15 مدربا ضحية إفرازات النصف الأول من الموسم عرفت مرحلة الذهاب للموسم الجاري من بطولة ما بين الجهات، سقوط 15 مدربا في المجموعة الشرقية، وقد كانت خاتمة النصف الأول من المشوار بطلاق بالتراضي مع 3 تقنيين، ولو أن الملفت للانتباه أن رياح تغيير المدربين هبت على 13 ناديا، لتبقى فرق شباب ميلة، نجم بني والبان وحامل الفانوس الأحمر نجم البسباس تصنع "الاستثناء"، بالمحافظة على نفس المدرب، رغم أن وضعية تازير في بني والبان لم تكن مستقرة، وخلوص يلعب في البسباس دور "المنقذ" من الشطب النهائي، بعد الاستسلام المبكر لأمر السقوط "الأوتوماتيكي" إلى الجهوي، بينما كانت أعلى حصة من نصيب كل من شباب عين ياقوت وترجي قالمة، بمرور ثلاثة تقنيين على العارضة الفنية لكل فريق، ليصبح "السرب الأسود" أول فريق في فوج الشرق يصطدم بالشرط الجزائي، القاضي بتسديد غرامة مالية، لاستخراج إجازة المدرب الثالث في الموسم. قراءة : صالح فرطاس وبصرف النظر عن الظروف التي كانت وراء إقالة أو استقالة كل مدرب، فإن وضعية اتحاد الشاوية في صدارة الترتيب لم تمنعه مع التعاقد مع مدربين، لأن محمد بلشطر كان الورقة التي راهنت عليها إدارة النادي، لكن الظرف الصحي الطارئ الذي تعرض له بلشطر مباشرة بعد لقاء جولة التدشين أجبره على "الاعتذار" لمسيري الاتحاد، لأنه كان مرغما على الاستفادة من فترة نقاهة، تنفيذا لتعليمات الطاقم الطبي، وعليه فإن التغيير الاضطراري على مستوى العارضة الفنية كان في الجولة الرابعة، لما باشر السعيد بلعريبي مهامه كمدرب لاتحاد الشاوية، وقاد أبناء "سيدي رغيس" في 11 مباراة في مشوار البطولة، حقق الفوز في 10 منها، وانهزام في لقاء واحد، كان بميلة، وهي نتائج واكبت رهانات أسرة الاتحاد، لأن الهدف المسطر، ينحصر في تحقيق العودة السريعة إلى الرابطة الثانية. تقنيان "أوقفا" بسبب العقوبة جانب آخر كان وراء تسجيل حالتي طلاق بالتراضي، ويتمثل في تعرض المدرب لعقوبة الحرمان من تأدية المهام أثناء المباريات الرسمية، وبالتالي منعه من التواجد على الدكة، حيث تعرض المدرب محمد الصغير بن تونسي لعقوبة 6 أشهر نافذة في مباراة جمعية عين كرشة بتبسة في الجولة الرابعة، فكان هذا الإجراء "العقابي" كافيا لإجبار إدارة "لاجيباك" على طلب فسخ العقد بالتراضي، بحجة أن الفريق يحتاج إلى مدرب رئيسي في اللقاءات الرسمية، فضلا عن الشق المقترن بالغرامة المالية التي تفرضها لجنة الانضباط على الفريق عند عدم تسجيل المدرب الرئيسي على ورقة التحكيم، وهو الإشكال القانوني الذي وضع نقطة النهاية لمسيرة بن تونسي في عين كرشة، وفسح المجال أمام إبن المدينة، محمد علوي، لخوض أول تجربة له على رأس الفريق الذي استهل فيه مشواره الكروي. نفس "السيناريو" شهدته علاقة العمل التي كانت تربط المدرب لطفي يسعد بشبيبة سكيكدة، لأن يسعد تعرض في لقاء الجولة الثامنة بقالمة أمام نصر الفجوج لعقوبة 6 أشهر نافذة، حرمته من تسجيل حضوره في الدكة أثناء اللقاءات الرسمية، ومع ذلك فإنه واصل العمل بانتظام مع الفريق، في ظل تكليف مساعده حكيم حرنان بتوجيه التشكيلة أثناء المنافسة الرسمية، سيما وأن هذه العقوبة كانت محل طعن على مستوى الفاف، قبل أن تكون لطاقم "الديريكتوار" الذي يقود النادي نظرة أخرى في نهاية مرحلة الذهاب من المنافسة، حيث قرر أن وضع المدرب يسعد خارج نطاق الخدمة، بسبب العقوبة المسلطة عليه، ولو أن إدارة الشبيبة مازالت لم تحسم بعد في هوية المدرب الجديد، الذي سيتولى الإشراف على الفريق في النصف الثاني من الموسم