإصلاح الضرر لتفادي تدهور نوعية الخدمة، وتجنب كوارث قد تكون مميتة، متعهدة بالتكفل السريع والأمثل بكل الانشغالات. وفي هذا السياق، تواصل مديرية التوزيع ببرج بوعريريج، حملاتها التحسيسية حول مخاطر سوء استعمال الغاز الطبيعي والإجراءات الواجب إتباعها في كافة الأوساط، فضلا عن إطلاق عمليات لتعميم تركيب أجهزة كاشف غاز أحادي أكسيد الكربون، على مستوى كافة المنازل وبدون استثناء، مع مراقبة التركيبات الداخلية للغاز، حرصا على سلامة المواطنين ولتفادي الحوادث لاسيما المميتة بسبب غياب شروط الأمان.