رابطة قسنطينة: صمود "لوناب" مع استفاقة الرحمونية وعين الحجر كرّست مخلفات الجولة 19 لبطولة الجهوي الأول لرابطة قسنطينة، الوضع القائم على مستوى صدارة الترتيب، وذلك بتواصل جدلية الصراع الثنائي من أجل الظفر بتأشيرة الصعود بين آمال العلمة والملعب السطايفي، بمعطيات مددت "السوسبانس" أكثر، ليكون الثلث الأخير من المشوار بريتم "جنوني"، لأن تعثر أي طرف كفيل بتوضيح الرؤية حول هوية البطل، في الوقت الذي ازدادت فيه أوضاع شباب حمام السخنة تعقيدا، بوضع القدم الأولى في الجهوي الثاني، مقابل استفاقة "الرحمونية" وعين الحجر، لأن السقوط سيكون المصير الحتمي لحامل الفانوس الأحمر بصورة أوتوماتيكية، بينما يبقى فريقان في غرفة الانتظار. بقاء دار لقمان على حالها في قمة الهرم، جاء في أعقاب انتهاء "قمة الموسم" التي وضعت آمال العلمة والملعب السطايفي وجها لوجه، في "ديربي" سبقه "سيناريو" مثير حول البرمجة والتأجيل، لكن حقيقة الميدان أثبتت بأن الأمر يتعلق بعرس كروي كبير، احتضنه ملعب قصاب بسطيف، وفى بكامل وعوده من حيث الإثارة والتنافس، وسط إقبال جماهيري قياسي، وسار في روح رياضية عالية، تحت قيادة الحكم الفيدرالي بوسليماني، وانتهى دون اهتزاز الشباك، بنفس نتيجة موقعة الذهاب. هذه النتيجة مكنت "لوناب" من مواصلة المشوار دون هزيمة منذ بداية الموسم، مع المحافظة على كرسي الريادة، وبفارق نقطتين عن "الصاص"، وهو هامش مناورة يمنح آمال العلمة أفضلية "معنوية"، لأن سباق الصعود دخل منعرج الحسم، والثلث الأخير منه سيكون بريتم أسرع، لأن التعثر فيه ممنوع على أي طرف، لكن المشعل يبقى بيد الرائد الحالي، الذي يتحتم عليه حصد العلامة الكاملة في الجولات المتبقية لتحقيق صعود تاريخي، سيكون الثاني تواليا في "ديناميكية" تسلق السلم، في حين يترقب الملعب السطايفي تعثر الجيران لتجسيد حلم العودة إلى قسم ما بين الرابطات، لأن حالة التساوي في الرصيد بين الفريقين، ترجح كفة "الصاص" بالاحتكام إلى نص المادة 69، والفقرة التي تجعل من فارق الأهداف المسجل في مرحلة الذهاب "الفيصل" في مصير الصعود. هذه الجولة، والتي عرفت انتهاء نصف مبارياتها بالتعادل دون أهداف، عقدت بالمقابل وضعية شباب حمام السخنة في قاعدة الهرم، لأن التعادل في عقر الديار مع آمال شلغوم العيد، نصب أبناء "الحمّام" في خانة أكبر المهددين بحجز أولى التذاكر على متن قطار السقوط، مع مد تشكيلة "بوقرانة" خطوة إضافية نحو بر الأمان، وقد تزامن ذلك مع استفاقة باقي أطراف معادلة السقوط، خاصة اتحاد أولاد رحمون، الذي حقق الأهم، بتجاوزه عقبة شباب حي موسى، بفضل ثنائية بومعزة، وكذلك الحال بالنسبة لاتحاد عين الحجر، الذي اهتدى مجددا إلى سكة الانتصارات، ومر إلى السرعة الخامسة أمام الجار اتحاد تالة إيفاسن، كانت منها رباعية من توقيع الهداف بن جدي، في الوقت الذي أثرى فيه نجم القرارم حظوظه في النجاة بنقطة ثمينة عاد بها من الميلية، أكد بها الصحوة المسجلة في مرحلة العودة، مما جعل الصراع ثلاثيا في مؤخرة الترتيب، وبحسابات تبقى معلقة على وضعية شبيبة سكيكدة واتحاد سطيف في قسم ما بين الرابطات، لأن "كوطة السقوط" تنطلق من تذكرة آلية، وعدد الضحايا يأخذ في الارتفاع، بحسب مخلفات النزول من القسم الأعلى عن إقليم رابطة قسنطينة.