الجاري. ترجي قالمة وعين ياقوت تجاوزا العتبة ! أعلى عدد من المدربين في مرحلة الذهاب، كان في فريقي شباب عين ياقوت وترجي قالمة، لأن إدارة "الياقوت" كانت قد راهنت عند انطلاق التحضيرات على المدرب راسم رماش، غير أن الطلاق بين الطرفين حصل قبل استكمال الإجراءات المتعلقة بإصدار الإجازة، وعليه فإن الفريق حافظ على وضعيته الإدارية سليمة في الشق المتعلق بالحد الأقصى من الإجازات المسموح بها خلال نفس الموسم، على العكس من الترجي القالمي، الذي يعد أول فريق في فوج الشرق يصطدم بالشرط الجزائي الذي يربط تأهيل المدرب الثالث بتسديد غرامة مالية تقدر بقيمة 30 مليون سنتيم، وهذا طبقا لما هو منصوص عليه في الفقرة 6 من المادة 10 للتدابير التنظيمية لبطولة ما بين الجهات للموسم الجاري، على اعتبار أن المديرية الفنية الوطنية، رخصت لكل فريق بالحصول على إجازتين فقط كمدرب رئيسي خلال الموسم الواحد، وفتحت المجال أمام الأندية لتجاوز هذه العتبة، لكن مقابل تسديد غرامة مالية، كإجراء عقابي على استنفاذ الحد الأقصى المرخص به. ولعل ما جعل "السرب الأسود" أول فريق يصطدم بالشرط الجزائي هو الطلاق المبكر الذي كان قد حصل مع المدرب بوفرماس، لأن العلاقة بين الطرفين توقفت قبل مباراة الجولة الثانية من البطولة، ليكون الرهان على سمير حوحو، على أمل النجاح في وضع القطار على السكة، سيما وأن أسرة الترجي كانت قد رفعت عارضة الطموحات عاليا، بعد التغيير الإداري الذي عرفه النادي، ومراهنة الرئيس الجديد مهدي لعفيفي على لعب ورقة الصعود، إلا أن الأمور الميدانية سارت في اتجاه معاكس، فكان الطلاق بالتراضي مع حوحو في نهاية مرحلة الذهاب أمرا حتميا، بعد تبخر حلم الصعود، وعليه فقد تم التعاقد مع التقني القسنطيني طارق رداف، في انتظار استكمال إجراءات تأهيله، واستخراج إجازته، لأن هذا الجانب يتطلب تسديد غرامة مالية قدرها 30 مليون سنتيم، للحصول على رخصة المدرب الثالث للترجي هذا الموسم. على النقيض من ذلك، فإن شباب عين ياقوت ورغم تعاقب 3 مدربين على عارضته الفنية في مرحلة الذهاب، إلا أنه نجا من هذه العقوبة "المالية"، عند تأهيل المدرب عبد الحق بن رحلة، والذي يعد الثالث للشباب منذ بداية الموسم الحالي، لأن وضعية رماش كانت استثنائية، وانحصرت في فترة التحضيرات فقط، ليكون جمال بن جاب الله أول مدرب رئيسي أهلته إدارة الرئيس لعموري هذا الموسم، غير أن الطلاق معه كان بعد الجولة الثامنة، فانتقل إلى نجم بوعقال، وفسح المجال لعبد الحق بن رحلة لخلافته في عين ياقوت. اتحاد الفوبور آخر فريق غيّر الطاقم عرفت الجولة الختامية لمرحلة الذهاب تسجيل الطلاق بالتراضي في 3 فرق، إذ أنه وزيادة على وضعية حوحو في قالمة ويسعد في سكيكدة، فإن مهمة العربي مستورة على رأس العارضة الفنية لاتحاد الفوبور انتهت، خاصة بعد تراجع نتائج الفريق، بتلقيه 3 هزائم متتالية، اثنتان منها داخل الديار، لتختار إدارة النادي صالح محمد سيلام لقيادة التشكيلة مع بداية النصف الثاني من الموسم. عدم الاستقرار مسّ 13 ناديا كانت حركية المدربين في مرحلة الذهاب كانت على مستوى 13 فريقا، لأن شباب عين فكرون استهل موسمه مع عبد الحق بوقرة، قبل أن يحدث الطلاق، بسبب النتائج المتذبذبة داخل الديار، فكان الرهان على حسين بن صالح، الذي قاد الفريق لتحقيق سلسلة من الانتصارات المتتالية، والأمر ذاته ينطبق على نجم تازوقاغت، الذي كان قد استهل مشواره مع عبد الحكيم بوراس، لكن عودة راسم رماش ساهمت تأدية مشوار أفضل، كما اضطرت إدارة اتحاد بوخضرة إلى تغيير المدرب بسبب النتائج، فكان رحيل طرشي حتميا، ليخلفه حميد بهلول، والمعطيات نفسها حدثت في نصر الفجوج، بعد فسخ العقد مع سمير سليماني، وتعيين مساعدية خلفا له، في أول مغامرة له في هذا القسم، إلا أن النتائج تحسنت بصورة جلية. من جهة أخرى، فإن الطلاق الذي كان قد حدث بين إدارة اتحاد تبسة والمدرب محمد جابري كان على خلفية سلسلة التعادلات التي سجلها الفريق، لأن المدرب رمى المنشفة دون أن يتجرع "الكناري" مرارة الهزيمة، وعودة صميدة أبقت الاتحاد في نفس "الديناميكية" قبل أن يحصل الانهيار في الجولة 12، عند أول انهزام بعين فكرون، في حين قرر وليد مواتسي وضع نقطة النهاية لمغامرته مع وداد زيغود يوسف عند الجولة 12 لظروف شخصية وتنظيمية، ليبقى التغيير الذي شهده الطاقم الفني لحمراء عنابة، من عواقب المشوار الكارثي الذي أداه الفريق، وعودة بوعصيدة لم تكن كافية لإحداث "الديكليك" المطلوب. "السيبيام" والبسباس وبني والبان استثناء أما بخصوص النوادي التي عرفت الاستقرار في مرحلة الذهاب فإن شباب ميلة يصنع "التميز"، مادامت "السيبيام" بصدد تأدية أفضل موسم لها في قسم ما بين الجهات منذ صعودها قبل 6 سنوات، وهو ما أدى إلى تزكية المدرب الشاب تقي الدين حمودة، في حين ظلت وضعية عبد الحكيم تازير على رأس العارضة الفنية لنجم بني والبان "متذبذبة"، بين المقاطعة تارة والحضور تارة أخرى، وهذا وفق الأجواء السائدة داخل الفريق، والمرتبطة أساسا بالجانب المادي، ومستحقات اللاعبين، ومع ذلك فإن غياب المدرب عن الفريق في عدة مباريات كلفه عقوبة مالية، بينما حمل المدرب شفيق خلوص مشعل "الإنقاذ" في نجم البسباس، لأن الفريق عجز عن مسايرة ريتم المنافسة، ولم يحصد أي نقطة إلى حد الآن، وتلقى 15 هزيمة متتالية، لكن هذا المشوار لم يؤثر على وضعية المدرب خلوص، الذي يواصل قيادة التشكيلة، بهدف جوهري، يتمثل في حماية النجم من الأفول، وتجنب عقوبة الشطب النهائي، مادام السقوط إلى الجهوي أصبح أمرا مؤكدا. 113 مليون غرامات الغياب وبين حركية المدربين وغياب الاستقرار على مستوى الأندية، تبقى الفرق بين مطرقة البحث عن النتائج الفورية وسندان النصوص القانونية، لأن ربط مصير المدرب بالنتائج يؤدي في أغلب الأحيان إلى الإقالة أو الإستقالة، لكن بالمقابل تعمد الرابطة إلى تطبيق النصوص القانونية التي تفرض الغرامات المالية على الفريق الذي يجري مباراة رسمية في غياب مدربه الرئيسي، لأن المادة 53 من القوانين العامة للفاف تشترط تواجد المدرب الرئيسي الحاصل على الإجازة بترخيص من المديرية الفنية الوطنية، والمادة 10 من التدابير التنظيمية الخاصة بالهواة للموسم الجاري، تضع وثيقة فسخ العقد كشرط إجباري لاستخراج الإجازة الثانية للتدريب، مع اعتماد جملة من الإجراءات "الظرفية"، في فترة التفاوض بين إدارة النادي والمدرب لفسخ العقد، وهذا بالسماح للفريق بطلب الحصول على ترخيص للمساعد أو المدير الفني بالإشراف على التشكيلة في لقاء رسمي، دون التعرض للعقوبة المالية، وهو الأمر الذي يبقى ساري المفعول لمدة 21 يوما فقط، بينما تبقى الفقرة 7 من نفس السند القانوني، تفرض غرامة مالية بقيمة 4 ملايين سنتيم عن الغياب الأول للمدرب الرئيسي، ثم يتم رفع هذه القيمة إلى 5 ملايين سنتيم بعد كل غياب، وقد مسّت هذه التدابير العقابية 10 فرق من فوج الشرق، بمبلغ إجمالي يقدر ب 113 مليون سنتيم، وأكبر غرامة تم فرضها على كل من نجم بني والبان وحمراء عنابة بمبلغ 19 مليون سنتيم، بسبب غياب المدرب الرئيسي 4 مرات. ص / ف